قال الشيخ طه النعماني القارئ بالإذاعة والتليفزيون وعضو مجلس إدارة نقابة القراء أن تراث الإذاعة مهدد بالضياع موضحاً أنه طلب أن تكون هناك تقنيات حديثة في التسجيلات لكن لا زالت الأجهزة بدائية بل أحيانا يطلب المذيع من القراء الأجهزة الخاصة بهم ليستعين بها في التسجيل .
وكشف عن أن نقابة القراء طلبت منحها الضبطية القضائية لمنع إهانة كتاب الله .. وتفاصيل أخرى في الحوار :الاسم: طه طه محمد نعمان حسين
مواليد: محافظة الفيوم يوم 17 فبراير عام 1980م
الإقامة : الجيزة
الدراسة: تخصص القراءات من الأزهر الشريف وفي طريقي لكلية القرآن الكريم بطنطاـ كيف حفظت القرآن في الصغر..وما تأثير ذلك علي نشأتك؟
والدي هو الذي حفظني ولم يكن يحفظ شيء من القرآن عند مولدي لكن برؤية رآها أن شيخان جاءاه وقالا له اقرأ سورة الملك فقرأها كاملا ولم يكن يحفظها وعمل مأذونا للقرية ثم وهبني للقرآن الكريم، وكان مفرطا في الثواب والعقاب فالمكافأة كان يكفيني أن أرى الرضا في وجهه ووجه أمي ومع ذلك كان هناك تشجيع مادي ومعنوي كبير وعند ختمي للقرآن أقام لي حفلة في المسجد ودعي فيها عدد كبير من الناس ، وبدأت الحفظ في الرابعة من عمري وختمته في التاسعة من عمري أما العقاب فكان بالتهديد أولا ثم الضرب والأشد من ذلك هو التهديد بعدم إكمالي طريق القرآن والتخلي عني أما أمي فقد كانت تقوم بدور المحفز والمشجع ومن جهة أخرى كانت تحاول أن تمنع عني العقاب من أبي وعددنا خمسة إخوة وأخت واحدة أنا فيهم قبل الأخير.ـ من كان قدوتك وكانت عينك عليه لتكون مثله؟
في الترتيل الشيخ محمد صديق المنشاوي أما في التجويد الشيخ عبد الباسط عبدالصمد وكان أخي الأكبر يمتلك تلاوات وأشرطة كثيرة للشيخ شعبان الصياد فشربت لونه وهو من مدرسة فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل وهو القدوة الأساسية.ـ متى كانت أول مواجهة للجمهور؟
في شهر رمضان كانت هناك سهرات قرآنية في بلدنا قلهانة مركز اطسا بالفيوم وكان يأتي القارئ فطلبت منه أن أقرأ ولم أكن وقتها قد ختمت وكنت صغير فلما قرأت أمامه أعجبته في تلاوتي فأوصى والدي بأن أكمل في طريق القرآن وأن أدرس القراءات ..
ـ من كان صاحب فكرة دخولك الإذاعة؟
في إحدى الحفلات كان موجود فيها الأستاذ سيد صالح المذيع بإذاعة القرآن فقال له أحد المحبين: لماذا تتركوا هذه المواهب الجميلة ؟ وأخذ بياناتي وقدم لي فذهبت فوجدت اللجنة الموقرة وأذكر منهم الشيخ أحمد عيسى المعصراوي والشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف والأستاذ إبراهيم مجاهد وحينما دخلت عليهم كنت في مهابة عظيمة وحينما طلبوا مني القراءة يكاد صوتي لا يخرج لمهابة الموقف فرأيت ابتسامة الشيخ أبو العينين شعيشع فاطمأننت وتماسكت فطلبني جواب فأديته فأعجبتته ثم انتقلت إلى اختبار آخر بالإذاعة في ماسبيرو فطلب مني رئيس الإذاعة بعد الاختبار مباشرة وعلى غير العادة أن أسجل نصف للحكم ثم بشرني بالنجاح ، ومن المواقف الصعبة مرض أبي وكنت على موعد مع التسجيل للإذاعة التسجيل الذي سيكون قبولي للإذاعة من خلاله فأخذت قرار بأن أجلس مع والدي لأكون بجانبه في مرضه فقال لي: لقد عشت أحلم باليوم الذي تكون فيه بالإذاعة فلا تتخلف عن موعد الإذاعة ولو كان أبوك في سكرات الموت لأن هذا حلمنا جميعا فنفذت ما أراد وحينما عدت وجدته قد توفي إلى رحمة الله وما أثلج صدري أنه قد علم قبل موته أنني قد قبلت بالإذاعة وكانت أمنيته الكبرى في حياته والحمد لله استطعت أن أحققها له.ـ الإذاعة تشكو من أن بعض القراء يتركون مواعيد الهواء بالإذاعة ليلبوا الدعوات للحفلات الخاصة ما رأيك؟
هذا ليس تعميم وإنما هي حالات قليلة وفصل بعضهم من الإذاعة لهذا السبب ولا يجوز أن تترك مواعيد الإذاعة بأي حال من الأحوال لأن الإذاعة كانت حلم كبير ويجب الحفاظ عليه وهي صاحبة فضل كبير علينا ولا يجب أن أتكبر عليها وأنا لم أرفض ولن أرفض أي دعوة للفضائيات ولا أي جهة إعلامية.ـ من من قراء ومبتهلي الإذاعة اليوم تحب الاستماع إليهم؟
الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي والشيخ محمد محمود بسيوني والشيخ محمود الخشت والشيخ اسماعيل الطنطاوي والشيخ أبو الوفا الصعيدي ومن المبتهلين الشيخ البساتيني والشيخ عبد الرحيم دويدار والشيخ محمد عبد السلام صابر وأنا أحب كل من أخلص لكتاب الله وأستمع للفجر دائما وأعيش واقع وأحاسيس كل القراء.ـ موقف أثر فيك وترجمته ترجمة إيجابية استفدت منها في حياتك العملية؟
تأثرت حينما ذهب أبي ليسلم على قارئ إذاعي في احتفالية فسلم عليه بعدم اهتمام وتعلمت منه تواضع صاحب القرآن الذي لابد وأن يكون عنوان له دائما وكان دافع كبير لي ولوالدي لكي أسلك طريق الإذاعة لأغير فكرة الكبر عند بعض القراء.ـ اسم غير في حياتك ؟
فضيلة الشيخ السيد متولي عبد العال وكنت أحبه قبل أن أراه وكنت أقتدي به قبل التحاقه بالإذاعة وكان مشهورا وحينما قابلته لأول مرة في البحيرة كانت علامة فارقة في حياتي لأنه صاحب شخصية نادرة وقد تعلمت منه الكثير وقد حزنت لموته حزنا شديدا كما تعلمت من الشيخ علي محمود فرج أيضا في حياتي العملية.
ـ من وجهة نظرك ما هو الأسلوب الأمثل في حفظ القرآن اليوم؟
الرجوع للزمن الماضي هو الحل للحفظ المتقن للقرآن حيث كان التلميذ يحفظ القرآن ويدرس اللغة العربية وتعلم الأحكام وكان يبرع فيها كلها لأنها تكمل بعضها البعض.ـ ماذا حدث للمجتمع اليوم وقد تغير في استقباله للقرآن عند سماعه؟
قل عدد السميعة لأن المستمع زمان كان مستمعا مثقفا كان يعرف قدرات من يستمع إليهم وكان يعرف معنى ما يسمع وكان يتأثر بالقرآن عن فهم أما ما يعني معظم مستمعي اليوم هو طول النفس والفهم يأتي في مرحلة تالية والإعجاب بالأداء الصوتي يأتي في المقام الأول للأسف وأما قارئ اليوم أيضا يحتاج للقراءة التصويرية لكي يجذب المستمع أي يعيش ما يقول ويتأثر به وينقل شعوره للمستمع ويطوع صوته حسب مراد الآيات
ـ كيف ترى عطاء الإذاعة لكم كإدارة وماذا تطلب منهم؟
طلبت من قبل من إدارة الإذاعة أن تكون هناك تقنيات حديثة في التسجيلات لأنه للأسف لا زالت الأجهزة بدائية بل أحيانا يطلب المذيع من القراء بجهزة الخاصة بهم ليستعين بها في التسجيل وبهذا يعرض تراث الإذاعة للضياع وقد حدث هذا معي وذكرته لرئيس الإذاعة الأستاذ محمد عويضة بينما يقوم القارئ بكل ما طلب منه على أكمل وجه.ـ ما هي السفريات التي كنتم من خلالها سفيرا للقرآن ؟
كانت أول سفرية إلى باكستان سنتين متتاليتين ثم سافرت إلى لبنان التي كنت قد سافرت إليها من قبل متسابقا في مسابقة القارئ العربي التي حصلت فيها على المركز الأول ثم سافرت إلى ماليزيا وإيران وانجلترا ودول أخرى ولا أنسى حفاوة أهل أندونيسيا لأهل القرآن فقد استقبلني الآلاف منهم.ـ كيف ترى القارئ المصري في الخارج؟
جميع المدارس على مستوى العالم تأخذ من القارئ المصري ولا زال هو المعلم ومطلوب من كل القراء أن يحب بعضهم البعض لأننا نريد أن نقرأ القرآن ونعمل به ولم ينجح الرعيل الأول للقراء إلا بتلك الأخلاق.
كيف يجري التعامل مع دخلاء المهنة؟
طلبنا كمجلس نقابة تملك الضبطية القضائية لكي نمنع إهانة كتاب الله والمحافظة عليه ونوجه عناية كل قراء مصر لوجود نقابة لهم مقرها بالسيدة زينب بالقاهرة وهي مفتوحة لجميع القراء والمحفظين والأئمة ويشترط أن يكون حافظا للقراء ولها أفرع ببعض المحافظات كالفيوم والشرقية وفي الصعيد أيضا
ويتقدم القارئ للنقابة بالمسنتدات المطلوبة وهي صحيفة جنائية موجهة للنقابة وصورتين وإثبات شخصية واشتراك النقابة وموقفه الوظيفي ثم يختبر في القرآن الكريم ويعتمد كعضو في النقابة ويحصل على الكارنيه الذي يجدده سنويا
من مزايا الاشتراك في النقابة حق الدفاع عن القرآن في أي مكان بصفة رسمية لا يستطيع أحد أن يراجعني في ذلك لأنني نقابي متخصص لأن هناك دخلاء على القرآن كذلك يحصل القارئ على معاش من النقابة بعد ذلك وإن كان ضعيف حاليا لكننا نتطلع إلى زيادته إن شاء الله.
فضيلة الشيخ طه النعماني عضو مجلس إدارة نقابة القراء لـ"الفتح اليوم":
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة