تمكن علماء من المدرسة الدولية العليا للدراسات المتقدمة في تريستا (إيطاليا) من تطوير طريقة لتحديد يد الطفل المسيطرة (اليسار أم اليمين) وهو لا يزال في رحم أمه.
ويرى العلماء أن دراستهم أثبتت مرة أخرى أن استخدام الشخص لليد اليمنى أو اليسرى هي سمة يحملها معه من رحم أمه، وأن طريقة الفحص الجديدة، سوف تساعد على تحديد الاضطرابات العصبية للطفل مسبقا.
ومن الجدير بالذكر أن الخبراء درسوا مرارا هذه المسألة، وأي يد سوف تهيمن لدى الجنين بعد الولادة، وأظهرت بعض الدراسات أن هناك ارتباط بينها وبين إصبع الإبهام الذي يمصه الجنين وهو لا يزال في الرحم.
وعلى الرغم من وضوح تأثير العوامل الفطرية وحتى الوراثية في التأثير على تطور هيمنة يد على الأخرى لدى الطفل لاحقا، إلا أن العلماء ما زالوا لا يعرفون بالضبط كيف يتطور هذا "التفضيل" بين اليدين.
وللإجابة على هذه المسألة عمل الباحثون على تطوير طريقة الفحص قبل الولادة، وذلك عبر استخدام الموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد، والتي بمساعدتها يتمكن المتخصصون من تلقي صورة لحركات يدي الجنين في إطار الوقت الحقيقي.
كما ركز الخبراء في دراستهم بشكل خاص على حركات الجنين التي تتطلب أكبر قدر من الدقة (على سبيل المثال عندما يوجه الجنين يده نحو العيون). وعلى العكس من ذلك أيضا، درسوا الحركات الأقل دقة (عندما يدفع الجنين بيده رحم أمه)، ليتبين لهم أنه في الأسبوع الـ 18 من عمر الجنين، تكون الصورة واضحة حول اليد المهيمنة.
وعلى مدى التسع سنوات اللاحقة بعد الولادة، راقب المختصون حياة الأطفال الذين ولدوا لمعرفة ما إذا كانت نتائجهم صحيحة. وكانت النتيجة باهرة وتراوحت دقة توقعاتهم ما بين الـ 89% و100%.
ووفقا للخبراء فإن طريقتهم في دراسة حركات الجنين قبل الولادة ستكون مفيدة في تحديد "المشاكل العصبية" قبل ولادة الطفل، كما جاء في التقرير حول نتائج البحث، والذي نشره مؤلفوه في مجلة