ابتهالاتي من تلحيني.. ولا وساطة في الالتحاق بالإذاعة
"طوبار" مدرسة متفردة ..و"عامر" أبي الروحي.. و"شعيشع" نصحني
نشأت في بيت قرآني ..وقلّدت كبار مبتهلي الإذاعة لزملائي أثناء الخدمة العسكرية
بطاقة تعارف
الاسم: محمود محمد علي عوض الله
مبتهل بالإذاعة والتليفزيون المصري
من قرية ميت العز مركز فاقوس بمحافظة الشرقية
متزوج ورزقني ربي بولدين عبد الرحمن ومصطفى
ترتيبي الابن الثالث لإخوتي الأربعة وجميعهم من أهل القرآن
قال محمود عوض الله المبتهل بالإذاعة والتليفزيون أنه ينتقي معظم أشعاره من التراث الذي ألّفه عمالقة موضحاً أن هناك فارق في المعاني والأحاسيس بينها وبين أشعار اليوم
وأكد ان ابتهالاته من تلحينه كاشفاً عن عدد من الأسباب التي تؤخر وجود مدارس جديدة للجيل الحديث بالإذاعة ..
وقال أنه نشأ في بيت قرآني ..وأنه قلّد كبار مبتهلي الإذاعة لزملائي أثناء الخدمة العسكرية..وتفاصيل أخري في الحوار
ـ كيف كانت النشأة؟
الوالد رحمه الله كان حسن الصوت فقد كان صوته أقرب كثيراً للشيخ محمود علي البنا وفضيلة الشيخ كامل يوسف البهتيمي ، وكان جدي رحمه الله كان من أهل القرآن لذلك نشأت في بيت قرآني وأخي الأكبر محمد كانت قدوته الشيخ محمد أحمد شبيب وأخي أحمد كان يشبه الشيخ محمد الليثي في صوته وأخي الأصغر المهندس أيمن هو مرتل ومجود لكتاب الله فالأسرة كلها حسنة الصوت..
كانت البدايات في كتاب القرية حيث أخذني والدي إلى الشيخ السيد الحصري ليحفظني القرآن وكشف موهبتي في تقليد الشيخ محمود علي البنا والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي فكانت بدايتي مع القرآن ومازال معي كتاب الله فكان والدي هو السبب الأول لما أنا فيه من خير أما والدتي فكانت تتابع مع والدي وكانت حريصة على أن تذهب للشيخ والمدرسين لتسألهم عن مستواي وتطمئن أولا بأول.
ـ كيف كانت بوادر النجاح في أوساط الناس؟
كنت أؤدي واجب الخدمة العسكرية في محافظة السويس وكان زملائي وقادتي يعدون حفلات محلية في وقت الفراغ للاستماع لصوتي في تلاوة القرآن والابتهالات الدينية وكانوا يطلبون مني تقليد كبار مبتهلي الإذاعة ومن خلال تشجيع زملائي وقادتي لي حفظت وأتقنت، وحينما كنت أنزل أجازة كنت أحيي بعض الحفلات والمناسبات فكانت انطلاقتي من الجيش ومساجد فاقوس .
ـ ولكن وجهتك كانت لقراءة القرآن فما الذي حولك إلى الابتهالات والإنشاد الديني؟
كنت قد دعيت لإحياء ليلة عيد الأضحى ويوم عرفة في إحدى السنوات بتلاوة القرآن فقرأت من القرآن ما يناسب الاحتفال ثم قدم أحد الدعاة كلمة عن المناسبة وبعده أتيحت لي الفرصة لكي أقدم فاصلا من الابتهالات فقدمت فاصلا قوي الكلمات والأداء فما وجدت من الجمهور إلا أنهم قد مالوا للابتهالات وأحبوا أدائي فيها ومن هنا استشرت والدي فزكى فكرتي لكن بشرط أن يكون القرآن هو الأصل.
ـ من قدوتك من المبتهلين الكبار ؟
الشيخ نصر الدين طوبار رحمه الله حفظت أعماله وكنت أنشدها نسخة طبق الأصل وكان أحبابي يطلبون مني تقليده ولقد تأثرت به تأثرا كبيرا لأنه بالفعل مدرسة متفردة في عالم الانشاد والابتهالات الدينية.
هل الإذاعة كانت في الحسبان..كيف تقدمت لها؟
الإذاعة لم تكن في حسباني لكن الأستاذ أحمد الحوت أحد كبراء فاقوس كان يصلي خلفي في شهر رمضان ففوجئت منه يطلب مني كتابة بياناتي الشخصية ليقدم لي في الإذاعة وبالفعل ذهبت للاختبار أمام العمالقة ومنهم الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ عيسى المعصراوي فابتهلت أمامهم عن الهجرة وبعد فترة جاءني التقييم بالنصح بتعلم المقامات الصوتية فذهبت وتعلمتها ثم تقدمت مرة أخرى وكنت أكثر مهارة فابتهلت للشيخ عبد التواب البساتيني فرفضوني بسبب التقليد فكان مني الإصرار الأكبر وفي المرة الرابعة علمت بأن اللجنة ستأتي إلى الاسماعيلية لاختبار متقدمي الشرقية ومحافظات القناة وبالفعل كانت هذه المرة هي الفيصل حيث كان الأداء مختلف تماما عن ذي قبل وكان هناك توفيق كبير من الله حتى أن الشيخ أبو العنين شعيشع أعجب بصوتي وخصني بالنصح خاصة بعد أن طلب مني الأذان وأعجب بصوتي.
ـ هناك أصوات تستحق الإذاعة وهي خارجها..مايعطي انطباعاً لدي البعض أن الأمر تحكمه المحسوبيات ..هل هذا صحيح؟
لم يحدث هذا معي ولم أره مع غيري وأنا أنفي تلك الشبهة تماما عن الإذاعة ولجنة الاستماع تؤدي عملها بأمانة وإخلاص لا يبتغون شيئا من أحد إلا وجه الله، ولم أر من الإذاعة إلا كل استقامة وأمانة وليس فيها وساطات ولا محاباة لأحد وحتى في حياتي لم أدفع شيئاً لمن علمني الابتهالات والمقامات لأنهم جميعا كانوا محبين.
ـ هل تتذكر أول هواء لك في الإذاعة ..احك لنا عنه
نعم ..كان من مسجد السيدة نفيسة وكان في صلاة الفجر وكان معي قارئا فضيلة الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي ..وفي هذا اليوم تعطل الإرسال للإذاعة لأسباب فنية وأذيع الفجر مسجلاً فاحتضنني الشيخ الطنطاوي وقال لي: لا تحزن وسوف يعوضك الله قريبا جدا بفجر آخر ،وبالفعل جاءني التكليف بفجر آخر بعدها بأسبوع في نفس المسجد لكن القارئ كان فضيلة الشيخ عبد العاطي ناصف رحمه الله حيث كانت هذه التلاوة هي الأخيرة له على الهواء قبل وفاته وكان متعبا فقرأ فقط سبعة عشر دقيقة من الخمسة وعشرون دقيقة المقررة له مما جعل المجال قد فتح أمامي لأبتهل عشرون دقيقة كاملة وهذا الوقت الكبير لم يتح لغيري.
ـ كيف كان رد فعل من استمعوا إليك في الهواء الأول خاصة من مشاهير الإذاعة؟
أول من اتصل بي وهنأني وفرح لي فرحا شديداً هو فضيلة الشيخ أحمد عامر وكان دائما يشجعني ويدعوني للاحتفالات التي يحييها وهو أبي الروحي وكان يقول لي قبل الإذاعة صوتك هيوصلك من غير توصيات ثم فضيلة الشيخ محمد السيد ضيف الذي قال: أداءك لا يعبر عن الفجر الأول بل أداء خبرة.
ـ كيف تختار أشعارك؟ ومن الذي يلحنها لك؟ وكم عددها حتى الآن؟
معظم الأشعار أختارها من التراث لأن أشعار اليوم لاتضاهيها في التأليف لأنه قد خرج من عمالقة أولياء عاملين بكتاب الله وهنا تجد الفارق في المعاني والأحاسيس ثم أقوم أنا بتلحين هذه الأشعار لأنني أتذوقها بطعم خاص وكأنه قد صيغ لي وهكذا كل القصائد التي أختارها ألحنها بنفسي وكلما خرجت في فجر لابد من الخروج بقصيدة جديدة ولم أكرر قصيدة واحدة منذ التحاقي بالإذاعة بفضل الله.
ـ ماذا قدمت في مضمار الابتهالات والإنشاد؟
قمت بإحياء عدد كبير من الحفلات والمناسبات في كافة المحافظات المصرية وأما ساحات الإعلام فالإذاعة أساس ثم الفضائيات والتليفزيون المصري الذي أدعى إليه باستمرار وقد رشحت للسفر لبعض دول أوربا للإمامة في شهر رمضان وكذلك للإنشاد الديني.
ـ المبتهلون متهمون بالتقليد.. لماذا فشل الجيل الجديد في انشاء مدارس جديدة؟
هناك عدة عوامل تؤخر وجود مدارس جديدة للجيل الحديث بالإذاعة منها أن الهواء لا يتاح لهم بمسافات زمنية متقاربة كالجيل السابق فالهواء يتاح لهم مرة كل أربعين يوم تقريبا على عكس الأجيال السابقة، وقلة العائد المادي للمبتهلين في الإذاعة فالإعداد للمدارس الجديدة يحتاج مصروفات باهظة فضلاً عن أن الجمهور في شتات لكثرة الفضائيات بينما الجيل السابق كانت توجه له جميع الأنظار من خلال الإذاعة فقط أو التليفزيون وسيلتين اثنتين كانتا ملأ السمع والبصر.
ـ من هو القارئ المفضل لك؟
قارئي المفضل من القدامى هو فضيلة الشيخ مصطفى اسماعيل رحمه الله كان جمهوره من دارسي وفاهمي المقامات الصوتية ومن الجيل الحديث فضيلة الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي بارك الله فيه فهو امتداد بين الجيل القديم والحديث.
ـ ماالقضايا التي تتناولها من خلال إنشادك بالإذاعة؟
أختار دائما الابتهال الموضوعي الذي يغير من عادات الناس إلى الأحسن ..وأرى أن ظروف مصر تحتاج إلى جهود الجميع للم شمل المصريين وكنت مما أنشدت بالإذاعة:
فالصلح من المسلمين فريضة ... نصت عليها سورة الحجرات
هذا إلى جانب الثوابت كالعلاقة بالله وبسنة نبيه والحض على الخير والبر.
محمود عوض الله المبتهل بالإذاعة والتليفزيون: ابتهالاتي من تلحيني..
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة