الوشم..ظاهرة تنتشر بين شبابنا كالنار فى الهشيم
تنتشر ظاهرة الوشم هذه الأيام فى أوساط الشباب كالنار فى الهشيم.. والوشم على أى جزء من جسد الإنسان ظاهرة غير حضارية رغم قدمها فى التاريخ وهى شكل من أشكال التمثيل بالجسد التى حرمها الدين الإسلامى الحنيف مهما كان نوع هذا الوشم سواء كان علامة أو رسماً أو عبارة مكتوبة .. “
تقول د. نوال سليمان استاذ علم الاجتماع بجامعة الازهر أن ظاهرة الوشم التى راجت فى أوساط المجتمعات المسلمة وأصبحت تجارة رائدة بين الشباب والفتيات وربما طالت غيرهم صعوداً أو نزولاً لا تعرف خلقاً ولا ديناً.
وقالت : أن “الله لعن الله الواشمة والمستوشمة “، فقد كانت النساء فى الجاهلية يتزين لأزواجهن بهذا الفعل فجاء الإسلام ليحرمه وتحريمه لما يجره من أضرار وخيمة على جسم الإنسان والمسلم مطلوب منه أن يحافظ على صحته ، والضرر الصحى يؤكده الطب الحديث فهو سبيل للإصابة بأمراض كثيرة منها سرطان الجلد والصدفية والحساسية والالتهاب والتسمم وغيرها من الأمراض. ويظهره تحريمه من حيث الاعتداء على هذا الجسد فلا يجوز لأى مسلم أن يعتدى على جسده فيمثل به هذه الصور المرسومة فإن جسد الإنسان ليس ملكاً له، فهو يدخل فى حكم التغيير الذى نهى الله تعالى عنه فى محكم كتابه فقال: “وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا”.
ومع هذا كله فإن هذا الفعل يمنع من فعل العبادة الصلاة إذا الدم نجس لانحباسه تحت الجلد بفعل الغرز والحشو، لذلك يؤمر المصلى بإزالته إلا أن يشق عليه ذلك مع التوبة الصادقة النصوح إلى الله عز وجل.
فعلى الإنسان المسلم أن يدرك الأحكام الشرعية ولا يأخذن به الهوى فيتقلب ذات اليمن وذات الشمال بين أحضان التبعية العمياء كما يفعل كثير من شباب الإسلام حيث ساروا على صرعة التبعية يقلدون كل ناعق فيها فهذا أحد نجوم الكرة كما حدا لهم أن يسموه وضع على يديه أو رجليه أو صدره صورة نسر أو فأر أو بقرة أو حمار فجمع كل أشكال الحيوانات فى جسده فجاء هذا المسكين فنحت كل أنواع الخسار مثله وجعله سمعه وبصره بل وصل الأمر بشباب الإسلام أن قلدوا كل مغن ومغنية وراقص وراقصة وجعلوهم القدوة التى لا تضاهى والشرف الذى لا يسامى، وإذا ذكر بآيات الله لا يذكرون، فمتى تعود هذه النفس الإنسانية إلى أصل الفطرة السوية وإلى ميدان الشرع الحنيف فتضبط سلوكها وطبائعها وتكون لديها القدرة على التسامى عن سفاسف الأمور فيعلموا تمام العلم أن الإسلام ما حرم عليهم إلا ما علم أنه يزيغ به عن الصراط المستقيم ويوقعهم فى الشرور والآثام.
يؤكد استشارى الأمراض النفسية و العصبية د. محمد عبد الكريم أن الوشم نوع من أنواع الاختلاق النفسى التعبيرى عن الهوية الشخصية للفرد فهو يعكس مكنونات شخصيته ( من أنا ، وما هى شخصيتى ، وما هى رغباتى ، وأهدافى ، وفلسفة حياتى ...!!! ) هكذا هو النمط الفكرى للذين يقدمون على الوشم ، أنها ظاهرة ناجمة عن اختلال قدرة الفرد على التعبير السلوكى او الفكرى او العاطفى عن حياته النفسية ، ومما لا شك فيه انه نوع من الإزاحة للكبت النفسي، او إسقاط لمعاناة نفسية على الجسد. يعطى الفرد الإحساس بالقوة وارصان الذات ، أى أن الجزء الأكبر من حياته وشخصيته يراه من خلال هذا الوشم ويرى أن الناس سوف يفهمونهُ من خلال ذلك فلا يخجل بل يعتبر إظهاره فى مناطق بارزة من جسمه ( مثل الذراع ، او الأيدى ، او الكتف ) إشباعاً لرغباته النفسية كما يشعر من خلال منظوره لذاته . وهناك فئة قليلة تقوم بذلك كنوع من إيذاء الذات ، خاصة إذا استُخدمت مواد سامة وفى مناطق متعددة، وهذا النوع من الاضطراب جزءا من الاضطراب فى الشخصية فالأشخاص اللذين يكثرون من الوشم فى جسدهم ذوى اضطرابات شخصية تحتوى الشعور بالعظمة ( البرانويا )، الناجم عن الشعور بالدونية ،وحب لفت الانتباه ، وتدنى النضوج العاطفى والفكرى والسلوكى ، وان كثيرا من هؤلاء ذوى سلوك غير سوى وأصحاب سلوكيات منحرفة ، كالاعتياد الكحولى او المخدرات وسلوكيات جُرميه متنوعة، ويتسمون بقلة الشعور بالمسؤولية واحترام الأعراف والتقاليد الاجتماعية ، إنهم يرون أنفسهم أحرارا.
ويقول احد الباحثين إن معظم الأشخاص الذين يوشمون أنفسهم يبحثون عن رضى نفسى مؤقت ولفترة قصيرة ، للتعبير عن الذات فى أوقات عاطفية غير طبيعية ،سواء كانت مفرحة او مكدرة ، وهم بنفس الوقت لا يفكرون بالعواقب السلبية لهذه الاوشام على المدى البعيد ، (كالوصمة ، والنظرة السلبية الازدرائية من المحيطين تجاههم وعراقيل حصولهم على العمل)
الوشم..ظاهرة تنتشر بين شبابنا كالنار فى الهشيم
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة