القارئ المصرى الأول على مستوى العالم
أكدالشيخ محمد محمود الطبلاوى نقيب القراء أن أكثر من مائة من الأمريكان أسلموا جميعًا حينما كان يقرأ كلام الله بسبب حلاوة الصوت الذى كان سببًا فى معرفهتم بجمال القرآن والإسلام حسبما أكدوا له.
وقال أن موارد نقابة القراء ضعيفة، والعضو يدفع اشتراكًا سنويًا 12 جنيه فقط، ولذلك فالخدمة التى تقدمها النقابة ضعيفة حيث إنها تعطى معاشًا 50 جنيهًا شهريًا، رغم أن قراء القرآن الكريم من أفضل شرائح المجتمع، وهم يستحقون كل خير، وقال أن القارئ المصرى الأشهر بين قراء العالم بسبب روعته فى التلاوة وصوته الحسنة وتجويده المتقن؛ ولذلك فهو متميز ومطلوب فى جميع دول العالم، ومطلوب من الجاليات الإسلامية فى الدول غير الإسلامية فى الغرب وفى أمريكا وفى كل دول العالم..أقضى رمضان خارج مصر منذ 50 عاما ولا توجد دولة فى العالم تحتفل برمضان مثل مصر
ـ فى البداية نود أن نعرف ـ كيف كانت النشأة؟
كانت بداية شاقة وممتعة فى الوقت نفسه، بالنسبة لى فى حفظ كتاب الله عز وجل، وقد تمسكت به تمسكًا شديدًا حتى بعد أن أتممت الحفظ ودراسة الأحكام، ولم أترك كتاب القرية وإنما كنت أتردد عليه لأراجع القرآن الكريم كاملًا مرة كل شهر، وبالنسبة لإحياء المناسبات فلقد بدأت قارئًا صغيرًا غير معروف كأى قارئ شق طريقه بالنحت فى الصخر وملاطمة أمواج الحياة المتقلبة، فقرأت “الخميس، والأربعين، والرواتب، والذكرى السنوية” وبعض المناسبات البسيطة، وكل ذلك فى بداية حياتى القرآنية قبل بلوغى الخامسة عشرة من عمرى، وكنت راضيًا بما يقسمه الله لى من أجر، والذى لم يزد على ثلاثة جنيهات فى السهرة.. ولما حصلت على خمسة جنيهات تخيلت أننى بلغت المجد ووصلت إلى القمة.
والسبب المباشر فى تلك المكانة التى وصلت إليها هو والدى رحمه الله تعالى، فقد كان يتضرع إلى السماء داعيًا رب العباد أن يرزقه ولدًا ليهبه لحفظ كتابه الكريم، وليكون من أهل القرآن ورجال الدين. وما وصلت إليه الآن فأشعر أننى مدين بالكثير والكثير لأبى ولكل صاحب فضل علىَّ بعد ربى العلى القدير.
ـ
فى حياة كل قارئ قدوة ..من كان قدوتك وماذا تعلمت منه؟الرعيل الأول للقراء بالإذاعة المصرية كانوا جميعًا قدوتى مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ على محمود، والشيخ محمد سلامة، والشيخ الصيفى والشيخ كامل يوسف البهتيمى، والشيخ مصطفى إسماعيل.. وكنت أنظر لكل واحد منهم على أنه مدرسة مختلفة عن غيره وكنت أحرص على الاستماع إليهم جميعًا كل على حدة.. وأتعلم من كل قارئ ما يميزه والهدف من ذلك هو الجمع من كل تلك المدارس المزايا والدروس التى تكمل بعضها البعض، ولقد كنت أستمتع بآدائهم، وأستمع إليهم بشغف شديد، وكانت لدى رغبة كبيرة أن أكون واحدًا منهم والحمد لله على توفيقه ومنه وكرمه.
