شوارع القاهرة في قبضة "الركين".. والساعة بـ٥ جنيهات

ملفات
طبوغرافي

المهنة سايس. والفعل بلطجي

"تعالي يا باشا اركن هنا”..  "هتتأخر يا باشا ولا راجع علطول".. كلمات نسمعها يوميا بمجرد التفكير في البحث عن مكان لانتظار السيارات، وقائل هذه الكلمات هو السايس أو الركين الذي انتشر في شوارع القاهرة بل وفي حواريها، واستغل حالة الفوضي المرورية وغياب الأمن والرقابة ليفرض بلطجته وإتاوته علي المواطنين رافعاً شعار “الساعة بـ٥ جنيهات والحسابة بتحسب”.. وفي ظل حالة الشلل المروري والازدحام الشديد الذي تعاني منه العاصمة.. يضطر المواطنون للاستسلام والخضوع لمافيا الطريق.


حيث يقول المواطن صبحي علي: إنني مجبر علي ترك سيارتي في الشارع للتخلص من معاناة البحث عن جراج نظرا لقلة عدد الجراجات و ارتفاع أسعار قيمة انتظار الساعة الواحدة بها إلي 5 جنيهات لذلك أفضل أن أركن السيارة في الشارع ولكن  المفاجأة عند عودتي للسيارة أن أجد أحد البلطجية  يطلب مني مبلغا ماليا بحجة أنه قام بحمايتها من السرقة وأضطر أن أدفع المبلغ لتلافي التشاجر معه فمعظمهم مجرمون، وفي نهاية اليوم تصل حصيلة الركن إلي 20 جنيهاً لانني أتنقل من مكان لآخر.

ويضيف أحمد إبراهيم  أنه تعرض لموقف كاد أن يفقد حياته فيه عندما اعترض طريقه أحد البلطجية الذين يطلقون علي أنفسهم أنهم سياس و اشترط  الحصول علي مبلغ 10جنيهات قبل أن أنصرف بالسيارة وعندما رفضت هددني بالضرب وتهشيم زجاج السيارة وحتي لاأعرض حياتي للخطر اضطررت إلي أن أدفع المبلغ

سايس 1
ويري أن انتشار السايس نتيجة لغياب الإدارات المحلية المختصة بتنظيم عمل الجراجات وترخيص وتنظيم عمل السياس بالإضافة إلي غياب الأمن ويقول عبد الراضي محمود صاحب سوبر ماركت بالدقي أنه يعاني كثيرا من هؤلاء البلطجية فهم يستغلون الرصيف أمام المحل وحولوه لجراج  للسيارات وعندما تحدثت مع أحدهم وقلت له أنت تابع للمحليات أم المرور  قال  لي” انا مش تبع حد “وعندما حاولت إقناعه أن هذا المكان ليس ملكا له فهاجمني وحاول الاعتداء علي وهددني في حالة إبلاغ الشرطة سوف أدمر السوبر ماركت.

ويؤكد عبدالله أحمد أنه يضطر يوميا أن يدفع الأتاوة لأحد البلطجية الذي يستغل الرصيف ـمام مقر الشركة التي يعمل بها حفاظا علي السيارة ففي حالة عدم الدفع يهددني قائلا :"ـنا مش مسئول عن اي حاجة تحصل للسيارة".

ويقول اللواء يسري الروبي خبير المرور وعضو هيئة تدريس المرور بأكاديمية الشرطة إن انتشار هذه الظاهرة أمر مرعب لأن هؤلاء البلطجية يستولون علي الشارع ويقتطعون جزءاً منه من أجل أن يتعايش به وهذا البلطجي الذي يدعي أنه سايس لم يحمل رخصة ولو سرق السيارة وهرب لم يتمكن صاحبها من الوصول إليه ولذلك الترخيص مهم جدا لأنه في حالة حدوث أي تلفيات أو عملية سرقة للسيارة يكون  السايس هو المسئول عنها وما يحدث بها كما أنه يتسبب في خطورة بالغة علي الحالة المرورية لأن اقتطاعه جزءاً من الشارع يتسبب في شل الحركة المرورية ويعتبر هذا أسلوب بلطجة فجميعهم غير مرخصين وبالتالي لم تحدد هويتهم فكيف يستأمنهم المواطن ويسلمهم سيارته.

والحل الأمثل لتلك الظاهرة هي أن يقوم كل قسم مرور في دائرته بعمل تراخيص لهؤلاء الأشخاص ويكون لديه ملف لدي رجال الأمن يحتوي علي جميع بياناته وعلي رجال الشرطة أن تقوم بحملات موسعة علي جميع الشوارع ومن يتم ضبطه يزاول المهنة بدون ترخيص يطبق عليه قانون البلطجة.