فى الوقت الذى انشغل فيه أهالى أسوان بلملمة جثث ضحاياهم المتناثرة لنقلهم إلى مثواهم الأخير، كان سماسرة السلاح فى صعيد مصر أكثر انشغالا بفتح ممرات جديدة لبيع الأسلحة الثقيلة، واستغلال عجلة الدم الثأرى التى دارت بين قبيلتى “الهلايل” و”الدابودية”.
ويكشف أحد المقربين من تجار السلاح: أن السلاح يدخل الصعيد من اتجاهين اثنين الأول من ليبيا ويدخل من
الطرق والدروب الصحراوية حتى المنيا، ثم يكمل طريقه بمحافظات الصعيد تباعًا، والثانى يأتى من السودان
وهذا يكون الأسهل من وجهة نظره، وكما ترى السلاح فى أيدى الصغار قبل الكبار؛ لكى يتمتعوا بالأمن الضائع
من وجهة نظره، ويكمل عند وقوع اشتباكات بين عائلتين أو قبيلتين؛ فإننا نجد أكثر من تاجر دخلوا فى آن واحد
لتقديم أفضل الأسعار، وخدمات التوصيل التى تفتح طرق إمدادات جديدة للطرفين بكل أنواع الأسلحة مثل ما
يحدث فى أسوان بين الهلايل والنوبيين، أو ما يحدث بين السحالوة والمخالفة شمال قنا أو داخل قرية
السمطا، أو فى شمال سوهاج كلها أماكن بيع ورواج بالنسبة لنا والطلب فيها لا يتوقف بخلاف حركة البيع
العادية ويقول محمد الدرويش، من سوهاج إن السلاح أصبح مثل العصا يحمله معظم أبناء قرى المحافظة
لدرجة أن هناك أشخاصًا ينامون فى العراء، ويحتاج أولادهم لاستكمال بناء منازلهم للمحافظة على حياتهم من
برد الشتاء القارص أو حرارة الشمس الحارقة فى الصيف بيع الجاموسة أو البقرة التى يمتلكها رب الأسرة،
ولكنه يفضل شراء قطعة سلاح مفضلا التباهى والتواجد مع كبار العائلة؛ ليكون رأسه برءوسهم بدلا من توفير
الأمن والأمان لأبنائه.
ويوضح أن السلاح بالنسبة للرجل الصعيدى يمثل القوة والأمن والأمان له ولعائلته .
تجار السلاح.. كلمة السر فى مذابح الصعايدة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة