لماذا يلحد الناس؟..
فى زمن تطورت فيه وسائل الاتصالات والمعرفة والحصول على المعلومات، بل تطور العلم وكلما تطور أكد وجود الخالق لهذا الكون.. وأكد أنه لا يمكن أن يقوم هذا الكون دون وجود صانع مسير له.
هذا السؤال حاول العلماء والمفكرون الإجابة عليه خاصة بعد أن أصبح الملحدون فى مصر ينتظمون فى ائتلافات، ويجاهرون بذلك ويدعون لإلحادهم.
الدكتور الأحمدى أبو النور - وزير الأوقاف الأسبق -يفسر ظهور حالات الإلحاد بأسباب متعددة منها ضعف التعليم وكذلك ضعف التربية الدينية والثقافة الإيمانية.. بالإضافة إلى انشغال الأسرةبلقمة العيش وإهمالها أبنائها، وهى تتصور أن أبناءها فى مأمن من السقوط فى مثل هذه المستنقعات الفكرية.
ويقول: إن ظهور مثل هذه الحالات بشكل منظم وفى اتحادات وائتلافات، يؤكد وجود من يسعى لنشر الإلحاد فى مجتمعاتنا من خلال تنظيمات ممولة من الخارج، وقد شكا كثيرون من أشخاص يتصلون بالبسطاء ويناقشونهم فى الإيمان ويشككونهم فى الدين.
وأضاف: أن الإعلام يلعب دورا سلبيًا فى تقوية الانتماء للوطن بسبب ما يعج به من انحرافات فكرية، وإلباس الحق بالباطل؛ كذلك الإغراءات المادية لكل من ينحرف عن الالتزام بالفضيلة، فهناك برامج تغرى بملايين الجنيهات كلها ضد القيم.
وعن العلاج أكد الدكتور الأحمدى أبو النور، أنه يبدأ من الجامعة لأن حالات الإلحاد تظهر أول ما تظهر فى سن الجامعة حيث يواجه الشباب بثقافات متنوعة ومتغيرة فى مجتمع الجامعة المفتوح.. إلا أن الشباب الذين ينالون جرعة جيدة من الثقافة الدينية القائمة على المنطق والحوار والإ قناع فى فترة ما قبل الجامعة يقابلون مثل هذه الدعوات بسخرية.. ومن المؤكد أن للمسجد دورًا بشرط وجود داعية مسلح بالعلم والحجة والمعلومات ويؤمن بالحوار ومن خلال دورات تدريبية تعده الإعداد الجيد لتوجيه الجمهور، وكذلك مواجهة الانحرافات الفكرية.. فإذا عرفنا أن الشباب تنفر من التشدد لأنه لا يتفق مع الفطرة التى تتفق مع قواعد الإسلام الحقة ووسطيته الواضحة.. والتى دعا إليها القرآن فى كثير من المواطن يقول تعالي: “وكذلك جعلناكم أمة وسطا” وقوله: “وبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” فالرسول الذى أرسل وسطى لين القلب رحيم، والدستور الذى حمله وهو القرآن دستور وسطى يرفض المغالاة، ومع ذلك نجد دعاة متشددين، وبالتالى يصبحون من عوامل النفور وليس من عوامل الجذب.. كذلك فإن الدولة عليها أن تشعر بالخطر تجاه ما يحدث وعليها أن تساعد كل الأجهزة لتوعية هؤلاء الشباب.
قال الدكتور حامد طاهر - نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق -إن دعاوى الإلحاد غالبًا ما تظهر فى الغرب، وتتبناها جماعات غير متوازنة عقليا ونفسيا، والواقع أن الإلحاد عبارة عن الفراغ: الفراغ الداخلى للإنسان لأنه لا يمكن تصور وجوده وبقائه بدون الله الخالق، والذى نزلت كل الأديان السماوية لتؤكد وجوده وقدرته التى تحتوى السماوات والأرض.
وقال د. طاهر، إن من أولى مبادئ العقل أن يفكر فى وجود الله.. وأن يخضع لمشيئته تعالي.. فهو الذى خلق الإنسان من عدم.. وهو الذى يحفظ عليه وجوده كما أنه هو الذى يرزقه ويحفظه من المصائب التى تقع له.. والإنسان لا يشعر بذلك إلا عند حلول الموت.. فعندما يقترب الموت من الإنسان يحس بأنه فى رحمة الله.. وأنه هو الذى سيقبض روحه لينتقل به إلى الحياة الأخري.. وكل الأديان أكدت ذلك.
وأشار د. حامد طاهر، إلى أن الذى يخرج عن هذا الإطار هو الشخص الذى افتقد عقله وصار فى اتجاه مخالف للإنسانية كلها.
أما الدكتور السيد السيلى - الأستاذ بجامعة الأزهر - يقول: إن المناخ الموجود حاليا يجعل الناس تكره الدين. ويجعل كل متدين متطرفًا فالإيمان أصبح تطرفا والإلحاد فخرا.. وهذا عار على الجميع فمعظم الشباب ينجرف بعيدا عن الدين لمواءمة التيار المعاكس، وكلها عوامل مؤثرة تجعل الشباب يسير فى الطريق غير الصحيح.
ووصف الدكتور السيلى طريقة الخطاب الدينى الحالية بأنها لا تسمن ولا تغنى من جوع؛ لأنها تفتقد الأسس التى أمرنا الله أن نتبعها فى الدعوة إليه حيث يقول: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن” فالدعوة لا بد أن تكون بالحكمة أى بالعلم والموعظة الحسنة من ناحية الأسلوب أما الجدال فهو فى حالة المناظرة والحوار بين مختلفين فى العقيدة؛ فيكون بذلك بالتمكن من أدوات المناظرة والإيمان بالاختلاف والرضا بقدر الله أى لا يحاول إكراه الآخر على رأيه لأن الاختلاف مشيئة إلهية.
وقال د.السيلي: إن الإسلام عظيم يحتاج إلى ثوب نظيف، ولكن بعض الدعاة يقدمونه فى ثوب خرب مما جعل الدين فى نظر الناس لا يعظم كما ينبغي.
حالات الإلحاد تظهر فى مجتمع الجامعة المفتوح..
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة