على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 48 بأرض المعارض، وفي أطر الأنشطة الثقافية الرائعة والأمسيات الشعرية والندوات التثقيفية كان لجريدة الفتح اليوم هذا الحوار مع الشاعر الكبير عبد العليم إسماعيل، عضو اتحاد الكتاب ورئيس تحرير مجلة وسلسلة إشراقات، والتي أثرت الحياة النقدية والأدبية والثقافية بالشارع المصري وتشارك بفاعلية في العملية التنويرية للعالم العربي.
في البداية، من هو الشاعر الكبير عبد العليم إسماعيل؟ وما أهم مؤلفاته ودواوينه الشعرية ؟
أنا من أبناء محافظة قنا، تخرجت في كلية دار العلوم، أعمل مديرا لتحرير سلسلة إشراقات جديدة بالهيئة العامة للكتاب، وعضو باتحاد الكتاب. لي ديوانان شعريان أولهما صدر عام 2005م بعنوان أبجدية عشق آت. والآخر عام 2007م بعنوان " سطر أخير من محنة جديدة" وهما من طبعات الهيئة العامة للكتاب.
ولي كتابان نقديان، أولهما : هل غادر الشعراء من متردم ( قراءات في أشعار مصرية معاصرة ) والآخر بعنوان : حقوق المصطفى بين القاضي عياض والشيخ صالح الجعفري ( قراءة في شعر التصوف )
كيف كانت بداية الشاعر عبد العليم إسماعيل ؟
بدأت حياتي الشعرية والثقافية مثل أبناء جيلي في نوادي الأدب، وكان لنا حظ عظيم أن التقينا بأمثلة عظيمة من الشعراء حينها مثل الشاعر الكبير، حسن فتح الباب، والشاعر الكبير محمد عبد التواب يوسف.. وغيرهم
والحمد لله تعلمنا على أيديهم كيف نصنع الأدب وكيف ننسج الشعر، واستطعنا أن نعاين تجارتهم وأن نكتسب خبرات حياتهم بعدما قدموها لنا، وهي خبرات عظيمة تصل إلى ربع قرن من الزمان لكل شاعر منهم، وكان لهذا أثره الطيب في تكوين شخصيتنا بفضل الله تعالى.
-ما أهم ما تعلمته من أبناء جيلكم الذين عاصرتموهم في نوادي الأدب إبان نشأتكم الأدبية؟
تعلمنا الكثير والكثير، فقد علمونا كيف نقرأ، ولمن نقرأ، وماذا نقرأ. وبفعل توجيهاتهم ونصائحهم عرفنا كيف نتخلص من سلبياتنا، وكيف نتقدم للأمام، ونتغلب على المعوقات في الحياة بصفة عامة، وكما قلت من قبل لهم الفضل الكبير فيما وصل إليه الكثير من الشعراء والادباء في هذا العصر بفضل توجيهاتهم ونصائحهم لنا، ولعل هذا هو الفارق الكبير الآن بييننا وبين الجيل الحالي.
-من القدوة أو الشاعر الكامل في العصر الحديث للشاعر عبد العليم إسماعيل؟
لا يوجد شاعر كامل، ولكن يوجد شاعر مثل أحمد شوقي، ولعل في عصرنا اليوم أنا كثير الاعتزاز بالشاعر الكبير أمل دنقل، لأنه استطاع أن يعبر عن الشخصية المصرية بكل جوانبها، واستطاع ان يكون صادقا في تصويره لها والإحساس بالدقيق من تفاصيلها.
ولعل الشاعر الكبير ( إيهاب البشبيشي ) يسير على المنهج نفسه، ويقترب منه منتصر ثروت، وعبد الرحمن مقلد.. وغيرهم الكثير، وخاصة شباب الشعراء الدراعمة.
-ما المعوقات التي تراها الآن أمام الشباب من المثقفين والشعراء والتي تحول بينهم وبين ثقلهم بالثقافة وإتاحة الفرصة لهم؟
المعوقات كثيرة وأهما غياب النقاد وغياب الشعراء هم أنفسهم أو الأدباء بصفة عامة، فأين تجد اليوم شاعرا مثل محمد التهامي، أو كمال نشأت. أو غيرهم.
ويرجع هذا إلى عدم الاهتمام الكافي بالوضع الثقافي بمصر، وعدم انتشار أندية الأدب كما كان من قبل، وتكمل المعضلة الكبيرة في عدم وجود من يهتم بأمر الثقافة ولا التنمية الثقافية الحقيقية والعقل المصري في حاجة اليوم إلى الثقافة؛ ومن يريد النهضة لمصر عليه بالثقافة لأنها هي من تنهض حقيقة؛ والعقل الفارغ وغير المثقف لن يبني وطنا، والدولة الأوربية قامت بالثقافة وليس بغيرها، وللأسف الشديد العقل المصري أصبح اليوم شديد الضحالة، فانظر إلى الأغاني المنتشرة اليوم بين شبابنا أو انظر إلى المسرح وكيف انهار الحال به، وانظر إلى كل الأعمال الفنية التي وصلت إلى درجة من الضعف والضحالة لم تصل إليها من قبل.
-كيف يكون العلاج، وخاصة أنكم أحد المسئولين عن أمر الثقافة في مصر؟
يجب أن يكون اهتمام الدولة بامر الثقافة حقيقيا، وأن تبدأ العناية من الرأس الأولى بالمجتمع، وألا نلقي دائما اللوم على أنفسنا، لأن النهضة والتغيير دوما ما تحدث عن طريق أشخاص مسئولة، ولهذا أرسل الله تعالى الانبياء، لتعلم الناس وتهديهم، وهكذا كانت النهضة في ماليزيا كانت على يد رجل ( ماهتيرمحمد ) وفي البرازيل على يد (سيدة) والأمثلة كثيرة وموجودة بيننا. فالحكومات هي المسئولة وكما قلنا عليها أن تقدم ما ينهض بالعقل المصري والثقافة العربية.
-ما المنتظر من جديد الكتابات لشاعرنا الكبير؟
بإذن الله تعالى هناك تحضير لكتابين أولهما عن الدكتور حسن فتح الباب، وهناك ديوان شعري قريب بإذن الله تعالى لم أقف على عنوانه. وسيكون مفاجأة كبيرة بإذن الله تعالى.
رسالة توجهها إلى المثقفين؟
أقول للمثقفين عليكم أن تسعوا بكل الطرق إلى أن تصلوا إلى كل ما حولكم وأن يكون لكم تأثير إيجابي فيهم حتى ننشر الوعي بيننا. وأن يكون همكم الشاغل هو نشر الثقافة الحقيقية التي نستطيع بها بناء وطننا العظيم .
وأتمنى لجريدة الفتح اليوم أن تصل لجميع الناس لأنها جريدة رصينة وتهتم بالعقل المصري وتريد له النهوض وخاصة الأخلاقي والتثقيفي والاجتماعي وأن تنتشر بالشكل الذي يليق بمكانتها الكبيرة وقيمتها العظيمة.