حذر علماء الدين من خطر النفاق والمنافقين على المجتمع الإسلامي، مؤكدين أن تفشى تلك الظاهرة فى الكثير من المؤسسات والهيئات يهدد وحدة وتقدم واستقرار وتماسك الأمة الإسلامية.
وأكدوا أن التحذير الإلهى من المنافقين والنفاق ورد فى القرآن الكريم سبعا وثلاثين مرة، لعظم خطرهم على المجتمع الإسلامى
يقول الدكتور نصر فريد واصل -مفتى مصر الأسبق- إن النفاق هو أن يُظهر الإنسان خلاف ما يخفى فى نفسه، ليخدع الناس بإظهار الصلاح والإسلام، وإخفاء الشر والكفر، وقد جاء التحذير شديدا من النفاق عامة، والنفاق العقدى خاصة، وجعل النفاق العقدى شرا من الكفر، أما الرياء فهو طلب الثناء من الناس على الأعمال التى يظهر منها الصلاح، وهو مذموم شرعا، والنفاق أعم من الرياء، وكلاهما من أخطر الأمراض على المجتمع المسلم، فهما يفتكان به، وما أوتى الإسلام من شيء، كما أوتى من النفاق والرياء، وقد نزلت سورة فى القرآن الكريم سميت باسم سورة “المنافقون” ونزلت هذه السورة فى تصديق زيد بن أرقم وتكذيب عبدالله بن أبى ابن سلول، كما حذر المولى تبارك وتعالى من خطر المنافقين، فى العديد من الآيات القرآنية، فتوعدهم بالعذاب والخلود فى النار، قال تعالى:”بَشِّر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً” النساء - 138 و”إن المنافقين فى الدَّرْكِ الأسفلِ من النارِ ولن تَجدَ لهم نصيراً” و”إن اللهَ جامعُ المنافقين والكافرين فى جهنمَ جميعاً”.
آثار النفاق
ويحذر د. نصر فريد واصل، من الآثار المترتبة على النفاق بين أفراد المجتمع قائلا إنه يضر بأفراد المجتمع، ويورث العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، كما يثير فيهم صفات الحقد والغل، لأن النفاق لا يكون واضحا لأفراد المجتمع، لأن المنافق يُظهر من الأقوال والأعمال والصفات ما يكون مضمرا غيرها فى نفسه، فلا يكون واضحا، وبذلك يكون ضرره أشد وأبلغ فى الإيذاء.
ويؤكد الدكتور محمد نبيل غنايم أن النفاق والمنافقين خطر داهم وشر مستطير على الإنسان والمجتمع، لذا حذر الإسلام من النفاق وأهله، وأنزل الله عز وجل سورة باسمهم، تسمى سورة “المنافقون”، قال تعالى:”إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون”، كما وجه القرآن الكريم إلى أن خطرهم الشديد على الإسلام هو أنهم منسوبون إليه وهم فى الحقيقة أعداؤه، ويخرجون عداوته فى كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والإفساد، لذا كانوا أعظم خطرا وضررا من الكفار المجاهرين.
الوقيعة بين المسلمين
ويرى الدكتور أحمد عمر هاشم -رئيس جامعة الأزهر الأسبق- أن الكذابين هم أشد أنواع المنافقين خطرا على الناس والمجتمع، ولهذا تحدث الله عنهم كثيرا وحذر منهم كثيرا وبين صفاتهم فى سور عديدة، بل هناك سورة مستقلة تسمى “المنافقون” حيث فضحهم الله تبارك وتعالى وكشف خزيهم ونفاقهم وأكاذيبهم، ويظن بعض الناس أن النفاق قد انقطع ومع الأسف فى الحقيقة أنه مستمر، قال حذيفة رضى الله عنه: المنافقون اليوم شر منهم فى عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألوه فقال: إن المنافقين كانوا يخفون نفاقهم وهؤلاء اليوم قد أظهروه وكلما بعد العهد كثروا فى طوائف أهل البدع، قال -صلى الله عليه وسلم: إن بين يدى الساعة كذابين فاحذروهم، وكثير من الناس لم يأخذوا بهذه النصيحة النبوية فيحذروا الكذابين.
وأكد أن أبرز هؤلاء الكذابين فى هذا العصر هم أصحاب الشعارات البراقة والدعاوى الضالة، فعلى الناس أن يحذروا هذه الأصناف جميعا أشد الحذر وأن يحذروا مكرهم وكيدهم وأن يهتكوا أسرارهم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر منها وبين أنه يخافهم أكثر من الدجال.
وأشار إلى أن الصراع الدائر بين أهل الحق والباطل فى كل زمان ومكان لا بد أن ينتهى الحق إلى الغاية التى وعد الله بها لتشمل دينه وإظهار أهل الحق على أهل الباطل، ولا بد أن ينتهى الباطل وأهله إلى الهزيمة والفشل فعلى أهل الحق الثبات والصمود والسعى الجاد، وعليهم أن يعلموا أن خصوم الحق قد بلغوا الغاية فى المكر والكيد ومن ذلك استغلالهم لسكوت كثير من أهل الحق وإحجامهم عن مواجهة الباطل اللابس لباس الحق. وقال إن هذا الصنف من أهل الباطل من أشد الناس كذبا وتدليسا، فهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوب زور فتجدهم من أشد الناس مدحا وتلميعا لأهل الباطل ومن أشد الناس طعنا فى أهل الحق ودعاته، وقد وضعوا لنصرة الباطل وحماية أهل المناهج الضالة القواعد الفاسدة وحاربوا أهل الحق بافتعال المكائد والقبائح، وكشروا عن أنيابهم وأظهروا حقدهم وعداءهم لأهل الحق وسعوا من غير ملل ولا كلل فى شحن الشباب ضد أهل الحق.