وزير التعليم: مواجهة الفكر لن يكون بحرق الكتب

الشارع المصري
طبوغرافي

شهدت مدارس فضل الحديثة الخاصة بالجيزة حدثًا يعتبر الأول من نوعه؛ حيث قامت السيدة بثينة كشك، وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، بحرق 73 كتابًا داخل فناء المدرسة، منها كتاب منهاج المسلم ، ودور المرأة ومكانتها عبر التاريخ، وكتاب عن بديع الزمان سعيد النورسي... إلخ، واستندت إلى أن هذه الكتب ليست في قائمة الكتب التى أقرتها وزارة التربية والتعليم، وأنها تدعو إلى العنف والتطرف.. وأفادت التعليمات الأمنية تقضي بإعدام الكتب الخارجة عن المألوف، وليس فرمها فقط، ومن هنا كان اللجوء لحرق الكتب المضبوطة بعد التأكد من مخالفة مضمونها لمبادئ الإسلام المعتدل"، مشيرًا إلى أن "الهدف الأساسي من حرق الكتب داخل المدرسة هو إثبات ضبطها ولتكون عبرة لأي أفكار متطرفة"..
وقد شكلت وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة لجنة برئاسة طارق حسين الخضر، مدير عام إدارة الهرم، وعضوية كل من فاطمة يحيى محمود، مدير متابعة فنية بالمديرية، وعفاف أبوبكر عثمان، من الشؤون قانونية بالمديرية، وآلاء أبوزيد عبدالعال، من التوجيه المالي، ومحمود محمد محمود من أمن المديرية.
وأكدت أن إحراق الكتب تم تحت إشراف اللجنة، وعلى أنغام الأغاني الوطنية مثل: "يا أغلى اسم في الوجود، والنشيد الوطني، وتحيا مصر"، مع رفع الأعلام المصرية.
ومن جهته أعلن الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم، رفضه التام لواقعة حرق الكتب بمدرسة فضل الحديثة الخاصة بالجيزة، والتى قامت بها مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة داخل فناء المدرسة.
وقرر الوزير إحالة الدكتورة بثينة كشك مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، ومعها مدير عام إدارة الهرم التعليمية، وجميع المسئولين الذين شاركوا فى الواقعة داخل فناء المدرسة إلى التحقيق، مؤكدا أن محاربة الفكر المتطرف لن تكون أبدا بحرق الكتب، وإنما بأسلوب تربوى يستهدف تربية النشء على نبذ العنف والتطرف والإرهاب.
وحول تصريحات الوزير قال بثينة كشك: "أحترم كلام الوزير، لكن الأمن كان لديه علم بالحرق، وهو من أعطانا التعليمات"! وكان غلاف الكتاب حاجة ومضمونه حاجة تانية خالص"، وكلها تضم دروسًا تحرض على العنف والتطرف".
بينما رأت وزارة الثقافة أن هذا المشهد يعيد إلينا مرة أخرى مشهد حرق كتب ابن رشد في الأندلس بدعوى أنها تحرض على الزندقة، ولكن احترقت كتبه في الأندلس وانطلقت بها أوروبا من ظلمات العصور الوسطى إلى عصر النهضة التي أضاءت الحضارة الأوروبية الغربية بنور العلوم والثقافة والفنون وأحدثت طفرة في تاريخ الإنسانية على طريق التقدم والتطور والاستنارة.
وقال بيان الوزارة إن من ضمن الكتب التي احترقت في مشهد عبثي كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق، وهو كتاب مهم لأي مثقف عربي مسلم قدم فيها الشيخ علي عبد الرازق رؤيته في مقولات وأطروحات حول قضية خلافية مهمة وهي "الحكم في الدولة الإسلامية"، فكيف يكون كتابًا مثل هذا يدعو للتطرف والإرهاب، وكذلك كتاب عثمان أمين عن التنويري جمال الدين الأفغاني، وقائمة الحرق طويلة ما بين كتب عن المرأة وكتب عن الإدمان والمخدرات وغيرها.

 

alfat7-21yy-3_4