أن معدلات الجرائم والخلافات الأسرية تزداد رغم عدم أهمية أسبابها، والتى غالبا ما تدور حول توفير ميزانية ملابس العيد للأبناء ومتطلبات الزوجة الخاصة بخلاف تكاليف (كعك العيد)، وما إلى ذلك.
وعلى الزوجة أن تعى جيدًا خطورة تلك الخلافات الأسرية وتجنب أسرتها التعرض لها، ويمكنها بشيء من التدبير والاقتصاد ومراعاة إمكاناتها المادية أن تجعل هذا الشهر يمر بسلام، فمن غير المعقول أن يكون معدل إنفاق الأسرة المصرية فى الثلث الأخير من شهر رمضان أضعاف ما تنفقه فى الشهر كله، فالمفروض أن يكون رمضان فرصة للإقلاع عن السلوكيات الخاطئة، وأن تدرك ربة البيت أن الاحتفال بشهر رمضان والإحساس بالفرحة بحلوله لا يكون بتلك المظاهر الكاذبة، ولكن يكون بتلاوة القرآن الكريم ومراعاة صلة الرحم والمواظبة على أداء الفرائض والإكثار من النوافل، والدعاء وإمساك اللسان إلا عن قول الخير، وبشاشة الوجه ومساعدة المحتاجين واليتامي.
والمفترض أن تقل معدلات الاستهلاك والإنفاق خلال هذا الشهر الكريم، ولكن ما يحدث عكس ذلك تمامًا، وهذا هو ما أكدته الدكتورة إجلال حلمى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس حيث تقول: خلال شهر رمضان تزداد مطالب الزوجة، وكثيرًا ما تكون فوق طاقة زوجها المادية، ومن هنا يفتح باب الشقاق والخلاف وهذا يرجع أساسًا إلى البعد عن تعاليم ومبادئ الإسلام الذى يحث على الاعتدال وعدم الإسراف.
وتضيف د. إجلال: على الزوجة أن تحكم عقلها، فمن غايات الصيام تدريب النفس على الصبر فلا تغضب إذا عجز زوجها عن تلبية مطالبها وتحول بيتها إلى مكان للنكد والهم والخلاف، وأن تحذر من الغضب ومن كل ما من شأنه أن يقلل من أجر صيامها، ويبعدها عن السلوك الإسلامى الصحيح.
ومن الخطأ أن تقوم الخلافات الأسرية من أجل الحرص على عادات وتقاليد توارثناها جيلا عن جيل ولا علاقة لها بالدين، بل إنها تؤدى للشقاق والخصومات، وذلك يتنافى مع الحكمة لما حدث أى خلاف أسري،
الدكتورة عبلة الكحلاوى، الأستاذ بجامعة الأزهر قد جد على الساحة الإسلامية الآن بعض المظاهر التى لا تتناسب والتى قد تتسبب فى إنقاص الثواب والأجر، وأهمها الإسراف والتبذير والاستعداد المبالغ فيه ماديًا من قبل بعض الزوجات، وما فى ذلك من تكليف الزوج بالتزامات تفوق إمكاناته المادية، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار ارتفاع الأسعار والأعباء المادية الأخرى المطلوبة منه، كالدروس الخصوصية وفواتير الكهرباء والتليفون.. وكل هذا يؤدى إلى عجز الزوج عن الاستجابة لطلبات الزوجة، ومن ثم تنشب الخلافات بين الزوجين، وقد يصل الأمر إلى حد الطلاق والقتل أحيانا!
وتضيف: لاشك أن هذا السلوك من قبل الزوجة يخالف الأصل الذى تقوم عليه شريعة الإسلام، وهو الاعتدال والتوسط فى جميع الأمور، وخاصة فيما يتلعق بالطعام والشراب، يقول سبحانه { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) } [ الأعراف ]، ويجب على الزوجة أن تتقى الله فى أسرتها، وأن تلتزم بمنهج الإسلام فى الوسطية والاعتدال، وأن تسارع بالاستفادة من مجاهدة النفس والشهوات الحياة الدنيا، حتى تتحقق لها التقوى
خلافات زوجية يشعلها الحر ونار الأسعار
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة