ماذا جرى لأخلاق المصريين؟
شياطين الإنس.. أشباح تغتصب البراءة!
“المركز القومى للبحوث”:20 ألف حالة اغتصاب وتحرش سنويًا
أزهريون: يستحقون الإعدام في ميدان عام..لكن احتشام المرأة أمر مطلوب
أكثر ما يثير الحزن والألم فى الشارع المصرى هو حالة التراجع السلوكى والأخلاقى التى أصابت المصريين، فالجرائم التى يرتكبها أناس من بنى جلدتنا تدمع لها العيون وتنخلع معها القلوب، وتبرهن على أننا لم نعد نكترث كثيرًا لقيمنا ومبادئنا الإسلامية، ومن الحوادث الغريبة والمفزعة التى بدأت تطفو على سطح المجتمع كظاهرة جديدة هى حوادث الاغتصاب التى تعد أبشع أنواع الجرائم الأخلاقية التى ترتكب فى حق المرأة، والمجتمع والتى تتكرر بلا حسيب ولا رقيب.
أسباب الظاهرة:
هل هو غياب الأمن؟ هل هى العلاقات الاجتماعية التى افتقدت الرحمة والتآلف؟ هل هى لعنة المال التى اقتحمت حياتنا ولم يعد احد قانعًا بما لديه؟ أم أنها التغيرات الاجتماعية الحادة التى أطاحت بالقيم والثوابت؟! والكارثة أن ما يتم الكشف عنه لا يتجاوز 10% من حجم الجرائم فى الشارع المصرى.
ففى مصر أكدت دراسة أعدتها د. نادية أبوشهبة الخبيرة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة: أن هناك 20 ألف حالة اغتصاب وتحرش جنسى ترتكب سنويا، أى أن هناك حالتى اغتصاب وتحرش تتمان كل ساعة تقريبًا.
تقول د. نادية أبوشهبة: إن العلماء لم يتوصلوا حتى الآن إلى سبب عضوى أو اضطراب فى الغدد يمكن أن يؤدى بالشخص إلى الانحراف الجنسي، ولكن المغتصب فى علم النفس هو إنسان يميل إلى الشذوذ فى العلاقة الجنسية، بمعنى أنه يميل للحصول على اللذة عن طريق إيلام وإيذاء الطرف الآخر، فالمغتصب غالبًا يعانى الحرمان العاطفي.
وتضيف د. نادية: هناك أسباب تدفع الشخص إلى طريق الانحراف الجنسى، فالمجتمع والأسرة مسؤولان، وتوجه إليهما تهم محددة، أولاها غربة الآباء عن الأبناء، والعزل الوجدانى والعاطفى والفكرى بين الفئتين، وانصراف الآباء إلى اللهاث وراء المال والسفر إلى الخارج، والتهمة الثانية هى التفكك الأسرى الناتج عن الطلاق، أو الانفصال بين الزوجين، أو حتى وجود المشاكل والخلافات بينهما، أما التهمة الثالثة فهى التقليد، ولاسيما تقليد ما يذاع فى وسائل الإعلام المرئية التى تعرض الجرائم، خصوصًا جرائم المجتمعات التى تتسم بالعنف.. وكذلك البطالة التى تسبب كبت نشاط الشباب، وإحباطهم نفسيًا، إضافة إلى البطء فى اتخاذ العدالة لمجراها بسبب بطء الإجراءات.
وتقترح للتغلب على دوافع وأسباب الجريمة، محاولة القضاء على البطالة ولاسيما بين الشباب، وضرورة اهتمام وسائل الإعلام بالبرامج الدينية التى تعطى لهم القدوة والعبرة، إلى جانب سرعة الفصل فى المحاكم، وأن تحد أجهزة الأمن من انتشار الأسلحة البيضاء، وتقليص التصريح بحمل الأسلحة النارية، لأن الإحصاءات أثبتت أن عددًا كبيرًا من الجرائم ارتكبت باستخدام السلاح الأبيض ولاسيما المطواة أو الأسلحة النارية.
الإحساس بالفراغ وإدمان المخدرات وغزو القنوات الفضائية الغربية:
فى حين يشير د. على فهمى أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة إلى أن الإحساس بالفراغ وإدمان المخدرات وغزو القنوات الفضائية الغربية بما تقدمه من برامج العنف والجنس يمثل ثالوثًا مدمرًا يهيئ المغتصب سيكولوجيًا لارتكاب جريمته، ويضيف أن مشكلة تأخر الزواج تلعب أيضًا دورًا كبيرًا فى إحداث مثل هذا النوع من الانحرافات.
أما د. رشاد عبداللطيف عميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان فيقول: إنّ جرائم الاغتصاب مرتبطة بالأبعاد الاجتماعية الخطيرة الناتجة عن اهتزاز الأسرة العربية، وغياب التنشئة القائمة على زرع القيم الأخلاقية فى نفوس النشء والفصل ما بين الحلال والحرام، إضافة إلى تأثر بعض الأسر بالتقاليد الغربية وتقليدها فى مناخ اجتماعى غير مهيأ.
ويضيف: من أسباب تزايد جرائم الاغتصاب، غياب التوعية الدينية المتكاملة والتركيز فى أمور فرعية لا تهتم بكيان الأسرة، وهذا التقصير مسئولية الأسرة والمؤسسات التعليمية.
وترى د. إجلال إسماعيل أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن مرتكبى جريمة الاغتصاب معظمهم عاطل يحاول إشباع غريزته بأى شكل من دون مقابل، لأنه غير قادر على الزواج الشرعي، وتقول: إن معظم جرائم الاغتصاب تتم بشكل جماعى لضحية واحدة.. وهذا التصرف يرجع لوجود ضغوط نفسية من قلق وتوتر وصراع وعدم استقرار اجتماعى دالّ على الظروف الاقتصادية التى يعانيها الشباب؛ مما يؤدى إلى الفراغ العاطفى الذى يجعل الشاب غير مبالٍ أو مهتم بارتكاب جريمة الاغتصاب التى تؤدى به إلى السجن أو الإعدام أحيانًا، كأنه ينتقم من نفسه وينتقم من مجتمعه الذى لم يستطع أن يوفر له ما يشبع غريزته بالزواج.
ويوضح د. عبدالعزيز المطعنى الأستاذ بجامعة الأزهر أن مرتكب جريمة الاغتصاب هو إنسان روّع الأمن العام والخاص للناس، وسعى إلى إفساد حياتهم؛ لذلك وجب تطبيق حد الحرابة عليه، كما جاء فى قوله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادًا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض}.
ويؤكد د. المطعنى ضرورة إعدام المغتصبين علنًا فى ميدان عام حتى يكون رادعًا للمجرمين، ويمنع غيرهم من فعلها فكما يقول الفقهاء “الحد زاجر وجابر”، فهو زجر وتحذير لمن تحدثه نفسه أن يسلك هذا المسلك الخطر، ولابد من السرعة فى تطبيق الحكم على المغتصبين.. ويطالب الفتيات والسيدات بالاحتشام فى ملابسهن حتى لا يكون عدم الاحتشام سببًا فى إغراء البعض ودافعًا له إلى ارتكاب جريمة الاغتصاب.
جريمة فردية.. لكن
أما المستشار محمد الألفى رئيس محكمة الاستئناف فيقول: للأسف دخلت جريمة الاغتصاب إلى قائمة الجرائم العادية مثل النصب والسرقة والقتل، وأصبح لا يمر يوم إلا وتحدث جريمة اغتصاب، وهو ما يعنى أن الاغتصاب تحول من جريمة فردية أو شاذة إلى ظاهرة اجتماعية تهدد أمن المجتمع العربى بالخطر، لذا فأنا من أشد المؤيدين لتنفيذ حكم الإعدام علنًا أمام الجميع، لأن فى ذلك شفاء للصدور، وشفاء لغليل المجتمع بأكمله، من هذا المغتصب الذى ارتكب جريمة تمثل انتهاكًا لحق وكرامة المجتمع بأكمله.
وأضاف المستشار الألفى أنه لابد أن يقوم المشرع بتعديل القانون الحالى بحيث ينص على أن تنفذ عقوبة الإعدام علنًا على المغتصب أمام الناس وتنقلها أجهزة الإعلام، وذلك لبتر الجريمة تمامًا، مشيرًا إلى أن العلانية مطبقة فى المملكة العربية السعودية، فضلًا عما تكفله العلانية من طمأنة للناس إلى عدالة القصاص، وبث الرعب فى قلب كل من تسول له نفسه اقتراف هذا الإثم، وكان لتطبيق العلانية فى السعودية على تنفيذ حكم الإعدام نتائج إيجابية، حيث قلّت بشكل كبير جرائم الاغتصاب، نتيجة لخوف الشخص أو الفرد من الفضيحة وإلحاق العار به وبعائلته مدى الحياة.
وعن حكم الدين فى كيفية الحد من جرائم الاغتصاب يقول د. نصر فريد واصل مفتى مصر السابق: إن مرتكبى جريمة الاغتصاب يستحقون الإعدام علنًا وفى مكان عام، حيث يقول تعالى: {لهم خزى فى الدنيا}، وهذا الخزى لا يتأتى إلا فى الإعلان ردعًا لهؤلاء لسوء فعلهم وردعًا لغيرهم. وأضاف: إن الله تعالى أمر تنفيذ عقوبة الزنى فقال تعالى: {ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}، وهى متروكة لأولى الأمر.
كشفت أحدث دراسة تحليلية أعدها المجلس القومى للطفولة والأمومة، عن أن عدد حالات الاعتداء الجنسى والاغتصاب من قبل الأطفال لأطفال آخرين خلال 15 شهرًا، بلغ 78 حالة، فيما شهدت فترة الدراسة 261 حالة اغتصاب من بالغين لأطفال.
هناك مليون حالة اغتصاب تتعرض لها النساء فى العالم سنويًا، أى بمعدل 600 حالة يوميًا، وتحتل جنوب أفريقيا المرتبة الأولى فى قائمة جرائم الاغتصاب، حيث شهدت أكثر من 31 ألف جريمة اغتصاب على مدى السنوات الثلاث الماضية، و12 مليون سيدة أمريكية تعرضن للاغتصاب خلال حياتهن وأن 3 من بين كل 10 حالات لم تكن أعمارهن تتعدى الحادية عشرة عندما تعرضن للاغتصاب.
20 ألف حالة اغتصاب وتحرش سنويًا !
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة