لماذا نلبس الساعات، وقيمة الوقت لدى الكثير غير موجودة.. لا تجد دقة فى مواعيد.. بل ويلك من سخرية لاذعة لا نهاية لها لو طلبت الانصراف لانشغالك ببعض الارتباطات.
تسمع دائمًا كلمة” لحظة وأعود “ تنتظر اللحظة تلو لحظات ولحظات.. قد تصل لساعات ولا عودة، من هنا كان فشل محاولات الكثير منَّا فى وضع برنامج يومى للاستفادة من أوقاتهم أمام هذه المنظومة المبنية على عدم الشعور بقيمة الوقت.. دقائق كانت أم ساعات.
ويحكى الكاتب المبدع أ. أنيس منصور: “ حدث أن اتفقنا ثلاثة على أن نلتقى، واخترنا الساعة الواحدة، أحدنا يمر على صديق فى مكتبه.. ثم يأتى إلىّ حيث نجلس نصف ساعة على الأقل. وفى الساعة الواحدة لم يحضر أحد.. وظللنا جالسين حتى الثانية.. ثم نهضنا والتقينا فى اليوم التالى. ودار الحديث كالعادة وانصرفنا.. والذى أدهشنى أن أحدًا منا لم يسأل الصديق، لماذا لم يحضر فى موعده، ولم أسمع أية كلمة عن الاعتذار!
ومعنى ذلك أننا اتفقنا على موعد، ونحن غير جادين فى الاتفاق، وغير مقتنعين بحرصنا على الموعد. ومن الغريب أيضًا أننا كل يوم نتفق، ولا يأتى أحد فى موعده.. ويبدو أن ضرورة الاتفاق على شيء ما مجرد عادة، وعدم احترام هذا الاتفاق عادة أيضًا، وعدم مناقشة احترام الاتفاق عادة ثالثة”.
ولكن لو انتقلنا لصفوف النابهين النابغين لوجدنا الأمر يختلف كما يقول أ. ياسر الأحمد: “ أما الوقت عند الناجحين غالٍ؛ لذلك فهم يقضون أوقاتهم فى تأدية الأعمال التى لا يرغب الخائبون فى عملها؛ والشخص العادى يجد من الأسهل أن يتكيف مع متاعب الإخفاق بدلًا من تقديم التضحيات التى تؤدى إلى النجاح”
الأمر يا سادة.. يحتاج لهمة لنستفيد من هذه الأوقات المهدرة؛ لنفوز بدنيانا وآخرتنا، وها هو الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى يؤلِّف كتابين وهو فى السفر “ بدائع الفوائد “ و “ زاد المعاد “.
لماذا نلبس الساعات ؟!
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة