اضطراب الشخصية الحدية

صحة وجمال
طبوغرافي

د. إيمان السيد
معالج نفسي بمستشفى

الصحة النفسية بالدقهلية

هو اضطراب عقلي يطلق عليه أيضا"اضطراب الشخصيّة غير المستقرّة عاطفياً"، أو "اضطراب الشدّة العاطفيّة"، أو "النمط الحدّي"، وأبرز مظاهره تكون اضطرابات شديدة في المزاج والسلوكيات والعلاقات ويكون السبب لها في الغالب العوامل الوراثية أو البيئية وخاصة فيما يتعلق بمرحلة الطفولة والمشكلات النفسية أو التربوية التي تحدث بها ولعل أكبر مشكلات هذا الاضطراب هو أنه يدفع الكثير من حامليه إلى إيذاء أنفسهم أو قد يزداد الخطر إلى التفكير الجدي في الانتحار أو المحاولة .


واضطراب الشخصية الحدية يعد شكلا من أشكال عدم الاتزان وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية أوالنظر للذات. ولهذا يعاني أصحابه من مشكلات في التعرف على مشاعرهم وتنظيمها. ولهذا فمن أبرز المظاهر لهذا الاضطراب يكون ظاهرا في الناحية الاجتماعية، وتظهر من العلاقات غير المستقرة أو الحادة مع الآخرين مع اضطراب الهوية، وعدم الإحساس بالذات. وكذلك الاندفاعية وعدم الاستقرار الانفعالي والعسر المزاجي والشعور المستمر بالفراغ والغضب الشديد غير المناسب.


وتختلف طرق العلاج لاضطرابات الشخصية الحدية بدءا من العلاج الدوائي وإن كان هذا الاضطراب لا يوجد علاج دوائي معتمد من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ولكن هناك الكثير من المحاولات التي تستخدم وخاصة الأدوية التي تفيد في خفض القلق والتوتر والاكتئاب والعنف عند البعض، وعادة ما يتم علاج المرضى بأكثر من دواء في نفس الوقت.
ويأتي دور جلسات العلاج النفسي السلوكي المهمة التي تساعد في تقليل حدة، وشدة أعراض القلق، واضطراب المزاج، وكذلك التقليل من عدد محاولات الانتحار، وسلوكيات ايذاء النفس

كما أن جلسات العلاج النفسي لها ضرورتها في دفع مفهوم الوعي الآني، وهو ما يعني أن يكون المريض واعي ومنتبه للحالة الحالية، ويتم تدريب المصابين على كيفية التحكم في الانفعالات الشديدة، والتقليل من سلوكيات تدمير النفس، وكذلك التدريب على سلوكيات تحسين العلاقات.


كما أن العلاج المتمحور حول الخطة له دور فعال وهو أحد عناصر العلاج المعرفي السلوكي التي تركز على إعادة تشكيل المخططات، أو الطريقة التي يرى بها المريض ذاته وعلاج اختلال الصورة الذاتية، والذي يحدث غالبا بسبب خبرات سلبية في الطفولة، تؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها المضطربين مع بيئتهم المحيطة، وطريقة تفاعلهم مع الناس، وتاأمهم مع المشكلات والضغوط. مع تدريبهم بشكل فعال على مواجهة وحل المشكلات لما له دور فاعل في تحسين أعراض الاكتئاب وتحسين جودة الحياة.