"اﻷزهر" هو الحصن الذي يحمى الوسطية .. والمتطرفون يريدون هدمه

حوارات
طبوغرافي

حوار /أحمد حمدى

فى البداية .. هل الإسلام دين ودولة حقاً؟ وهل تم إساءة استخدام هذا المفهوم؟.. وما المقصود بفصل الدين عن الدولة من وجهة نظركم؟
إذا قصدنا بقولنا : دين ودولة بمعنى : أنه ينظم العلاقة بين اﻹنسان وأخيه اﻹنسان كما ينظمها بين العبد وربه .. ويصنع اﻹنسان الذي بدوره يعنر اﻷرض ويدير شئون حياته في الحكم والقضاء والبيع والشراء. .. الخ وفق منهج الله الذي وضع اﻹسﻻم اسسه ومبادئه .. من حرية وعدالة ...الخ ،، فنعم ... ولا يجوز فصل الدين عن الدولة ... بشرط أن يكون الفهم للدين صحيحاً. اما إذا قصدنا بقولنا دين ودولة .. بمعنى أن نجتزئ الدين في نظام بعينه نستدعيه ليكون هو النموذج الوحيد الذي ينبغي ألا يطبق وان ما عداه كفر ونختزل الدين في ذلك دون ان نجعل من الدين بانيا للإنسان وصانعا للحضارة. .. فلا ..

* لكن بعض المتشددين ينكرون نظام الحكم الحديث، ويحرمون الديمقراطية ويرونها ضد الشرع؟. الديموقراطية حكم الشعب بالشعب لصالح الشعب. . وبما أن الشعب غالبيته مسلمة ودستوره يقرر بأن دين الدولة هو اﻹسﻻم ..دون إقصاء احد من غير المسلمين واعتبار الجميع أبناء وطن واحد يشتركون في الحقوق والواجبات. . اقول : إذا ستكون التشريعات والقوانين وفق الشريعة في العموم .. فلا إشكالية، ، لكن البعض يتعامل بالحرف دون المضمون فيعتبرون الديمقراطية كفراً ... ﻷنها حكم الشعب وليست حكم الله. .. والعجيب ان الديموقراطي عندما كانت في صابحهم أخذوا بها ومارسوها .. ان صح أنهم مارسوها.
*حذر الازهر الشريف وعلمائه ..من خطر إيران على المنطقة بشأن نشر التشيع.. فهل يرى الأزهر أن الشيعة أشد ضراوة على الإسلام من داعش؟ كلاهما فتنة فالشيعة يريدون فرض ما يعتقدونه باي وسيلة ولو كان بالقتال و الدواعش يريدون فرض ما يعتقدون بأي وسيلة ولو بالقتال الفرق الوحيد بين الدواعش والشيعة ان الشيعة في ايران دوله تتصرف بصفتها دولة فتصرفاتها محسوبة الى حد ما أما الدواعش فلا يتصرفون بمسئولية .

*متى تنتهى المنطقة العربية من الصراعات الموجودة بين السنة والشيعة ؟ لن تنتهي هذه الصراعات لكنها تشتد حيناً وتهدأ حيناً آخر. واﻷمل في وحدة العرب السنة ولديهم من المشتركات التي تجمع بينهم الكثير والكثيرعندئذ سيتوقف المد الشيعي. . ويهدأ الصراع.

*هل ترى أن صراع داعش والحوثيين فى اليمن، والأكراد والشيعة فى العراق صراع سنى شيعى، أم سياسى؟ الصراع على الحكم ليس له إلا وصف واحد وهو أنه صراع سياسي يلبس لباس الدين ليكتسب أنصارا ويلهب حماسة اﻷتباع .

*.ما موقف الدين الاسلامى من حرية الاجتهاد فى الدين؟ وهل يجب أن يكون مقصورًا على الأزهريين؟وما ضوابط الاجتهاد؟. باب الاجتهاد مفتوح وسيظل مفتوحا الى قيام الساعة لان صلاحية هذه الشريعة وبقائها بسبب اﻻجتهاد .. فإذا أغلق باب الاجتهاد جمدت الشريعة وعجزت عن مسايرة الأحداث. لكن لا يجوز ان يجتهد الا من كان مؤهلاً لذلك وليس بالضرورة أن يكون أزهريا فليس كل ازهري مؤهل للاجتهاد. . والتأهيل ليس محصوراً في الازهر بل أعتقد أن المؤهلات لا تجتمع الآن في اﻷشخاص بل هي في المجامع البحثية. . كمجمع البحوث اﻹسﻻمية بالازهر ..

*متى يكون لعلماء الدين صوتٌ مسموعٌ فى الخارج؟ عندما يكون صوتهم مسموعٌا في الداخل سيسمع صداه في الخارج. *هل يزعجك ما يتردد بشأن تزايد عدد الملحدين فى مصر.. أم أنها ظاهرة محدودة؟ ﻻ يزعجني وجود ملحدين وهم لا يمثلون ظاهرة ،، والمرصد حصرهم في 864 شخصاً. .. لكن صوتهم العالي في الإعلام وصفحاتهم الكثيرة على الفيس بوك هي التي تظهرهم كانهم كثيرين. . وعلى كل فالالحاد كان موجوداً حتى في زمن الأنبياء والمرسلين.