ـ متى وكيف كانت أول مواجهة للجمهور؟ وكيف ارتدت احتفالات ومناسبات الشخصيات البارزة فى المجتمع فى مرحلة مبكرة من عمرك؟
قرأت القرآن فى مواجهة الجمهور بعد أن أتممت الحفظ والأحكام مباشرة، وكانت المواجهة فى البداية صعبة لكن حفظى للقرآن بالأحكام مع ثقتى فى نفسى جعلتها سهلة والحمد لله، ثم انفردت بسهرات كثيرة وأنا فى الثانية عشرة من عمرى، ودُعيت لإحياء مناسبات ومآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن أبلغ الخامسة عشرة من عمرى، وأخذت بينهم مكانة مرموقة فاشتهرت فى الجيزة والقاهرة والقليوبية، وأصبحت القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظرًا لقوة أدائى وقدراتى العالية والتى كانت تساعدنى على القراءة المتواصلة لمدة زمنية تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر على الإرهاق بالإضافة إلى إصرار الناس على مواصلتى للقراءة شوقًا للمزيد من الاستماع.ولقد ساعدنى على ذلك حرصى الشديد على صوتى وصحتى مع المواظبة على مجالسة مشاهير القراء والاستماع إليهم مباشرة، وعن طريق الإذاعة أمثال الشيخ رفعت والشيخ على محمود والشيخ محمد سلامة والشيخ الصيفى والبهتيمى ومصطفى إسماعيل وغيرهم من قراء الرعيل الأول بالإذاعة .
وما حدث من بداية مبكرة فى الإبداع ليست “شطارة منى ولا جدعنة” لكنه توفيق من الله سبحانه وتعالى، فهو وحده الذى وفقنى لذلك والحمد لله.
ـ تقدمك للإذاعة المصرية حَمَلَ الكثيرَ من المفاجآت. كيف كان ذلك؟
تم قبولى فى الإذاعة المصرية عام 1975م، ولكن هذا القبول لم يكن من المرة الأولى لأننى تقدمت قبلها أربع مرات، ولم أمنح القبول من اللجنة بسبب تمسك اللجنة باختبارات المقامات الموسيقية، والانتقال النغمى والموسيقى التى لم أدرسها ولن أدرسها لأننى لا أؤمن ولا أعترف باستخدامها فى تلاوة القرآن الكريم لكننى أستخدمها بطبيعتى وبسجيتى وبالتفاعل الطبيعى مع القرآن وآياته ومعانيه، وكل مرة كنت أُخْتَبر فيها كنت أرجع لأجلس مع نفسى وأستمع لكبار القراء، وأحاول التركيز والتفاعل الصوتى مع التلاوة.. ولقد صبرت كثيرًا فى تلك المرحلة، ولم يتسرب اليأس إلى نفسى، وإنما تقبلت كل ذلك بنفس راضية مطمئنة حتى ذهبت إلى اللجنة وكانت مكونة من (الشيخ عبد الفتاح القاضى - الشيخ محمد الغزالى - الدكتور محمد عبد الله ماضى ) وتم اختبارى و بإجماع لجنة اختبار القراء، وأشاد المختصون بالموسيقى والنغم والانتقال من مقام موسيقى إلى مقام آخر، بإمكانياتى العالية، وبفضل الله حصلت على تقدير (امتياز) وفى فترة وجيزة بعد القبول بالإذاعة استطعت والحمد لله أن أصنع لنفسى مكانًا بين الكبار، وشرف لى أن أكون بجوار الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله.
ـ ما تقييمك لواقع حفظة وقراء القرآن الكريم فى مصر؟ وما النصيحة المهمة التى تحملها لهم؟
بصراحة شديدة ما أراه أنه لا جديد قد أتى من هذا الجيل لأنهم مشغولون بتقليد غيرهم من كبار القراء من الأجيال السابقة، وأداؤهم يشبه بعضه البعض، ونظرية التقليد هى السائدة، ولا توجد بصمة جديدة أو ابتكار مثلما كان يحدث من قراء الزمن الماضى، وحاليا للأسف الشديد لا تستطيع أن تميز مدرسة جديدة لأحد من القراء الجدد لأنهم جميعا قد اقتبسوا من غيرهم، وإن كنت أتمنى أن يوفقهم الله لأن يأتوا بالجديد فى عالم التلاوة كما فعل أسلافهم من القراء العظام.ـ بصفتك نقيبًا للقراء ما الخدمات التى تقدمها نقابة القراء لأعضائها من القراء؟ وما إنجازات مجلس النقابة على أرض الواقع؟
لا توجد خدمات للنقابة على أرض الواقع؛ لأن نقابة القراء ضعيفة،وليس لها موارد مادية كافية، بل إن مصادر الدعم لها ضعيفة جدًا، فالقارئ يدفع اشتراكًا سنويًا 12 جنيه فقط، وهو مبلغ ضعيف جدًا، ولذلك فالخدمة التى تقدمها النقابة ضعيفة حيث إنها تعطى معاشًا 50 جنيهًا شهريًا، وأنا أقول إنه مبلغ ضعيف جدا، لكن مصادرنا ضعيفة مع أن قراء القرآن الكريم من أفضل شرائح المجتمع، وهم يستحقون كل خير، وكل عطاء لهم لا يمثل قيمتهم؛ ولذلك أنا أناشد القيادة العليا لجمهورية مصر العربية أن يمدوا يد العون وينظروا لنقابة القراء بعين الدعم والمؤازرة، وأنا أتوقع أن يكون ذلك فى القريب العاجل.. وأن يكون للنقابة خدمات معقولة ومرضية لأعضائها. أما بالنسبة لإنجازات النقابة فإن وضع النقابة لا يخفى على أحد بالنسبة للإمكانات والتمويل ومع ذلك نحن نسعى جاهدين لإيجاد خدمات للقراء فى الفترة القادمة لم تقدم من قبل.
ـ كمحكم دولى فى مجال القرآن الكريم. ما موقع القارئ المصرى بين قراء العالم؟
يعد القارئ المصرى الأشهر بين قراء العالم والحمد لله؛ وذلك بسبب روعته فى التلاوة وصوته الحسنة وتجويده المتقن؛ ولذلك فالقارئ المصرى متميز ومطلوب فى جميع دول العالم، ومطلوب من الجاليات الإسلامية فى الدول غير الإسلامية فى الغرب وفى أمريكا وفى كل دول العالم.. وإن كانت المملكة العربية السعودية الآن تقدم نماذج فى الترتيل إلا أن القارئ المصرى يبقى هو الأول والأشهر على مستوى العالم، وهذا شيء عظيم نعتز به، ونحن مطالبون بالحفاظ على هذه المكانة وألا نتنازل عنها بمتابعة الجيل تلو الجيل فى حفظ القرآن الكريم وتجويده والتحفيز على ذلك، وعلى كلٍ أن يقوم بدوره فى هذا الأمر بداية من الأسرة والمدرسة والأزهر الشريف ودور القرآن الكريم وفى حلقات المساجد الرسمية وكذلك الدور المهم للدولة فى رعاية حفظة القرآن الكريم وتحفيزهم على ذلك حتى تستمر المسيرة إن شاء الله.
ـ السفريات القرآنية لها طعم خاص. ما سفريات فضيلتكم كسفير للقرآن الكريم. وما أهم ذكرياتك فيها؟
الجميل فى تلك السفريات أن الدول التى نذهب إليها تستقبلنا استقبال السفراء، فتجد الحفاوة والإكبار والمعاملة الطيبة والاحترام والأدب الجم مع أهل القرآن، وقد تساوى فى ذلك كل الدول التى استقبلتنا ولا أميز فيهم دولة عن أخرى فى حفاوة الاستقبال فكلهم أصحاب كرم.. ولقد سافرت إلى أكثر من ثمانين دولة عربية وإسلامية وأجنبية بدعوات خاصة تارة ومبعوثًا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف تارات أخرى ممثلاً لمصر فى العديد من المؤتمرات ومحكمًا لكثير منها والتى تقام بين حفظة القرآن من كل دول العالم .
ومن الدعوات التى أعتز بها الدعوة التى تلقيتها من مستر “جون لاتسيس” باليونان لأتلو القرآن أمام جموع المسلمين لأول مرة فى تاريخ اليونان .. وكذلك الدعوة التى وجهت إلى من قبل المسئولين بإيطاليا عن طريق السفارة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بمدينة (روما) لأول مرة أمام جموع غفيرة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية هناك. ولا أنسى دعوة القصر الملكى بالأردن لإحياء مأتم الملكة (زين الشرف) والدة الملك حسين، حيث أقيم العزاء الرسمى بقصر رغدان بعمان.ـ ما الموقف المؤثر الذى لا تنساه فى حياتك سواء داخل أو خارج مصر؟
كنت أقرأ القرآن فى أحد المساجد فى واشنطن فدخل (104) من الأمريكان من فلادلفيا، وجلسوا فى صمت حتى انتهيت من قراءة القرآن ثم سألونى من خلال مترجم كان معهم: ما هذا؟ فقلت لهم: هو القرآن “كتاب الله للمسلمين” فسألونى بعض الأسئلة عن الإسلام فوجدتهم أسلموا جميعًا وقالوا لى: إننا دخلنا المسجد بسبب حلاوة صوتك الذى كان سببًا فى معرفتنا لجمال القرآن والإسلام. أيضًا فى منهاتن فى نيويورك كنت أقرأ قرآن الجمعة وكانت هناك سيدة تونسية ومعها (4 أمريكان) وسألونى ماذا تقرأ؟ فقلت لهم إنه القرآن كتاب الله وهذه صلاة الدين الإسلامى للمسلمين، وكلمتهم عن سماحة الإسلام فأشهروا إسلامهم على يد الشيخ محمد جمعة إمام المسجد.. وأشعر بسعادة وأحمد الله دائمًا أنه أعطانى هذه الموهبة التى كانت سببًا فى هدايتهم ودخولهم الإسلام فالفضل لله سبحانه وتعالى.
ـ إذا كان الكثير من غير المسلمين يسلموا لسماع القرآن الكريم من القراء. فما نصيحة فضيلتكم لسفراء القرآن الكريم فى الخارج؟
أقول لكل قارئ تم تكليفه ليبلغ القرآن الكريم بالخارج أنت سفير للقرآن الكريم، وتمثل أعظم دولة – مصر - فكن على حذر فى كل تصرفاتك وحركاتك وسكناتك لأنك قدوة لغيرك، وأنت قد اختارك الله لتكون واجهة لهذا الدين أمام المسلمين وغير المسلمين فاتق الله تعالى.
بــــورتـــريــــه:
محمد محمود الطبلاوى نقيب القراء وقارئ الأزهر الشريف
ولدت يوم 14/11/1934م فى قرية ميت عقبة مركز إمبابة بمحافظة الجيزة
ذهب بى والدى رحمه الله إلى كتاب القرية لأكون من حفظة كتاب الله عز وجل وهو أراد ذلك وعزم عليه لأننى ابنه الوحيد
متزوج ولدى من الأبناء اثنى عشر سبعة أولاد هم إبراهيم ومحمود وخالد وعمر وأيمن ومحمد وأحمد وخمسة من الإناث هم برنسة وثناء ووفاء وهند وهيام وكلهم متزوجون
أنجبوا خمسا وعشرين حفيدا والحمد للهمصر هى قمة القمم وشعبها أحسن شعب ..أمنيتى الأمن والأمان والعدالة الاجتماعية
رفضتنى لجنة الإذاعة أربع مرات بسبب المقامات الموسيقية وفى الخامسة أعطونى “امتياز”
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة