بائع العرقسوس..."الرزق يحب الخفية"

تجد بائع العرقسوس في شوارع الأحياء الشعبية يتجول في ليالي الشهر المعظم، يحملُ إبريق زجاجي أو نحاسي، صنع بموصفات معينة لتحافظ على برودة العرقسوس، ويحمله بحزام جلد كبير، ويمسك بيده صاجين من النحاس، يعزف بها موسيقى تتماشى مع صوته المجلجل: شفا وخمير يا عرقسوس وبارد وخمير وتهنى يا عطشان، فيقدم عليه محبى العرقسوس والعطشى، فيقدم لهم ما يروى عطشهم مقابل مبلغ بسيط من المال.

وفي رمضان، شهر الخير والخيرات تظهر بعض الحرف الموسمية ومنها بائع العرقسوس، الذى يعد شهر الصيف وشهر رمضان موسم الرزق، فيروى بائع العرقسوس عطش المواطنين مقابل مبلغ بسيط من المال ومع التطور ظهرت العربات التي خففت عن بائعي العرقسوس مشقة حمل الإبريق.

ومهنة بائع العرقسوس موجودة في مصر منذ القدم، فيرجع تاريخ العرقسوس إلى أكثر من 5000 عام، حيث تؤكد بعض كتب التاريخ أنه تم العثور على بذور العرقسوس في مقبرة الملك توت عنخ آمون، وهذا يؤكد صحة ما تركه الأطباء المصريون القدماء في أوراق البردى حيث كانوا يخلطون العرقسوس في الأدوية المرة، لإخفاء طعم مرارتها وأيضا كانوا يعالجون به أمراض الكبد والأمعاء، والربو والسعال والعطش الشديد، وكان يُعد العرقسوس شرابًا ملكيًا، وانتشر في العصر الفاطمي، حتى أصبح مشروب العامة من الناس، وخصوصًا في شهر رمضان، وعرفه العرب واستخدموه وهذا مثبت فى المراجع العربية القديمة، وكانوا يستخدمونه كعلاج في حالات القيء والتهيج المعدي والأمعاء.

ومشروع العرقسوس يحتاج شاب قوى، وعربة أو الإبريق النحاسي ومكونات العرقسوس: ربع كوب عرقسوس ربع كوب ماء للعجن، نصف معلقة كربونات.

طريقة التحضير: يوضع العرقسوس في إناء مناسب يضاف كل من مقدار الكربونات وربع كوب الماء، يقلب السائل ويخلط جيدًا، يوضع في مكان دافي في الشمس أو في فرن البوتاجاز لمدة ستين دقيقة يتم وضع كمية مناسبة من الماء والتي تقدر بحوالي ثلاثة لترات من الماء ويترك فترة ثم يتم تصفيته يتم إضافة ماء بالمصفاة لغسله جيدًا ثم يترك فترة إلى أن تترسب الرواسب غير المرغوب فيها في الأسفل يتم تفريغ العرقسوس في إناء آخر مع التأكد من ترك الرواسب بالإناء الأول ويمكن تكرار هذه الخطوة مرة أخرى للتأكد من عدم وجود رواسب أخرى، العرقسوس الضيف الذى لا يفارق موائد الصائمين في شهر رمضان

ولعل أبرز فوائد العرقسوس: حماية الكبدأ فقد أظهرت الدراسات حول أثر العرقسوس علي الكبد، يحتوي العرقسوس علي عناصر فعالة في علاج اضطرابات الكبد والتخلص من السموم وتنظيم عمل الكبد،

وعلاج اضطرابات المعدة، حيث يحتوي العرقسوس علي حمض glycyrrhizic والذي يحمي الجسم من نمو البكتريا وعلاج عسر الهضم،

وعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، علاج تصلب الشرايين، علاج إضطرابات الجهاز التنفسي، التخلص من السموم،

علاج تكيس المبايض عند النساء، العناية بالبشرة، علاج إلتهابات الكبد،

علاج القرحة المعدية، العناية بالشعر، الاكتئاب، صحة الأسنان، الاضطرابات العصبية، مفيد لصحة القلب والأوعية الدموية. وغيرها