من الحياة : مجتمعات لا ترحم

قصص وروايات
طبوغرافي

المخرج: عبدالرحمن سامى

عبدالرحمن سامي

حياة فتاة مغربية ذات دين حباها الله قدرًا كبيرًا من الجمال.. احتشمت وعفت، وأخلصت لله تعالى، وحفظت كتابه الكريم، أحسنت لوالديها وبرت بهما، توفى الوالد وهى فى سن مبكرة تاركًا لها والدتها المسنة لترعاها.
تركت حياة دراستها، وآثرت ألا تتزوج فى سبيل خدمة والدتها المريضة، عاشا فى بيت العائلة إلى أن أصيبت بنزيف حاد أدى إلى إجراء عملية دقيقة أدت إلى استئصال رحمها.

مرت السنين وتوفيت الأم، وتشتت شمل العائلة وانشغل كلًا بحاله. خلا البيت على حياة، وأصبحت وحيدة صائمة، قائمة قانتة، تعبد الله وتتذكر فى وحدتها وأحبابها.

وصل إلى مسامع حياة أن أفراد عائلتها ينون بيع بيت العائلة الذى هو مأواها الوحيد فى الحياة .. وهى تخشى أن يتم ذلك، وتتشرد فى الدنيا وتقع فى يد من لا يرحم.

تطلب حياة من الصالحين أن يدعوا لها بالثبات والفوز برضا الله وأن يجعل لها مخرجًا.

المكالمة البركانية
أم حسن امرأة بسيطة وتلقائية، تجاوزت من العمر الثلاث والستين عامًا، ولدت وعاشت فى الإسكندرية تعلمت من البحر الصبر والتماسك، وأن تواجه الأمواج العاتية، وتلملم شظايا نفسها المبعثرة إثر ضغط الحياة .. اتصلت بفضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض، لتفضفض معه ما تعانيه بعدما أصبحت وحيدة وغريبة فى هذه الدنيا .

تزوجت أم حسن وهى فى سن صغير، وأنجبت ثلاثة أبناء، وعاشت متحملة صعاب الحياة وغدر الزمان إلى أن طلقها زوجها، وهى فى سن الثلاثة والعشرين، فآثرت أن توهب حياتها لتربية أبنائها على أن تستعين بحكمة الأب إن دعتها الضرورة .. ولكن توفى الأب وتركها تواجه مصاعب الحياة وحيدة مع الأبناء الثلاثة.. وليس لهم معين غير الله.

مرت الأيام وكبر الأبناء وأصيبوا جميعًا بمرض نفسى يجعلهم لا يتحملون بعضهم البعض حتى لم تنجوا أم حسن من تطاولهم عليها بالضرب والشتيمة عدى ابنها حسن الذى كان بارًا بها، وحاميًا لها من بطش إخوته .. تمادى الأبناء فى صراعهم وتطورت المشاكل فيما بينهم حتى وصلوا إلى رفع العصى والشوم والآلات الحادة فى وجه بعضهم.

وتوفى الابن حسن غاضبًا على إخوته المُضللين، وترك أمه وحيدة، استمرت الحياة على هذا المنوال إلى أن وصلت إلى سن الثلاثة والستين عامًا، ولم تكف عن البكاء والتضرع إلى الله تعالى بأن يصلح لها الحال، أو يهدى أبناءها ويشفيهم، وترجو المشاهدين الكرام الدعاء لها بأن يشملها الله تعالى برحمةٍ من عنده تغنيها عن رحمة من سواه.

حماتى ظلمتنى ...
صوفيا زوجة شابة من المغرب، تزوجت وهى فى سن صغيرة، من شاب أحبها وصانها ورعاها، كما أمر الله سبحانه وتعالى .. ولكن ذلك لم يُرضِ أم الزوج التى حاولت أن تفرض رأيها على خصوصيتهما لسلب سعادة بيت الزوجية .. تحملت الزوجة، وقابلت الظلم بالإحسان بقدر يفوق طاقتها .. ولكنها لم تكف عن إيذائها لخراب بيتها.

ذهبت إلى ابنها وادعت أن زوجته حاولت قتلها، ورفعت السكينة عليها، وأمرته بتطليقها وإلا غضبت عليه .. نجحت فى تلفيق التهمة وذهبوا إلى المحكمة .. ولكن الزوج أفاق وأصر على الاحتفاظ بزوجته الحبيبة بالرغم من افتراءات والدته التى أصرت على تطليق الزوجة، شعرت الزوجة أن زوجها كاد أن يضعف تحت إلحاح أمه وأنه سوف يطلقها؛ أصيبت الزوجة بحزن شديد وصل إلى حد الاكتئاب، ورأت أن الانتحار أفضل لها من أن تصبح مطلقة.. لولا أن تدخلت عناية الله ورحمته، وأنقذها أهلها فى آخر لحظة.. هذه مجتمعاتنا التى لا ترحم .