أحد رجالات الأزهر، شخصية قيادية، غيور جدا على قلعته الوسطية، هاتفه متاح دائمًا، ومكتبه فى منطقة الجيزة الأزهرية مفتوح للصغير والكبير، ويعتبر طلاب المعاهد الأزهرية أبناءه والقائمين على المعاهد إخوانه، يعملون جميعا سفراء للأزهر.. يرى فضيلته أن الأزهر بعلمه وعلمائه، صمام أمان للإسلام الوسطى الصحيح.. لذا كان للفتح اليوم هذا الحوار:
- الاسم: إبراهيم أحمد همام
-مواليد: قرية شطورة بمحافظة سوهاج 8 يوليو 1959م
- تخرج فى كلية اللغة العربية بأسيوط- جامعة الأزهر 1985م.
- عمل بالأزهر وكيلا للوزارة ورئيسًا للمنطقة الأزهرية بسيناء والغربية ، ثم الجيزة.
- يؤثر عنه: أنا أزهري أبًا عن جد.- بعد هذه الرحلة الطويلة فى خدمة الأزهر الشريف من سيناء والغربية وصولا للقاهرة ثم الجيزة.. ماذا تقول لأبنائك من رجال الأزهر في بداية حياتهم العملية؟
أقول لأبنائي فى الأزهر الشريف أنتم فى قلعة العلم،الوسطيةُ والاعتدال، الكعبة الثانية فى مشارق الأرض ومغاربها،فالكعبة الأولى هى قبلة المسلمين، والكعبة الثانية هى الأزهر الشريف، ومصرُ بخير مادام الأزهرُ بخير، هذا هو الأزهر حامي قلعة الإسلام، حافظوا على أزهركم ومعاهدكم وجامعتكم،الأزهر يخرج الدعاة يخرج الإئمة، أصحاب الفكر المعتدل، أصحاب الفكر المستنير، أزهرنا هو الذى يُجمع ولا يفرق، أزهرنا هو الذى يبنى ولا يهدم، أزهرنا هذا الذى يعمر ولا يخرب، نعلم أبناءنا الفضائل،ونجنبهم الرذائل، نعلمهم القرآن الكريم، وحفظه وتلاوته وتجويده، نعلم أبناءنا كتب الفقه الصحيحة والمعلومات الصحيحة، المُستقاة والمنتقاة،والمختاره والمطابقة لكتاب الله ولسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لا نخرج إرهابيًا ولا داعشيًا، ولا نخرج متطرفا،إنما نخرج العلماء والأدباء والأطباء والحكماء،كيف يحافظ الطالب الأزهريُّ على هذه القلعة؟يحافظ عليها إذا حفظ كتاب الله، إذا حفظ سنة النبى صلى الله عليه وسلم وتعلم العلم من أجل العلم وقام بالتكليف أبنائى وبناتى الأزاهرة، فالله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } [ سورة الحج ]
فالأزهر هو مشعل الهداية الربانية فى الأرض، هو منارة للعلم والعلماء، أقول لأبنائى إذا أردتم أن تحافظوا على الأزهر الشريف، عليكم أن تنشروا ما تعلمتم، وسيروا على محورين، هما الدعوة والتعليم:
فرجال الأزهر يحملون الدعوة على عاتقهم وفى رؤوسهم وفى قلوبهم لأنها رسالة الله التى توارثناها عن نبينا صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عنى ولو آيه"، ليس هذه فحسب بل أن الدعوة وما يتحمله الأزهر من المشاق والمتعاب فإن فضيلة الأمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، هو راعى الدعوة الإسلامية فى مصر، ما من من يوم يمر وما من لحظة تمر عليه إلا وشغله الشاغل الدعوة وفكرها الوسطى، فضيلة الإمام حفظه الله يهتم بالعلماء والمفكرين والمثقفين وخاصة أصحاب الفكر السليم البناء، ودائما يرسل فضيلة الإمام بتعليماته القوافل الدعوية إلى مشارق الأرض ومغاربها، القوافل الدعوية التى يرعاها فضيلة الإمام جابت الأرض شرقًا وغربًا، وكنت أعمل فى شمال سيناء قبل ذلك، أرسل إليّ فضيلة الأمام إحدى عشرة قافلة دينية جابت شمال سيناء، شرقً وغربًا، من أولها إلى آخرها، هذه القوافل نشرت الفكر الوسطى المعتدل فى شمال سيناء لأننا حاربنا الفكر بالفكر.
