مفاجأة : غالبية المصريين لايعرفون شيئاً عن التاريخ الهجرى

الشارع المصري
طبوغرافي

علماء : رأس السنة الهجرية من أيام الله على المسلمين إحياؤه والتذكير به

كشف العام الهجري الجديد “1436 “عن جهل عدد كبير من المصريين برقم هذا العام ، فقد وجهنا سؤالاً لمجموعة من المواطنين، مفاده: “العام الهجري الجديد .. كام”وكانت المفاجأة أنه لم يعرف التاريخ الحقيقى غير اثنين من المواطنين اللذين قالا إن التاريخ الصحيح هو 1436 هجرية، أما باقى المواطنين اختلفت آراؤهم بين “لأ والله معرفش.. و1439، و1446”، وهو ما يشكف عدم الإلمام ببعض الأمور الدينية العامة بين المصريين، الذين اختلفت أعمارهم واتفقوا فى جهلهم بالتاريخ الهجرى الصحيح.

وتبين أن نسبة كبيرة من جامعة القاهرة لا يعرفون تاريخ العام الهجري الجديد، حيث قال بعضهم أن العام الجديد هو العام 1425، فيما قال آخرون بأنه 1430، بينما أجابت قلة قليلة من الشباب الجامعي بإجابات صحيحة مفادها أن عامنا الهجرى الجديد هو 1432، وكان أغلب هؤلاء من الملتزمين دينيا.

يقول محمد عبد الرحمن 21 سنة، أن سبب عدم معرفته بالتاريخ الهجري رغم كونه مسلما انه لا يجد التناول الاعلامي الذي يستحقه الاحتفال بالعام الهجري الجديد، خاصة وان وسائل الاعلام اعتادت الاهتمام اكثر برأس السنة الميلادية كما أن المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية تتعامل أغلبها بل جميعها بالتاريخ الميلادي.

فيما اتهمت فاطمة عبد الحي 24 سنة وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم الجامعي بأنها المسئولة عن غياب توعية الطلاب والشباب بتاريخهم الهجري خاصة في ظل العمل بالتاريخ الميلادي فى المدارس والجامعات، لافتة الى ان المدارس المصرية لا تهتم بالجانب الديني كما انها لا تقوم بتدريس الدروس المستفادة من هجرة النبي للطلاب، الامر الذى ادى الى غياب التوعية الدينية وفقدان الهوية الاسلامية والتاريخية.

كما تساءل عبد المنعم شعبان لماذا لا يتم العمل بالتقويم الهجري مثلما تفعل السعودية فى وثائقها الرسمية وفي التعليم العام والجامعي، وما هو الحكمة من اتباع الغرب في العمل بالتقومي الميلادي رغم اختلاف ثقافتنا عن ثقافتهم، مضيفا ان المسلمين يجب أن يفتخروا بتراثهم ويعملوا على احيائه من خلال الالتزام به وتدريسه للطلاب والاستفادة منه، وليس الإكتفاء بأن نحتفل به عن طريق اجازة رسمية في هذا اليوم واحتفال وزارة الاوقاف فقط.

ذكرهم بأيام الله
الداعية الشاب مصطفى حسني يعلق على هذه النتيجة ملقياً باللائمة على وسائل الاعلام، وتقصيرها فى نشر الثقافة الإسلامية، واحياء علوم الأمة، وابراز سير الصحابة العطرة ونساء المؤمنين والصحابيات الجليلات الذين قدموا للاسلام أرواحهم حتى يصل للعالمين.

وتساءل: كيف لا ندرس تاريخنا كمسلمين على مدار العصور ولكل الأجيال حتى لا تحدث أمثال هذه السقطات، وكيف لا ننشئ هيئة علمية بحثية ترشدنا لسبل الاستفادة من تاريخ أعلام المسلمين في العلوم والتربية والتاريخ والتدوين، فصحابة رسول الله كان موسوعات علمية شرعية، قادوا العالم فى عصرهم؟!

ومن جانبه طالب الدكتور محمد الشوبري المدرس المساعد بكلية دار العلوم الحكومة بالعمل على احياء تاريخ الأمة الإسلامية والتركيز على ابراز الجانب الثقافي للأمة من خلال تاريخها والدروس المستفادة من ثقافة الامة الاسلامية وحضارتها، لافتا إلى قول الله تعالى “وذكرهم بأيام الله” مؤكدا أن رأس السنة الهجرية هو يوم من أيام الله يجب على المسلمين احياؤه والتذكير به والاحتفال به بما يناسب الشريعة الاسلامية ويعين المسلمين على الاستفادة من تاريخهم.

لمعلوماتك
التقويم الهجري أو التقويم الإسلامي هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر، ويستخدمه المسلمون في كل مكان خصوصاً في تحديد المناسبات الدينية، وقد أنشأه سيدنا عمر بن الخطاب وجعل هجرة الرسول من مكة إلى المدينة في 16 يوليو عام 622 مرجعاً لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري.
وعلى الرغم من أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية، وتتخذ بعض البلدان العربية مثل السعودية التقويم الهجري كتقويم رسمي لتوثيق المكاتبات الرسمية بين دوائر الدولة الرسمية إلاّ أن عامّة الشعوب العربية تتعامل بالتقويم الميلادي.

ويتكون التقويم الهجري من 12 شهر قمري أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوم تقريباً، بالتحديد 354.367056 يوم، والشهر في التقويم الهجري إما أن يكون 29 أو 30 يوماً (لأن دروة القمر الظاهرية تساوي 29.530588 يوم). وبما أن هناك فارق 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري فإن التقويمان لا يتزامنان مما يجعل التحويل بين التقوميين أكثر صعوبة.