كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن

كلمة العدد
طبوغرافي

ياسر على نور

المدير التنفيذى لمؤسسة الفتح الفضائية

yassernour

السلوكيات والأخلاق- أو كما يحلو للبعض أن يسميها بالإتيكيت- هى أساس التعامل بين الناس، وتميز الإنسان المتحضر عن غيره، وهذا نبينا الكريم يؤكد على رقى مكانة صاحب الخلق فيقول: "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا"؛ أخلاقنا كالصدق والأمانة والكرم والإيثار والعدل والصبر والحلم والشجاعة والمروءة والحياء والشكر والوفاء والشورى والتواضع والعفة والعفو والتعاون والرفق والرحمة والبر والرضا والقناعة.

هذه الأخلاق وغيرها اجتمع فى شخص النبى صلى الله عليه وسلم؛ فكان رحيمًا بكل المخلوقات .. أوصى الأنصارى بجمله: "أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إياها؟ فإنه شكا إليَّ أنك تُجيعه وتُدئبه".
ورفيقًا يحب الرفق ويأمر به "ما خُيّر رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ...".
وكان يداعب الأطفال ويلاطفهم، فكان لطفل من الصحابة عصفور يصاحبه دائمًا، فكان إذا رآه النبى الكريم قال له: "يا أبا عمير، ما فعل النغير".

ومع النساء كان كريمًا فقال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
وحتى فى الحرب والقتال تتجلى أخلاقه حين يوصى الجيش: "لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً فانياً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه.. ولا تقطعوا شجرة مثمرة ...".

ولذا استحق أن يكرمه ربه جل شأنه فى كتابه الكريم، فقال {وإنك لعلى خلق عظيم}. وحينما ألّف الكاتب الأمريكي "مايكل هارت" كتابه عن العظماء الذين أثروا فى تاريخ البشرية، وترجمه للعربية "أنيس منصور" أسماه "الخالدون مائة أعظمهم محمد"..

فإذا كانت هذه أخلاق نبينا الكريم، وهو أفضل من نقتدى به {لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة}.. فلماذا توارت أخلاقه فى المجتمع؟ أين الشهامة والمروءة وحب الخير للناس؟ أين مكارم الأخلاق فى البيع والشراء والأخذ والعطاء؟ لماذا لا نكون جديرين بحمل أمانة {كنتم خير أمة أخرجت للناس}؟ لابد من نبذ البذاءة وكل رديء والتمسك بالجمال وكل خلق قويم "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإن الله يبغض الفاحش البذيء".

ولما سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها عن خلق النبي الكريم قالت: "كان خلقه القرآن".. لماذا القرآن؟ لأن فيه ما يصلح شئون الناس دنيا وآخرة.

وأنت- أيها القارئ العزيز- تستطيع أن تجتهد وتنهل من القرآن ومن سيرة نبيك الكريم ما يجعلك تسمو بأخلاقك وسلوكيات فوق كثير من البشر، فالدين المعاملة.