- تعالت أصوات تطالب بعدم ازدواجية التعليم ويطالبون بإلغاء التعليم الأزهري والإبقاء على التعليم العام فقط، فما رأى فضيلتكم؟الله هو الذى قال فى كتابه الكريم: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "، فالقرآن الكريم محفوظ من قبل الله تعالى، فيهات هيهات لما ينادون به، نقول اللهم اهديهم فإنه لا يعلمون ولا يبصرون الحقيقة.. القرآن الذى نعلمه لأبنائنا وبناتنا فى الأزهر هو الذى قال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وقال أيضًا: "بلغوا عنى ولو آيه"، فنحن بقوم بدورنا ببلاغ القرآن الكريم إلى الناس، فى البيوت والشوارع والطرقات، وجميع دور العبادة..
وهذا دور الأزهر فى مشارق الأرض ومغاربها،فأى حملة تُشَنّ على الأزهر لن يكسبوا من ورائها إلا الفشل والخذلان.. ماذا يريدون من الأزهر؟ أيريدون أن يعطلوا حفظ كتاب الله، أم يعطلوا شريعة الله أم يعطلوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحت عنوان جبهه واحدة.. إننا نخرج أجيالا، وعلماء وأطباء وحكماء، وأدعوك للنظر إلى الطبيب الأزهرى من الطبيب الذى تعلم فى التربية والتعليم – مع احترامنا للجميع -، تجد أن الطيب الأزهرى عندما يجرى عملية من العمليات،ماذا يقول؟ قبل أن يتخذ اجراءات الطب الوقائى فى العملية، يذكر الله، لماذا؟ لأنه تعلم هذا، لا يقدم على عمل إلا إذا سمى بسم الله وقد يقرأ شيئا من القرآن الكريم وقد يصلى وأحيانا لا يدخل منهم طبيب قبل أن يصلى الفرض ويطلب من الله التوفيق، الطبيب الأزهرى يعمل طبيبا وداعية، لأنه جمع بين العلم والدعوة، ماذا يريد أصحاب الأفكار المغلوطة من الأزهر، نقول لهم أخرس الله هذه الألسنة،التى تعكنن على الأزهر وتريد أن تقلب موازينه، اللهم احفظ مصر، اللهم احفظ الأزهر، الله أكبر وتحيا مصر.
- ماذا عن الأنشطة الدينية والثقافية والرياضية بالمعاهد الأزهرية فى الصيف؟
أولا رئاسة منطقة الجيزة الأزهرية تكليف وليس تشريف لأن بها متاعب ومشاق ومصاعب ومشاكل وعلى الله التكلان ونحن نعتصم بالله سبحانه وتعالى ونتوكل عليه، كان من أول قراراتى لا يغلق معهد لا صيفًا ولا شتاءً، وتم عقد بروتوكول تعاون موقّع بين الأزهر وبين محافظة الجيزة لفتح هذه المعاهد وتعليم الناس القراءة والكتابة.. ومن هنا من منطقة الجيزة الأزهرية أطلقنا دعوة "الجيزة بلا أمية 2016".. ولدينا أربعون معهدًا شاركت فى القضاء على الأمية العام الماضي، والآن تم تعميم هذه الفكرة على جميع المعاهد الأزهرية على مستوى منطقة الجيزة، لن يغلق فيها معهد إن شاء الله حتى نقضى على الأمية فى الجيزة 2016.أما بقية الأنشطة فالباب مفتوح على مصرعيه لجميع الأنشطة، الرياضية والثقافية والمسابقات والملاعب.
وأيضا مهرجان القراءة للجميع والمكتبات لا تغلق نهائيا، لا صيفا ولا شتاء، وما من مكتبة إلا وبها أخصائي مكتبات أو اثنين، للتناوب فيما بينهم، لنشر العلم والثقافة،هذه الأنشطة مدعمة، لأن الجيزة لها مكانة عالمية، والذى أعطاها هذه المكانة الحضارة الفرعونية، الأهرامات وأبوالهول، حضارة سبعة آلاف سنة، كل السياح الذين يفدون من كل بقاع الأرض يأتون إلى منطقة الجيزة، وهذا يعطى قيمة ولمسة حضارية.
كما نعلن فى منطقة الجيزة عن مسابقة مهرجان القراءة للجميع ونعلن فيها القضاء على الأمية فى 2016 إن شاء الله.
- هناك مطالب بتطوير المناهج وبث البرامج التعليمية على القنوات التلفزيونية مثل اذاعة القرآن الكريم؟
يجري الآن تطوير المناهج دون المساس بالثوابت، الأستاذ الدكتور محمد أبوزيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الخاصة بلجنة التطوير والحقيقة هذا الرجل لا يبخل بشىء من جهده فى رفعة العملية التعليمة وبدْءًا بتطوير المناهج، وبالنسبة للبرامج التعليمية لا تقتصر على الكتب التى نقدمها للطلاب.. البرامج التعليمية الأزهرية فى ويشرف عليها أساتذة الجامعات، ويقدم هذه البرامج الموجهون العموميون مثل موجه عام اللغة العربية وموجه عام المواد الشرعية وعلماء الأزهر، فما يوم تطلع شمسه إلا وتجد درسا من دورس الفقه أو التوحيد أو التجويد لجميع المراحل، وعندنا قناة الأزهر، تم الانتهاء من بنائها ويتم الآن عمل مقابلات شخصية لاختيار الكوادر البشرية بعد موافقة فضيلة الأمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر لمن تنطبق عليه الشروط ليظهر على شاشتنا العلماء وأصحاب الفكر المستنير والبناء،والقناة لها أسس، بث برامج ومحاربة الأفكار الضالة، وإن شاء الله سوف يسعد الجميع،شرقا وغربا، بقناة الأزهر الشريف التى تبث للعالم العلم والمعلومات الدافئة الرقيقة والتي تسير وفق كتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- فى السنوات الأخيرة بدأ العزوف من التعليم الأزهرى إلى التعليم العام، ما هى الأسباب وراء ذلك؟العزوف موجود، ولكن من هم العازفون عن التعليم الأزهرى؟هم الجهلاء، لماذا؟ لأن دولة بلا علم.. تصبح بلا هوية، العلم يحقق لك الصحة، يحقق لك الثراء والأدب، وهناك عزوف عن التعليم سواء الأزهرى أو العام، مصاعب الحياة وارتفاع الأسعار جعلت الكثير من الأبناء يتسربون من التعليم، فقدان الأمل، بعد رحلة التعليم، يحصل الشاب على مائتي جنيه من الوظيفة إن وجدت ويرى الراقصة أو لاعب كرة القدم يحصل على الملايين والعالم أو الدكتور راتبه لا يكفيه أكل "عيش حاف "، وهذا ليس مبررًا فى العزوف أو التسرب والهروب من التعليم، فالأزهر الشريف " يفلتر " المناهج ويراجعها ويطورها دون المساس بالأصول والثوابت والله الموفق والمستعان.
- معروف عن الشيخ إبراهيم همام حبه لأبنائه الطلبة ولكن متى تأخذ قرارا بفضل أحد الطلاب؟
كل الطلبة أبنائى وهكذا أتعامل معهم وأعاملهم ولكن آخذ قرار الفصل حين أجد طالبًا أو طالبة يخالف اللوائح والقوانين أو ينتمى لتيار دينى بخلاف تيار الأزهر الشريف الوسطى السمح، أخذ القرار بقوة وحزم.- المعاهد الأزهرية التى تبنى بالجهود الذاتية.. هل هناك معوقات أو صعوبة فى افتتاح المعاهد الجديدة؟
بفضل الله سبحانه وتعالى نقبل الطلبات إنشاء المعاهد الخاصة او بالجهود الذاتية ولا توجد معوقات فى ذلك وإن شاء الله سيتم افتتاح أكثر من معهد فى هذه الفترة منها معهد أبو غالب الأزهرى فى منطقة صلاح أبو إسماعيل ومعهد البراجيل وخمسة معاهد تشرف على بنائها قواتنا المسلحة المصرية. حفظ الله الوطن والإسلام وأهله
حفظ الله مصر وا
إبراهيم همام- وكيل الوزارة رئيس منطقة الجيزة الأزهرية لـ"الفتح اليوم" :
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة