حوار أحمد عبد العاطى
ـ نود أن نقدم للقارئ الكريم بطاقة تعارف عن الشيخ محمود علي حسن؟
الاسم: محمود علي حسن من مواليد قرية بهنباي مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية يوم 26 يناير 1973م متزوج ورزقني ربي ببنت وثلاثة أولاد أتمنى أن يكونوا جميعا من حفظة كتاب الله وسأعمل على ذلك إن شاء الله.
ـ كيف كانت نشأة الطفل محمود علي حسن؟ ومن أبرز من كان لهم الدور الأكبر في تلك النشأة؟
طبيعة القرية المصرية أن بها كتاتيب منتشرة ينشأ بها كل من يستطيع الكلام في بداية عمره والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر ومنذ أن بلغت الرابعة من عمري دفع بي والدي إلى كتاب القرية وأخذ يتابعني في كل يوم ويطمئن على الحفظ والمراجعة ويسمع لي بنفسه كمراجعة لما قد تعلمت وبعد أن ختمت القرآن بفضل الله ختمت مرة أخرى على والدي رحمه الله وإنني أرى أن الكتاتيب هي أفضل وسيلة في حفظ القرآن الكريم لما فيها من منافسة وإتاحة الفرصة للغني والفقير لحفظ القرآن الكريم.
وقد حفظت وجودت القرآن أنا وإخوتي الستة في الكتاب وكان والدي صاحب الفضل الأكبر في تمسكي أنا وإخوتي بالقرآن الكريم. وقد تميز والدي بالمتابعة الدائمة حتى ختمت القرآن في التاسعة من عمري، وكنت بفضل الله متقنا إتقانا أعجب أبي وشيخي رحمهما الله وللعلم كان والدي يعاملني معاملة تربوية ولم يعاقبني في يوم من الأيام، وقد كان مدرسا بالتربية . وقد حفظت القرآن الكريم على يد الشيخ السيد عبد الهادي وتعلمت القراءات على الشيخ عبد الرحيم حبيب بقرية رزنة والشيخ عبدالرحمن الجندي بالزقازيق
ـ ما الفرق بين معلم القرآن حاليا ومعلم القرآن في الزمن السابق؟
معلم القرآن سابقا كانت له هيبة ووقار كبيرين وكنا نرتجف بين يديه لما له من شخصية قوية وحازمة ليس هذا فحسب بل كان الشيخ عالما بمعنى الكلمة متمكنا من كتاب الله بقراءاته وأحكامه، وكذلك كان قدوة في أخلاقه ومعاملاته. وكان نموذجا يقتدي به المجتمع وأود أن ألفت النظر إلى أننا كنا نقدر ونحترم الشيخ تقديرا كبيرا ورضاه علينا من رضا الله وغضبه علينا بسبب عدم الحفظ يورث غضب الله علينا لذا كنا حريصين أشد الحرص على التفوق لكي يفرح بنا شيخنا ورغم كثرة عددنا في الكتاب حيث كنا ثلاثمائة طفل كنا نأخذ من الشيخ نفس القدر من الوقت والجهد والاهتمام وقد كان الشيخ رحمه الله ملتزما بالزي الأزهري الموقر وكأنه يستعد للخطابة أو لمنصة التلاوة لذلك أطالب بعودة الزي الأزهري في المعاهد الأزهرية على الأقل بالنسبة للطالب والمدرس الشرعي.
ـ قلت لي أنه من الصعب رجوع الكتاتيب مرة أخرى فلماذا؟
لأنه لم يعد شيخ اليوم كشيخ الأمس فشيخ الأمس كان يثيب ويعاقب بتجرد وبقوة تحمل الحرص على تفوق طلاب القرآن حتى أن ولي الأمر كان يشجعه على العقاب قبل الثواب ومن كان يضرب من الشيخ كان يذهب لأبيه ليكمل عليه العقاب وكان يهون عليه راحة ابنه في سبيل تحصيله للقرآن الكريم أما شيخ اليوم فقد ضاعت هيبته حينما ألغوا عقاب الطالب المقصر بل يقوم بعض أولياء الأمور بتعنيف الشيخ وتوجيه اللوم له بسبب عقابه لابنهم أما شيوخ المنازل فلا يستطيع كل أولياء الأمور أن يجلبوا شيخ يعلم الأبناء للمنزل نظرا للحالة المادية الصعبة.
