مُربّون: اختلاط الشباب بالفتيات مطلوب بشروط..وأصوات رافضة في فرنسا

تحقيقات
طبوغرافي

الاختلاط في المدارس بين الإناث والذكور دائما ما يثير قضية للعديد من أولياء الأمور والتربويين وأصحاب الاتجاهات الفكرية والثقافات المختلفة ما بين مؤيد لها وبشدة لضرورات الانفتاح وتغير العصر الحديث وبين من يتمسك بأصوله وتقاليده التي تحتم عليه منع الاختلاط وبين من لا يجد سوى المدراس المشتركة الموجودة المضطر لها، ولكن هل للاختلاط بين الفتيات والشباب آثار حميدة في عملية التعلم وداخل المدرسة، أم أن الآثار سلبية أم أنها علاقة طبيعية ليست إيجابية وليست سلبية.

يقول الأستاذ سعد محمود الرومي مدس أول لغة عربية بإدارة الجيزة التعليمية أعتقد أن الاختلاط في مرحلة الثانوية العامة تؤثر في جدوى العملية التعليمية والتربوية، لانشغال الطالب بالعلاقة العاطفية مع الآخر، ومرحلة اكتشاف الذات، مما يجعل تلك القضية محل اهتمام للطالب في هذه المرحلة تشغله عن المذاكرة وأهمية المرحلة التعليمية له.

وعلى الجانب الآخر نجد الدكتورة سعاد الديب موجه مادة الأحياء بإدارة القليوبية التعليمية تقول الاختلاط بين الجنسين في المرحلة الثانوية خاصة مهم جدا وضروري، حتى يستطيع الطالب أو الطالبة فهم تكوينه وإظهار شخصيته بقدر كبير من الواقعية تجنبه الانعزال عن الجنس الآخر حتى لا يعيش ميولاً وهواجس أمام الآخر وهذا مفيد في النضوج الإدراكي والفكري والاجتماعي لإتمام بناء شخصية الطالب أو الطالبة، وهذا كله يفيد إيجابيا في عملية التلقي للعملية التعليمية والتربوي

ولكن للمدارس المختلطة العديد من السلبيات التي تظهر عيانا للقائمين على العملية التعليمية مثل كثرة المشاجرات بين الطلبة لأجل صداقة الفتيات والتحرش داخل المدرسة وخارجها، وربما يزداد السوء إلى بعض الأفعال غير المسئولة غذا انعدمت الرقابة التربوية داخل المدرسة الأسرة مثل الزواج العرفي بين الطالبات من زملائهن أو الوقوع في الاخطاء الأخلاقية والسلوكية الكبير. وربما ضعف روح المنافسة بين الطلبة وغيرهم لانشغالهم بإقامة العلاقات العاطفية مع الجنس الآخر، كما ذكرت الدكتورة "كاولس شوستر" خبيرة التربية الألمانية أن توحد نوع الجنس في المدارس (البنين في مدارس البنين والبنات في مدارس البنات)، يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع .

جدل فرنسي
ويدور جدل واسع في الأوساط التربوية والاجتماعية في فرنسا حول المطالبة بضرورة إنهاء تجربة الاختلاط بين الجنسيين في سن المراهقة في المدارس. حيث صدر كتاب للكاتب "مشيل فنيز" بعنوان "مشاكل الاختلاط المدرسي" يدعو خلاله إلى وضع حد للاختلاط في المدارس الابتدائية كتجربة أولى.

ويبرر الباحث الفرنسي دعوته هذه إلى وجود فوارق جسدية ونفسية بين الصبيان والفتيات، وأن الاختلاط بينهم على مقاعد الدراسة الابتدائية قد يؤدي إلى تعميق هذا الاختلاف، وبالتالي تعزيز ما أسماه عدم المساواة بين الجنسين.

وأوضح الباحث أن الفتيات ينجحن بصورة أفضل من الصبيان في المدرسة أحيانا، ولكن لا يحققن نفس مستوى النجاح المهني بعد المدرسة، كما أن الصبيان يجدون أنفسهم أحيانا أمام الفتيات في المدارس لإظهار رجولتهم باللجوء إلى أعمال العنف والشغب داخل الصفوف المدرسية ما يعطل الدراسة إلى حد كبير.

ومما يذكر أن وزير التربية الاشتراكي السابق "جاك لانج" كان قد تحدث عن موضوع الاختلاط في المدارس الفرنسية في دراسة أعدتها وزارته بعنوان "من الاختلاط إلى المساواة بين الجنسين".