بقلم/ ياسر على نور
المدير التنفيذى لمؤسسة الفتح الفضائية
حضرتُ معرضًا بقصر ثقافة الجيزة أقامته رعاية الطلاب بالأزهر، ورأيت نماذج من أعمال الطلاب على مدار العام، مكرميات وماكيتات لمنزل وحديقة مسجد ورسومات على الورق والقماش والزجاج؛ مما يبرهن على عبقرية هؤلاء الطلاب وموهبتهم الفذة؛ أعمال تحظى بالإعجاب من أول وهلة وتستحق ان يكون لها منفذ توزيع للجمهور.. وهنا جاءت الفكرة لماذا لا يتدرب الطالب على الكسب من عمل يده والكف عن طلب المصروف من أبويه، فهناك بعض الأسر قد تضطرهم الظروف إلى عمل الأبناء بجوار المذاكرة ليواصلوا مسيرة الحياة، وتضاف إلى مسئولياتهم أعباء جديدة لم تكن فى الحسبان.
ولكننا هنا نريد التأكيد على الصورة المشرقة التى رسمها الطلاب، فبدلا من أن يحرقوا أوقات الفراغ داخل المدرسة وخارجها يتم توجيههم لأداء أعمال مفيدة تعود على الجميع بالخير وشغل الوقت والذهن بما يفيد؛ فمثلاً: إذا دربنا أبناءنا فى المدارس والمعاهد على عدد من الصناعات الغذائية البسيطة أو صناعة المنظفات أو صيانة الأجهزة المنزلية مع توفير عوامل الأمان والاحتراز من المخاطر؛ يتدرب فى المدرسة وينتج، وتتولى المدرسة تسليم المنتجات لمنافذ توزيع مركزية، ويحصل الطالب المنتج على نسبة من الأرباح.
هذا فضلاً عن المدارس الفنية التى تعنى أصلاً بهذا الإنتاج؛ فماذا لو كان مشروع التخرج فى إحدى المدارس الفنية الزراعية إنتاج عدد من أطنان الجبن والمربى والعصائر الطبيعية ، والفنية الصناعية تقدم قطع الأثاث وحجرات نوم وغير ذلك.. كل هذا يتطلب التدريب الجيد وتوفير المواد الخام للطلاب من الإدارة أو بمساهمة مؤسسات المجتمع المدني، ومداومة الطلبة على العمل واكتساب مهارات جديدة كل يوم بدلا من الزوغان وقضاء الوقت فيما يضر ولا يفيد جسديًا أو فكريًا؛ كالانزلاق فى هاوية الإدمان أو اعتناق أفكار هدامة.عندما تصبح المدرسة مؤسسة إنتاجية.. نوفر للمجتمع سلعًا وخدمات عديدة بأسعار تنافسية، ونؤهل الطلاب لسوق العمل، إضافة إلى مهمتها الأسية فى التربية والتعليم.. حينئذ تصبح المرسة مؤثرة فى المجتمع، وتساهم فى دفعم عجلة التنمية إلى الأمام.
مدارسنا مؤسسات إنتاجية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة