لا شك أننا نحتاج فى مسيرة حياتنا إلى رؤية واضحة نخطو بها خطوات جادة نحو مستقبل مشرق وهذه الرؤية الواضحة هى سر اختلاف الأمم المتقدمة عن المتأخرة وسر اختلاف الدول الرائدة عن الدول التابعة وعلى مستوى الأفراد تمثل الرؤية الواضحة الدعامة الأقوى فى التميز والنجاح وتحقيق الريادة الذاتية لحياة كريمة.
ولكن السؤال هنا كيف يمكننى أن أمتلك رؤية واضحة على مستواى الشخصي؟ بل وكيف نستطيع أن نمتلك رؤية واضحة للشركة والمؤسسة والوزارة والحكومة والدولة والحياة التى نحياها ؟
وقد ذهبت طويلا بالبحث والدراسة والتأمل المنطقى، ومع دراسة الكثير من حالات النجاح ومعالجة الكثير من المشكلات من خلال دوراتى التدريبية واستشاراتى الشخصية والأسرية والمهنية ﻷصل من خلال هذه السنوات العامرة بالخبرة العملية ﻷن أحدد سبع مواصفات لمن يريد أن يمتلك رؤية واضحة لا يختلف فى ذلك إن كان فردًا أو أسرة أو شركة أو وزارة أو دولة، وهي:
أولاً: الإدراك وأعنى به نقطة الفهم والتعرف الواقع والمنشود ورصد الفجوة بينهما وحجمها وفهم الحاجة إلى التغيير المطلوب وكيفيته وآليات تنفيذه .ثانيًا: تمام الوعى وأعنى به هنا أن أكون واعيًا لما أنا قادم عليه، وليس هذا فحسب بل من تمام الوعى أن تكون لحظتى الحاضرة مرتبطة بما هو قادم فمثلاً الطالب الواعى هو الذى لا يغيب عنه وقت الامتحان ويعمل له طوال العام، والأسرة الواعية هى التى تربى وتنشئ جيلاً قويًا يستطيع مواجهة تحديات الحياة وصعوباتها، والوزير الواعى هو الذى يجعل يومه فى وزارته خادما لتحقيق أهداف خطته وبرنامجها، والدولة الواعية هى التى تدرك أهمية وقتها الحاضر وكيف تجعله مرتبطا بخططها الاستراتيجية على كافة المستويات وهكذا فالوعى هو النظر إلى المأمول وتغيير الحاضر من أجله.
ثالثًا: عش رؤيتك عشها واحلم بها، وثق فى تحققها فمن يشك فى بدايته لن يستطيع أن يصل إلى النهاية الصحيحة فلابد لصاحب الرؤية أن يكون مؤمنا بها معتقدا فى قدرته على الوصول إليها، ولولا هذه الروح ما استطاع أديسون أن يواصل تجاربه حتى ينجح فى اكتشاف المصباح ولما استطاعت اليابان كدولة محطمة بفعل العدوان أن تنهض وتحدث نقلة نوعية ولما استطاعت الكثير من الشركات والمؤسسات أن تنهض بعد كبوتها بل بعد إفلاسها أحيانا.. فلابد لك أن تثق بأنك تستطيع تحقيق حلمك وبالتالى ابدأ بالتعامل بثقة أنك ستحققه لا محالة وعش بذلك وعش لذلك ما حييت.
رابعًا: ابدأ اليوم قبل الغد.. فلابد أن تضع رؤيتك ووعيك وإدراكك فى الفعل والتنفيذ حتى لا يتحول الأمر لمجرد سفسطة أو فلسفة تلوكها الألسنة دون وعى أو اهتمام فلا بد إذن من البداية ومن بدأ فما تأخر، وبداية بطيئة ضعيفة خير ألف مرة من لا بداية.
خامسًا: قيم آداءك باستمرار فدولة تقيم أداء حكومتها تستطيع أن تنهض وشركة تقيم منتجها يمكنها تطويره وأسرة تتأمل وتقيم أبناءها تستطيع أن تسعد بجميل أخلاقهم وفرد يقيم آداءه يستطيع الوصول إلى القمة والتميز.
سادسًا: عدل واكتسب الخبرة بمرونة تامة ولا تتوقف كثيرًا عند أخطائك بقدر ما تأخذ منها الخبرة والتجربة لتحسن حاضرك ويشرق مستقبلك.
سابعًا: استمر، فالاستمرار سر النجاح والتميز فلا تتوقف وانطلق مهما كانت العقبات وقد قالوا فى المثل اليابانى إذا سقط المائة فقم المائة وواحد والمعنى ألا تتوقف عن العطاء والاستمرار فى بذل الجهد إلى أن تتوقف بك الحياة.. إن استمرار جهدك فى الحياة هو البصمة التى تتركها من خلفك لتخلد اسمك وتجعلك أثرًا باقيًا وتذكر جيدًا أن قيمة الحياة تكمن فيما نمنحه لحياتنا من قيمة وأن” عطاءك أثرك فتأمل عطاءك فى الحياة تدرك أثرك فيها “.. ومن هنا وباتباع هذه السباعية أستطيع أن أهنئك بأنك الآن صاحب رؤية واضحة
حتى يكون لديك رؤية واضحة اتبع هذه الخطوات السبع
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة