نقيب قراء كفر الشيخ وقارئ المسجد الدسوقي الشيخ أحمد عوض أبوفيوض

حوارات
طبوغرافي

أكد القارئ الشيخ أحمد عوض أبوفيوض أن كثيرًا من محبي القرآن الكريم انشغلوا بهموم الدنيا وابتعدوا عن واجبات كثيرة منها الواجب تجاه القرآن الكريم .
ودعا لعودة الكتاتيب لتعليم النشء كلام الله، وتكريم حفظته بما يليق ويحبب الأجيال في حفظ القرآن، كاشفاً عن وجود صحوة كبري في الإعلام القرآني لها دور كبير في عودة الناس لكتاب الله تعالى.

وناشد الحكومة عبر صفحات "الفتح اليوم" بأن ترفع قيمة دعم نقابة القراء بمبالغ أكبر لأن قارئ القرآن ليس من مقامه معاش 40 جنيه في الشهر .

ـ كيف كانت النشأة مع القرآن الكريم.. ودور الوالدين فيها؟
والدي رجل بسيط لكنه فلاح فصيح ورجل صالح بار بوالديه يعرف قدر القرآن وأهله كان يتمنى أن يكون له ولد يحفظ القرآن الكريم فدفع بي إلى شيخ القرية ليحفظني ثلاثة أجزاء ثم نقلني إلى الشيخ محمود هاشم بالمسجد الدسوقي لأتم على يديه حفظ كتاب الله في الثانية عشر من عمري وكنت أحفظ صفحة يوميا وأراجع نصف جزء وبعد أن ختمت كنت أراجع جزء يوميا مع مراجعة المتون وفي الخامسة عشر عند الشيخ عبد الرحمن العشري بالمحلة الكبرى وكان هو وأبيه وابنه ينقطعون لتدريس القرآن وعلومه لوجه الله لا يتقاضون شيء وكنت أسافر لهم يوميا 35 كيلو متر كنت أسافر للمحلة يوميا بعد صلاة الفجر في هذه الأثناء التحقت بمعهد قراءات كفر الشيخ الذي كنت أذهب إليه في الفترة المسائية وفي كل هذا كانت المتابعة مستمرة من خلال السؤال الدائم على مستواي وحفظي مع كل شيوخي وكانوا دائما يقولون له أنني متميز ومتمكن وسوف يكون لي مستقبل.
ـ ما الفرق الذي تراه بين تحفيظ القرآن سابقا وحاليا؟
حاليا لا يوجد محفظين كان المحفظ له هيبة كالأب ولم يكن هناك تهاون وكان العقاب عند التقصير أليم وشديد وكان الأب لا يتهاون كالمحفظ بل كان يسانده في العقاب وكان وسيلة ضغط أكبر على الابن ولن تكون هناك صحوة قرآنية إلا برجوع الكتاتيب لأننا كنا مع حفظ القرآن نحفظ المتون الفقهية والنحوية والقرآنية وعلوم أخرى.
ـ من كان قدوتك منذ الصغر؟
قدوتي من جيل العظماء الجيل المؤسس للإذاعة المصرية هو شيخ القراء فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله ومن جيل الوسط العملاق فضيلة الشيخ محمد الليثي رحمه الله لذا لم أترك مناسبة يأتي فيها قارئ مشهور إلى بلادنا إلا وجلست أمامه لأتعلم منه أسلوب التلاوة فجلست أمام كثير من عظماء الإذاعة المصرية كالشيخ محمد عبد العزيز حصان رحمه الله والشيخ محمد بدر حسين والشيخ عبد العاطي ناصف والشيخ فتحي المليجي والشيخ الشحات محمد أنور والشيخ شعبان الصياد وغيرهم
كان طموحي أن ألتحق بكلية القرآن الكريم وأعمل أستاذا بها، ولكن بعد أن أنهيت عالية القراءات طرح الأزهر مسابقة لتعيين معلمين قرآن كريم بالتعليم الأزهري فقدمت في المسابقة ووفقت فيها فتغير المسار ووجدت نفسي أنتشر شيئا فشيئا في الاحتفالات والمناسبات إلى أن وصلت الشهرة بالمحافظات.
ـ من خلال تواجدك ونشأتك في كنف كبار القراء ما الدرس الذي تعلمته منهم ؟
الدرس الكبير الذي تعلمته من عظماء القراء هو حب كتاب الله تعالى وما أجمل أن تصلي الفجر وتلتزم بوردك القرآني ثم تكون من العاملين بكتاب الله حتى لا ينطبق عليك قول الحق تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) والله تبارك وتعالى هو الذي يختار من يحفظ كتابه والحمد لله الذي جعل قلبي وعاء للقرآن الكريم.
ـ فكرة التحاقك بالإذاعة كيف كانت؟ ومن صاحبها؟
منذ صغري وأنا أحب الاستماع إلى كبار القراء في الإذاعة وكنت أحلم في يوم من الأيام أن أكون واحدا منهم طمعا في مكانة أهل القرآن الذين ينشرون حب الناس لكتاب الله وكنت أحب أن أراجع القرآن على صوت الشيخ الحصري رحمه الله، وكنت أقرأ في مسجد آل رشدان وفي مرة من المرات قابلت صديقي الشيخ حجاج الهنداوي فدعاني إلى وليمة بمناسبة قبوله بالإذاعة المصرية وهناك وجدت من الأحباب كثيرون وجميعهم توجه لي بالتشجيع وطلبوا مني أن أتقدم للإذاعة كما فعل الشيخ حجاج ،فذهبت وتقدمت للإذاعة وحددوا لي موعد الاختبار وكان عام 2002م فدخلت على لجنة الاستماع بالإذاعة وكانت لها هيبة ووقار وكان على رأسهم فضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع رحمه الله والدكتورة هاجر سعد الدين والأستاذ إبراهيم مجاهد فدخلت في الاختبار وأجبت عن الأسئلة التي وجهت لي إلا أن اللجنة أرجأتني ستة أشهر لإتقان بعض المقامات وبالفعل عاودت مرة أخرى لكن بعد أربع سنوات لظروف خاصة بي ودرست المقامات وعدت في عام 2006م وكنت مجهد وكنت أحتاج إلى بعض التركيز وقد شجعني الشيخ أبو العينين لأعود مرة أخرى ولا أنصرف عن الإذاعة فرجعت إلى أن أتت اللجنة إلى الأقاليم واختبرت في طنطا ونجحت في هذا الاختبار والحمد لله أنا ومعي مجموعة من قراء جيلي كالشيخ محمد علي الطاروطي والشيخ محمود علي حسن والشيخ نصر أبو الجلاجل والشيخ محمد يحيى الشرقاوي والشيخ عزت السيد راشد وغيرهم. ثم دعيت في الإذاعة وسجلت أربعة أرباع ساعة وأربعة أنصاص تذاع من وقت لآخر.
ـ أول هوا وأول أمسية هل تذكر من أين ومن كان مرافيك فيها؟
أول هواء كان من الجامع الأزهر في صلاة الفجر وكان ليلة الأول من رمضان وكان معي من المبتهلين الشيخ علي الحسيني أما أول أمسية كانت من الباجور منوفية وكان المبتهل أيضا الشيخ علي الحسيني وكان التقديم للأستاذ علي نجم.
ـ كيف تري جمهور القرآن الكريم حاليا؟
المحب للقرآن الكريم ينقطع له، لكن الدنيا قد شغلت الناس والحالة الاقتصادية تسببت في إبعاد كثيرين عن واجبات عدة منها الواجب تجاه القرآن الكريم وفي الماضي كان الناس يسافرون لأجل القرآن والقراء ويجلسون بالساعات أمامهم، ولكي يعود الناس للقرآن لابد من الاهتمام بتعليم جميع النشيء القرآن الكريم عن طريق الكتاتيب وتكريم من يختم القرآن تكريما يليق به ويحبب الأجيال في حفظ القرآن ولابد من أن يتبنى ولي الأمر داخل البيت هذا الاتجاه باستمرار لكي يسود القرآن بحبه وأخلاقه.
ـ كيف تقيم أداء الإذاعة كمستمع قبل أن تكون قارئ؟
اليوم أعيد شباب الإذاعة فقد التحق بالإذاعة دفعة شابة حوالي اثنى عشر قارئا جددوا شباب الإذاعة وأصبحت كل الأجيال ممثلة في الإذاعة
وأوجه رسالة للأستاذة نادية مبروك مدير الإذاعة أن تستمر في الاهتمام بالقرآن والقراء لأن القرآن لابد وأن يستمر في الصدارة وأن يزداد وقت الهواء كي يمتع القراء الجمهور ولا شك أن تلاوات الهواء أفضل من التسجيلات والنموذج الرائع الجميل هو قرآن الفجر الذي تصدع به مآذن المساجد.
ـ ما مشروعك في المستقبل ؟

أبوفيوض
الحمد لله بعد التحاقي بالإذاعة واختياري كنقيب لقراء كفر الشيخ واختياري كقارئ للسورة في المسجد الدسوقي ليس أمامي حلم أكبر من أن أقوم بتسجيل القرآن المرتل وهذا هو مشروع حياتي القادم لذا أقترح أن تسجل ختمة منوعة للشباب الجدد كتجديد دم للإذاعة وهم على قدر عالي من الإتقان ولا شك أن الأساس هم شيوخنا الكبار المؤسسين جيل الشيخ الحصري والمنشاوي وغيرهم من جيل العظماء.
ـ شرفت بأن تكون سفيرا للقرآن قبل التحاقك بالإذاعة متى؟ وإلى أين كانت تلك السفريات؟
تم اختياري من قبل وزارة الأوقاف لكي أسافر إلى أوغندا عام 2005م ثم سافرت إلى أسبانيا ثلاث سنوات متتالية في مدينة ملقا وكنت أؤم ثمانية آلاف من المصلين ثم سافرت بعدها إلى لندن عام 2010م وهكذا
ـ كيف ترى مميزات القارئ المصري عن غيره من القراء؟
اللهجة المصرية قريبة من المخارج الصحيحة لحروف القرآن الكريم وحسن السليقة تساعد في ذلك كما أن الله قد أعطى المصريين مواهب عديدة في الصوت والإتقان إلى جانب الاجتهاد الشخصي والعمل الجاد المستمر والإصرار على النجاح كل ذلك ساعد القارئ المصري على أن يتصدر قراء العالم ويستمر في هذه الصدارة سنوات طويلة ويصنع تاريخ مفعم بالأمجاد.
ـ كعضو في نقابة القراء لماذا ينصرف القراء عن نقابتهم؟
نقابة القراء يأتيها دعم 50 ألف جنيه فقط في العام وكم طالب نقيب القراء فضيلة الشيخ محمد محمود الطبلاوي ونائبه فضيلة الشيخ حلمي الجمل الحكومات المتعاقبة بأن يساعدوا في زيادة ودعم نقابة القراء بمبالغ أكبر لأن قارئ القرآن ليس من مقامه معاش 40 جنيه في الشهر وأنا الآن أناشد مجلس الوزراء أن يهتم بالقراء وأن يزيد دعم النقابة لكي تكون هناك أنشطة خاصة بهم أسوة بالنقابات الأخرى ونقابة القراء لا تقل أهمية عن أي نقابة في مصر بل هي من أهم النقابات لأنها تخدم القارئ الذي يحتك بكل طبقات المجتمع ثم إنه يحمل أسمى وأغلى ما في الوجود وهو كتاب الله وأملي كبير في أن تستجيب الحكومة لمطلبي.
ـ كيف تقيم أداء الإعلام القرآني بشكل عام والفضائيات بشكل خاص من حيث دورهم مع القرآن الكريم؟
هناك حوالي خمسة عشر قناة تخدم القرآن الكريم فتذيع تلاواته وتفاسيره وعلومه وهناك علم غزير وهناك نهضة قرآنية علمية ممتازة أرجو أن تستمر تلك الصحوة التي سيكون لها دور كبير في عودة الناس لكتاب الله تعالى.