ـ من كان قدوة الشيخ محمود علي حسن منذ الصغر؟ وماذا أخذت منه؟
تعلمت من الجيل الأول للإذاعة وأخذت عنهم تعلمي لكتاب الله وتلاوته وكنت أستمع للشيخ المنشاوي والشيخ الحصري والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود علي البنا ليس لمجرد الاستماع وإنما للتأسيس والتعليم وما أعجبني فيهم أنهم لا يهتمون بالأداء النغمي على حساب الأحكام أما جيل الوسط الذين تعلمت على أيديهم مباشرة فمنهم الشيخ الشحات أنور والشيخ محمد الليثي والشيخ السيد متولي عبد العال والشيخ محمد أحمد شبيب والشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي وكنت أجد فيهم الطمأنينة في القراءة والثقة في النفس والاحترام وأول قارئ إذاعي جلست أمامه مستمعا متعلما هو الشيخ محمد الليثي والشيخ السيد متولي عبد العال وكنت أبلغ من العمر الخامسة عشر وأول قارئ إذاعي قرأت بجانبه هو الشيخ محمد أحمد شبيب.
ـ كيف أتت فكرة التحاقك بالإذاعة؟ وكيف تم التنفيذ؟
منذ صغري نشأت على سماع قراء الإذاعة فكنت أتمنى دائما أن أكون واحدا من قراء الإذاعة كهؤلاء الكبار العظماء الذين كنت أستمع إليهم فكنت أنا مصدر فكرة التقديم للإذاعة لما لوجدته من احترام الناس لي وتقديرهم لأدائي وإعجابهم بمستوى أدائي فشجعني ذلك كله على أن أتقدم للإذاعة وكنت ابن السابعة عشر عام 1999م وتقدمت للاختبار عام 2001م مع مجموعة من القراء منهم الشيخ أحمد أبو فيوض والشيخ محمود عوض الله وغيرهم وقد دخلت على لجنة التحكيم فوجدت لهم هيبة كبيرة ووقار لكنني لم أهتز وكنت واثقا من نفسي والحمد لله وكنت مستعدا للاختبار استعدادا جعلني لا أهاب اللجنة رغم أنهم جميعا كانوا عمالقة كالشيخ رزق خليل حبة والشيخ محمود برانق والشيخ محمود أمين طنطاوي ومندوب التليفزيون الأستاذ محمد عبد العزيز وكانت اللجنة برئاسة الدكتوره هاجر سعد الدين وقد اختبرت ثلاث مرات أمام اللجنة حنى أجزت والحمد لله وسبب الإعادة فقط كان على الوقف والابتداء وما عدا ذلك كان منضبطا بفضل الله وقد رزقني ربي بالطمأنينة والثبات واجتزت الاختبار ثم سجلت نصف ساعة ثم خمسة أرباع ثم نصف ساعة.
ـ الجيل الجديد منهم من يستعجل الشهرة فيتخذ وسائل غير شرعية لسرعة الانتشار ولفت الأنظار ما هي تلك الوسائل وماذا تقول لهم؟
من تلك الوسائل الاهتمام بالنغم على حساب الأحكام وسرقة الأنفاس والاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر ويجب أن تكون التلاوة دون الإخلال بالحكم ولقد كنت حريصا من البداية على تحصيل القرآن وقد رفعت القرآن فرفع الله قدري ونيتي كانت الحفاظ على القرآن الكريم كما نزل من عند الله.
ـ ما سفرياتك للخارج؟ وكيف تقيم تلك التجربة؟
سافرت عدة مرات كسفير للقرآن الكريم بدأت بباكستان وانتهيت بتركيا وعلمت في باكستان كيفية تقدير القرآن وأهل القرآن فهم هناك يستقبلون قارئ القرآن الكريم كالفاتح العظيم ويجتمعون بأعداد كبيرة ويستعدون استعدادات قوية جدا للحفلات القرآنية ويستمعون بكل جوارحهم كذلك يقوم الإعلام هناك بدور كبير في نقل التلاوات على الهواء مباشرة والشعب الباكستاني هو أفضل شعوب العالم سماعا للقرآن بعد الشعب المصري ويليه الشعب الإيراني والمجتمع الدولي بشكل عام يقدر القارئ المصري والذي كلما ذهب إلى أي دولة في العالم وجد تقديرا واحتراما ورفعة وأدب جم اوهذا فضل كبير من الله وقد عرض علي في تركيا أن أسجل القرآن الكريم مرتلا لكنني رفضت للخلاف بيننا وبين تركيا وإن كانت خلافات حكومات وليس اختلاف شعوب.
ـ من صاحب الفضل عليك في مشوارك مع القرآن الكريم ؟
جميع مشايخي الذين استفدت منهم لهم فضل كبير علي وأخص منهم جيل الوسط بالإذاعة المصرية والذين تتلمذت على أيديهم كالشيخ الشحات أنور والشيخ محمد الليثي والشيخ محمد أحمد شبيب وغيرهم.