*.هل عنف «الإخوان» و«داعش» له دور فى إدخال بعض الناس إلى دائرة الإلحاد؟ الإلحاد موجود قبل الثورة لكن لم يكن أحدهم يجرؤ على إظهار نفسه أو المجاهرة بالحاده .

أحمد حمدي مع وكيل وزارة الاوقاف الأسبق سالم عبدالجليل
*.هناك من لا يأمن دفع ماله إلى بيت الزكاة، ويخشى أن يكون صندوقا لجمع المال للحكومة المتعثرة مالياً؟
* وهل هناك فرق بين بيت المال وبيت الزكاة؟ لابد من إعادة الثقة بين المواطن والحكومة .. وإلا فطالما هذه الثقة مفقودة فلن تنجح فكرة إنشاء بيت زكاة تابع للدولة . وسيتهرب الناس من دفع الزكاة للدولة كما يتهربون من الضرائب.

*.لازال الأزهر يتعرض لحملات تشوية وهجوم تارة من المثقفين وتارة من الإخوان وتارة من الإعلاميين وغيرهم من رواد الفضائيات وبرامج التو ك شو.. تعليقك؟. اﻷزهر هو الحصن الذي يحمى الوسطية فمن الطبيعي أن يقوم المتطرفون بتشويه اﻷزهر وزعزعة ثقة الناس به ... لكن هذا لن يحصل ... لأن اﻷزهر يكتسب قوته من قرون خلت وهو متربع على عرش التعليم الدينى ... وإن مرض إلا أنه لن يموت .
بماذا تقيم دعوات الكاتب الصحفى شريف الشوباشى لميونية خلع الحجاب خلال لاشهر القليلة الماضية؟
يبدو أن السيد الشوباشي لا يفرق بين حريته في أن يتبنى أي رأي وأن يدافع عن رأيه بالحجة والمنطق. .. وبين أن يفرض رأيه على المجتمع بضغط مادي أن معنوي .. نحن رفضنا أن تفرض بعض المدارس الفكرية رأيها بإيجاب لبس معين للمرأة ... ﻷن شريعتنا تتبنى الدعوة والحوار واﻹقناع وترفض اﻹكراه ولو في اﻻعتقاد ...
*ما مفهوم الحجاب؟ وبماذا يمثل الحجاب فى الدين الاسلامى؟
إن خمار المرأة وستر عورتها ( جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين ) شعيرة دينية ... وإذا كان هناك جدل على تغطية الرأس فإننا نحسمه بقراءتنا المتأنية لقول الله تعالى : وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ،وغطاء الرأس يسمى خمارًا ، ويطلق عليه العوام : الحجاب.
وقد كانت النساء قبل نزول هذا الأمر ( وبعض البنات يفعلنه الآن ) يغطين رؤوسهن ويظهرن الجيب ( وهو في الاصطلاح فتحة الجلباب ) لقوله صلى الله عليه وسلم : ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب .... والمرأة غير الصابرة تراها عند المصيبة تلطم خدها وتشق جلبابها من أعلى. فأمرهن القرآن الكريم أن يغطين صدورهن بخمرهن.
*اسلام البحيرى أثير حوله الكلام فى الفترة الاخيرة .. تعليقك على ما يقوله ؟
الواقع أن كلام البحيري كما فيه أخطاء كثيرة إلا إنه لا يخلو من بعض الصواب ينقصه حكمة في طريقة العرض فليس إسلام وحده الذي انتقد كتب التراث لكن طريقته في النقد اتخذت شكلا مسيئا للأدب حينا متجاوزًا كل القواعد العلمية حينا آخر ..فضلا ،،، عن كونه لا يفرق بين ثوابت الدين وبين متغيراته .. ولا يعترف بقدسية سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم يجب تقدير حاملها ومن جعله الله سببا في وصولها إلينا ،، ويدع فهمها ومعرفة أحكامها لأهل الاختصاص ..
*وضع المرأة من وجهة نظركم، وما هى حقوقها .. وهل يبيح لها الدين الإسلامى الترشح للرئاسة أم لا ؟. المرأة لم تنل حقوقها في اي تشريع اكثر مما تحصل عليه في شريعة اﻹسﻻم لكن هناك من لا يفهم الشريعة الإسلامية ويظلم المرأة باسم الشريعة. . وحقوقها لخصها القرآن الكريم بقوله : ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. وبقول النبي صلى الله عليه وسلم : النساء شقائق الرجال. اما مسالة الترشح لرئاسة الجمهورية فمن نظر إليها على أنها وﻻية عامة لم يجزها .. ومن نظر اليها على أنها وظيفة اجازها .. وأحسب أن المجتمع غير قابل لفكرة ترشح امرأة لرئاسة الجمهورية.