أعرب المُعلِّمون عن حزنهم الشديد مما آلت إليه صورة العلاقة بين المعلم وتلميذه. بعد أن كانت علاقة القدوة والمثل الأعلي. صارت علاقات غير سوية بعد أن غطَّاها دخان الشيشة والسجائر. وحاجة المعلم لأموال الدروس الخصوصية التى يبذل فيها كل جهده ويحرم الفصل من أى نشاط!
تشير إكرام هلال- معلم خبير بوزارة التربية والتعليم. مدرب تنمية بشرية- إلى أن العلاقة القائمة بين المعلم والطالب تقوم على الكثير من الأسس والتى تعتمد من وجهة نظرى اعتمادا كليا على المعلم أولا. ثم المجتمع ثم الطالب. فعندما يكون المعلم قدوة للطالب فى كل شئ بغض النظر عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية وأن ينظر لذلك الطالب على أنه ثروة لابد من الحفاظ عليها بل تنميتها ودفعها للأمام حتى يخرّج للمجتمع جيلا صالحا نافعاً.
تضيف إكرام: هذه لابد أن تكون رسالة كل معلم ومعلمة. وعندها سوف يشعر الطالب بمدى أهميته ومدى حرص معلمه على الاهتمام به. ثم يأتى بعد ذلك دور المجتمع فى إبراز صورة جيدة للمعلم من خلال وسائل الإعلام المختلفة واحترام مهنة المعلم لأنها خير المهن. بل على رأسها جميعا لأنها أساس كل المهن. فلابد من دعم المعلم من الدولة أدبياً واجتماعيا بل مادياً أيضا بقدر المستطاع لأن التعليم قضية أمن قومى وهو قناة خدمية وليست استهلاكية وتنفى سعاد باهي- مديرة مدرسة الشيخ غريب جلال الإعدادية الثانوية ببركة الحاج. بالمرج التعليمية- وجود علاقة بين المدرس والطالب كالزمن السابق. حيث كانت حياة المُدرِّس مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمدرسة. ولم تكن هناك كثافة فى الفصول أو دروس خصوصية. فضلا عن اهتمام البيت بمتابعة العملية التعليمية مع المدرسة فى السابق ولم تكن هناك أجهزة حديثة تلهى الطلبة عن التعلم. فكان الاعتماد على المذاكرة وليس المُذكِّرة التى حلّت مكان المدرّس. بجانب النت الذى أغنى الطلبة عن الحضور إلى المدرسة.
تضيف سعاد باهي: كنا فى السابق نحفظ أسماء الطلبة رباعيا. فكان الارتباط شبه عائلي. نعرف حياة الطالب ومشكلاته. بعكس اليوم فقد انقطعت الصلة بل انحرفت بعد أن صار المُدرِّس “يهزَّر” مع الطلبة ففقد بذلك الاحترام والهيبة.
يقول عبد الرحمن أيمن صابر- مدرسة ابن خلدون الثانوية بنين- مرجعا السبب فى ضياع هيبة المدرس عند الطالب الى الخطأ فى التربية لأن الآباء يتحمّلون المسئولية كاملة عند عدم احترام المعلم. وعندما يستهزئ الآباء بالمعلم أمام الطالب يهز صورة المعلم عند الطالب كثيرا وأن المدرسة- تعطى الطالب حقه لكى يعطيها حقها. وأن معظم المدارس تضغط على المعلمين من اجل الطالب وتقف فى صفه ضد المعلم. وكذلك مسألة الدروس الخصوصية. فكيف يحترم الطالب المدرّسة أو المدرس وهو يأتى الى بيته ويمد يده ليأخذ الأجرة فى نهاية الحصة والمدرس يتحمل مضايقات من الطلاب مقابل المال. وهذا يشجع الطالب على الاستهزاء به.
مدرسون يتحملون سخافات الطلاب هيبة المعلم.. ضاعت
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة