السعاده الزوجية

صحة وجمال
طبوغرافي

بقلم /د.خلود زين
مستشارة علاقات أسرية

السعادة هي المحرك الأساسي للحياة الكل يبحث عنها وتختلف مفهومها من شخص إلى آخر فالبعض يراها في المال، والبعض الآخر يراها في امتلاك الأشياء،

(ولكن) السعادة الحقيقية تكمن في أسرة صالحة تعمل على بناء المجتمع ليكون حائط صد لكل الأفكار الهدامة والأفكار المنحرفة وتعمل على رفع الوعي لدى الفرد وتزيد من إيمانه بذاته إذ الأسرة هى وحدة بناء المجتمع فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، وإذا استطاع أفراد الأسرة الوصول إلى السعادة أصبح المجتمع سعيدا.


كيف يمكن تحقيق السعادة؟ هل السعادة الأسرية حقيقة أم وهم؟ السعادة الأسرية حقيقية وسهلة الصناعة وأول خطوات صناعتها الاختيار الصحيح لشريك الحياة يتم اختيار شريك الحياة وفق معايير وهي:
- الدين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وهنا الدين ليس مظهر خارجي بل يتم ترجمته إلى سلوك أي أخلاق، الدين في التعامل يجب أن يتمتع شريك الحياه بها.


- القدرة المادية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لا يستطيع فعليه بالصوم) أي من يملك تكاليف الزواج من مهر وشبكة ومصاريف بيت يتزوج ولكن إن كان لا يملك و تزوج بالقسط وتصور أن الحياة سهلة سوف تؤدي به ضغوط الحياة إلى كثير من الأمراض النفسية وبالتالي التأثير على سعادته الأسرية.


- التكافأ الاجتماعي في كل شيء؛ في التفكير في المستوى الاجتماعي لأن كل شخص يأتي من بيئة مختلفه عن الآخر فإذا كانت الفجوة بين المستويين كبيرة ستحدث مشاكل كثيرة تؤثر على السعادة الأسرية.


الخطوة الثانيه لحياة زوجية سعيد: التأهيل قبل البناء) أصبحت الحياة الزوجية صندوقا يقفل على كثير من المشاكل التي لا تنتهي وتفرز مشاكل جديدة على مجتمعنا، صندوق يظل مقفلا إلى أن ينفجر ويكون لسان حال الزوجة: (أنا مش فاهمة خالص) ولسان حال الزوج: (مراتي عايزة مني كل الأدوار ونكدية على طول وأنا مش عارف أرضيها ازاي) وقد ينتهي عدم فهم كل طرف للآخر بالانفصال سواء كان عاطفيا أو انفصال تام،

وبالتالي تفكك الأسرة فمن أجل هذا أطلق مبادرة رخصة بناء، مبادرة تهدف إلى التأهيل قبل البناء أي التدريب قبل الزواج، قبل إتمام عقد الزواج لابد من إجراء فحوصات لتأكد من خلو الطرفين من الأمراض المعدية والأمراض الوراثية لحياة صحية سليمة (ولكن) هل الصحة الجسدية أهم من الصحة النفسية؟ بل الصحة النفسية هي المؤثر على الصحة الجسدية، فيجب الاهتمام بها فأهمالها يؤدي إلى اختلال واعتلال في الصحة الجسدية، فأناشد كل الجهات المسؤلة عمل مراكز لتأهيل وتدريب الشباب قبل الزواج ليتعلم الزوجان كيف تدار المشاكل والأزمات، وطريقة التعامل مع بعضهم،

ما هي حقوقهم وواجباتهم تجاه بعضهم البعض؟ كيفة إنشاء جيل صالح لنفسه وللوطن وبعد اجتياز التأهيل يتم عقد الزواج ولا يتم إلا به، وتمنح هذه المهمة لمراكز موثوقٍ بها من الجهات المختصة، وهذه تجربة لها نتائج هائلة في الدول الأخرى خاصة ماليزيا إحدى أهدافها تقليل حالات الطلاق، محاربة تفكك الأسرة، الحد من خيانة الرجل والمرأة، صناعة جيل مبتكر صالح، أتمنى من كل الجهات المعنية مساعدتي في هذه المبادرة للوصول لمجتمع واعي، فالأسرة هي وحدة بناء المجتمع.


الخطوة الثالثة لحياه زوجية سعيدة: الاقتناع التام بأن كل طرف له دور في الحياة، فالرجل والمرأة نوعان لجنس واحد هو الإنسان كل نوع يكمل الطرف الآخر مثل الليل والنهار ظاهرتان متضادتان، ولكن متكاملتان، هكذا الزوج والزوجة خلقهم الله ليكمل كل طرف الآخ، تضحية كل طرف تصنع السعادة، وجود علاقة عاطفية قوية بينهم تزيد السعادة بل هي عماد السعادة.
عزيزي الزوج.. عزيزتي الزوجة.. لا يفكر كل طرف في دور الآخر بل يفكر في دوره هو.. فهكذا تصنع السعادة.