وتشير الإحصاءات إلي أن 98% من المنتحرين يعانون من مرض نفسي أو أزمة نفسية، و15% من مرضي الاكتئاب والفصام ينتحرون، و17% من المدمنين يمارسون هذا السلوك ، وهناك من ينتحر لفشله في الحب، وآخرون ينتحرون للفشل في الحصول علي وظيفة.. وغيرها.
ووفق تقرير السعادة العالمي تأتي مصر في المركز الـ135 من أصل الـ158 دولة ليؤكد التقرير ازدياد الضغوطات على أفراد الشعب المصري.وتكشف آخر الإحصاءات عن أن ارتفاع حالات الانتحار فى الصين بين النساء، لتكون الأعلى فى العالم، حيث يتم تسجيل حالة انتحار سيدة كل أربع دقائق، وتنضم لقائمة الانتحار كوريّا الجنوبية تليها المجر فاليابان، ثم سلوفينيا وبلجيكا.
وتباينت آراء طوائف شبابية حول الإقدام على تلك الخطوة بين حب الحياة والرغبة في التخلص منها، تقول "سارة" إن ضيق الحياة ليس مبرراً لإزهاق الروح، معتبرة أن هؤلاء ضحية لرغباتهم التي لا يستطيعون تحقيقها.
يؤكد "أنس" أنه لا يوجد مبرر في العالم يحلل الانتحار مهما صعبت الأزمات والضغوطات النفسية على الشخص، فالمنتحر يهرب من نار الدنيا إلى نار الآخرة.وتصف "يارا" المنتحرين بأنهم مجرمين في حق أنفسهم وهم ظالمون أكثر من كونهم مظلومين.
ويُحمّل "ابراهيم" الحكومة المسئولية موضحاً أنها لا توفر للشاب حياة كريمة ولذلك يستغنى عن حياته المزيفة - علي حد وصفه
ويوضح أن الانتحار ناتج عن حالة اكتئاب عامة، فنسب البطالة والعنوسة تزداد بمرور الوقت، وغلاء الأسعار لا يعرف الهبوط .في حين تعبر "أم هاشم" عن استيائها من الحكومة وتطالبها بالرحمة بالغلابة، فيما تقول "نيرة" لو لم يكن الانتحار حرامًا لأقدمت عليه لكنني أخاف الله وعقابه.
ويري "سعد" إننا في حاجة لإشاعة الثقافة الدينية لدي الشباب وتنمية الوازع الديني لدى الأفراد، ويوضح أنه لن يفكر في الانتحار ابدًا لو ساءت أحواله بل سيعمل على علاج مشاكله، لأنه مهما زادت الأزمات فإن الفرج قريب، والأبواب لازالت مفتوحة، فالانتحار هروب وليس حل.
حالات فردية
ويقول الدكتور عبد الله السيد أحمد رئيس قسم علم النفس بجامعة 6 أكتوبر، أن الشعور بالإحباط وضعف الروح الإيمانية والصلة بالله تدفع الأفراد إلى اليأس والإقبال على اتخاذ تلك الخطوة، ورغم تعدد الحالات في مصر إلا أنها تظل حالات فردية ولا يمكن أن نطلق عليها ظاهرة، فنسب مصر أقل بكثير من النسب العالمية في الانتحار، فمثلًا في هولندا وغيرها من الدول الأوروبية تحدث حالات انتحار جماعية حيث يقوم مجموعة من الشباب بالانتحار سويًا بأي وسيلة ممكنة.ويشير إلي أن طرق الانتحار متنوعة، منها الانتحار الخفي أو البطيء وذلك يتم عن طريق المخدرات التي يتناولها الفرد وهو يعلم أن نهايتها ستعود عليه بالضرر خلال عام أو عامين، وهناك الانتحار الظاهر عن طريق قتل النفس أو حرقها أو إلقائها من مكان مرتفع، وذلك يعتبر خسارة له في الدنيا والآخرة.
وينفى الارتباط بين التفكير في الانتحار وتنفيذه، فليس كل من فكر في الانتحار مقبل عليه، ولكن قد يكون مر بظروف صعبة جعلته يفكر فيه ولكن لا يشترط أن ينتحر.
وأكد على ضرورة التخفيف من الضغوط النفسية على من تتواجد لديه أفكار انتحارية والتوجه إلى طبيب نفسي وتقوية النواحي الإيمانية لديه، ونشر التوعية بتقديم حلول.
من الكبائر
يحذر الدكتور سعيد عامر مدير عام الدعوة وأمين لجنة الفتوى بالأزهر، من التخلص من الحياة مهما قست بالمرء نوائب الزمن، موضحاً أن الحياة هبة من الله وينبغي أن تترك الروح لخالقها يسلبها متى يشاء ويحملها الآلام إذا شاء ويسعدها متي شاء قال تعالي :"وَلَاتُلْقُوا بِأَيْدِيكُم إِلَى التَّهْلُكَةِ"، وبعض الأحاديث بها ما يدل ظاهرها على خلود المنتحر في النار وحرمانه من الجنة ومنها (مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيها أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فيها أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَديدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِها في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيها أَبَدًا).وأضاف أنه لا خلاف بين الفقهاء في أنه إذا لم يمت من حاول الانتحار سيعاقب على محاولته الانتحار، لأنه أقدم على قتل النفس الذي يعتبر من الكبائر، ولكن إذا تاب قبلت توبته {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}
ووضح "عامر" أن المنتحر ارتكب كبيرة من الكبائر ولا يقول أحد بكفره وعليه يجوز الدعاء للمنتحر بالرحمة والمغفرة فهو في أمس الحاجة إلى دعاء الآخرين.
الإحصاءات إلي أن 98% من المنتحرين يعانون من مرض نفسي أو أزمة نفسية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة