مؤتمر رؤية لتطوير التعليم في مصر

منوعات
طبوغرافي

كتب/ أحمد الجعبري:

تحت رعاية الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة المصري، أقام المجلس الأعلى للثقافة مؤتمره السنوي الحادي عشر بعنوان " رؤية لتطوير التعليم في مصر" بدار الأوبرا، بحضور العديد من أساتذة التربية بالجامعات المصرية والمؤسسات التربوية، وعلى رأسهم الدكتور محمد عفيفي، أمين عام المجلس، والأستاذ الدكتور علي مدكور- مقرر المؤتمر- والأستاذ الدكتور سعيد على إسماعيل- رئيس المؤتمر، وتناول المؤتمر العديد من القضايا الهامة التي تتعلق بمستقبل العملية التربوية والتعليمية بمصر وأسس النهوض به، وأهم القضايا المجتمعية مثل: تمويل التعليم، الأدوار المتجددة لمعلم اليوم، كليات التربية بين الواقع والمأمول، اللغة العربية وتحديات النهوض، واقع التعليم الفني وكيفية النهوض به، وأقيم المؤتمر على مدي يومين خلال الفترة من 6-7 مايو الحالي..

قضية التعليم قضية أمن قومي من الدرجة الأولى
ويذكر الأستاذ مصطفى فاروق – أمين لجنة التعليم بالمجلس الأعلى للثقافة – أن قضية التعليم اليوم أصبحت أولى قضايا الأمن الوطني وأكثرها خطورة، وأننا إذا ما أردنا الخروج بمصر إلى المأمول إليه من مستقبل يليق بحضارتها العظيمة وبريادتها العلمية والثقافية لا بد من الاعتناء بأمر التعليم والثقافة والاجتهاد الحقيقي لحل كافة المشكلات المتعلقة به، وانطلاقا من هذا فإن المجلس الأعلى للثقافة لا يألو جهدا في النهوض بمستقبل العملية التعليمية.
وقد لقي المؤتمر قبولا كبيرا في أوساط التربويين وكان من بين الحضور أ.د / صابر عبد المنعم وأ.د / نادية جمال الدين - الأستاذ بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، والتي أكدت على أن المستقبل كله معلق بالتعليم، وأن التعليم هو حق واجب ومكفول بالدستور وليس منًّا من أحد ولا فضلا. وأن علينا جميعا أن نقدم التعليم في أبهى صورة ممكنة.
المستقبل كله معلق بالتعليم وهو حق واجب يكفله الدستور
كما عرضت د. جمال الدين، واقع التعليم الفني واصفة إياه " التعليم الفني ابتلي بأن من يدخله هم قليلو التحصيل من المرحلة الإعدادية، وأن نظرة المجتمع لهذا التعليم متدنية للغاية، وأننا من صنعنا هذه المشكلة ولهذا يجب علينا كمجتمع أن نحاول علاجها.
ويضيف الدكتور أحمد عبد العزيز، أستاذ التعليم الفني بجامعة عين شمس، أننا بحاجة إلى رؤية أو بديل ثوري – على حد تعبيره – للخروج بالتعليم الفني من المحنة التي يعاني منها من خلال مجموعة الإجراءات والاستراتيجيات التي يجب على الدولة اتخاذها مثل وضع قوانين لإرغام المؤسسات تدريب خريجي التعليم الفني وتطوير مهاراتهم وتشغيلهم. ومنع سياسة الالتحاق بالتعليم الفني لخريجي التعليم الإعدادي قليلي التحصيل ( متدني المستوى ). ولابد أن تأخذ الدولة في اعتبارها أن هذه التغييرات لا بد أن تكون ثورية قائمة على توفير الحوافز الجيدة مثل إلحاق المتميزين بكليات الهندسة مباشرة أو إعطائهم لقب مهندس أو مساعد مهندس حسب كفاءتهم الفنية.
لا توجد استراتيجية تعليم فني حديثة في مصر والمعلمون بحاجة إلى التدريب
وتضيف الدكتورة زينب خليفة - مدير مركز تطوير التعليم الجامعى بجامعة عين شمس- أن أكبر مشكلات التعليم الفني في مصر عدم وجود علاقة طيبة بين المعلم والطالب، وكذلك عدم وضوح استراتيجية تعليم جدية وحديثة وأن ما يتاح من أساليب تعليم قديمة ولا تليق بالعصر الحديث، وعدم قدرة المعلمين على التكيف مع الثقافات التكنولوجية وحاجتهم الشديدة إلى دورات تأهيلية كثيرة.
ومن جانبها أكدت الأستاذة الدكتورة/ أمينة كاظم (المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي ) أنه يجب الاهتمام بمنظومة التعليم بصورة عامة، وبسياسات القبول بالتعليم العالي بصورة خاصة، وأن معيار القبول الجامعي لا ينبغي أن يظل قائما على الدرجات التحصيلية من الثانوية العامة فقط ( مكتب التنسيق ) بل يجب أن تدرج معايير أخرى لا تقل أهمية مثل المعايير الوجدانية والمهارية اللازمة لكل تخصص.. وأنه يجب على الدولة البدء في تطبيق نظم القبول الحديثة المتبعة في أمريكا وأوربا إيمانا منها بالقدرات المهارية مثل أنظمة sat. act. .

التربية والثقافة وجهان لعملة واحدة
واختتم الأستاذ الدكتور علي مدكور، أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية الدراسات العليا في التربية بجامعة القاهرة فعاليات المؤتمر بالعديد من التوصيات الهامة واللازمة لمستقبل أفضل للتعليم المصري حيث أكد على أننا نريد تعليما وتربية تنبثق من ثقافتنا الإسلامية والأخلاقية تحفظ للأمة هويتها ومكانتها فى الأرض ومنزلتها فى السماء، وأننا لن نحصل على ذلك إلا بالحفاظ على هيبة اللغة العربية وبمواجهة غياب الإرادة الحقيقية للإصلاح اللغوي أمام حركات التغريب والعولمة، وجهلنا الكبير بإشكاليات اللغة.. وسوء الربط لدينا بين تعليم اللغات الأجنبية وأماني الدخول إلى العالم المتحضر.
وأضاف د. مدكور، أن الاستعمار نجح في تهميش اللغة العربية ونحن الآن نسير على خطاه في طريق مخز، ويجب علينا أن نستفيق لنعلم كيف نبعث الحياة في كيان اللغة العربية تنظيرا وتعليما واهتماما.. ونخرج من أزمتنا الحضارية وأن نعالج من الأيدز اللغوي الذي أصابنا.
وأضاف د. مدكور أن التربية والثقافة وجهان لعملة واحدة، وما نريده هو تحقيق الارتباط الكبير بين مؤسسات التربية والمجتمع قائمة على الاستفادة من تجارب الآخرين وليس تقلدهم.
وفي النهاية أكد د. مدكور على ضرورة تبنى قناعات التغيير والتطوير بالمشاركة الشعبية، والانتقال من التخطيط الجزئى إلى التخطيط الكلى. وأن تمويل التعليم يجب أن يكون هما مشتركا بين كافة أطياف الشعب، وأنه لا بد من إنشاء المجلس الوطنى التعليمي ويكون مستقلا تماما عن أى مؤسسات حكومية ويُعين رئيس المجلس من خلال رئيس الجمهورية وتكون الجامعات والمؤسسات التعليمية العالية العامة والأهلية الخاصة خاضعة لسياسته.