صور كثيرة وأساليب متنوعة يتبعها المسلمون فى الأعياد تعبيرًا عن فرحتهم وبهجتهم، غير أن الأمر لا يخلو عادة من بدع ومخالفات يقع فيها البعض، إتباعًا لأعراف أو عادات لا تتسق ومشروعية الأعياد فى الإسلام.
فى توضيحه لتلك المخالفات يقول الدكتور أحمد عمر هاشم - هيئة كبار العلماء بالأزهر- : إن أعيادنا أعياد دينية لأنها ترتبط بمناسبات دينية، فعيد الفطر يرتبط بفريضة الصيام، وعيد الأضحى يرتبط بفريضة الحج وما بها من مشاعر ونسك، لذا فلابد أن نحذر ونحن نحتفل بالعيد ما يخالف آداب الاحتفال مما جاءت به السنة، فالأعياد أيام مباركة جعل الله فيها فسحة للمسلمين، لكن هذه الفسحة لا يمكن أن تكون بما يغضب الله عز وجل.ويوضح أن هناك كثيرا من العادات يفعلها الناس فى الأعياد وهى فى الحقيقة لا تمت للشرع بصلة، من ذلك:
- اللهو غير المباح: كاستهلال ليلة العيد بالسهر والاختلاط بين الشباب والفتيات، وكل ذلك منهى عنه شرعًا، فاللهو المباح الذى يُقرّه الإسلام مقيد وليس مطلقًا، وهو اللهو الذى لم تصاحبه حرمة أو تعد على حقوق الله أو حقوق العباد. وكذلك جنوح بعض الشباب والأطفال إلى الاحتفال بالعيد بأدوات صخب وإزعاج كالمفرقعات والألعاب النارية وغيرها، دونما مراعاة لظروف الغير من مرضى وكبار السن وآخرين يخلدون إلى النوم أو الاسترخاء بعض الوقت، فهذا مما يجب أن ينبه عليه أولياء الأمور حتى لا يتسبب أولادهم فى أذى الآخرين باسم اللهو والاحتفال بالعيد. لأن الإسلام لا يقر الضرر للنفس ولا للغير، إعمالا لقاعدة لا ضرر ولا ضرار.- زيارة المقابر وإحياء ذكرى الأموات وافتراش الشوارع والطرقات بمجالس أشبه بمجالس العزاء: فكيف يلتقى الفرح والسرور فى يوم واحد، فالعيد للفرح والسرور. هذا بالإضافة إلى أن زيارة المقابر أمر يتسع له كل وقت بهدف العبرة والعظة وتذكر الآخرة والموت، ولا ينبغى أن نخصص يوم عيدنا لمثل هذا الأمر. ومن ثم فإنه يكره للمسلم زيارة القبور أيام العيد، لأنها تتنافى مع السرور الذى تحدثه تلك المناسبة.
- تلطيخ الأبواب والجدران والجباه بدم الأضحية: حيث يفعل البعض ذلك تبركا بها، أو ظنا أن فى ذلك نوعا من صيانة النفس أو دفع الأذي، فهذا مرفوض شرعا وعادة مذمومة لا يقرها الدين، فالتبرك لا يكون إلا بإتباع السنن التى جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تخبرنا السنة بشيء من هذا، كما أن الإصرار على ذلك والمبالغة فيه قد يوقع صاحبه فى الشرك.
- الإسراف والتبذير فى الطعام والشراب وإلقاء بعض المأكولات فى القمامة، ونحن نعلم أن هناك إخوانًا لنا سواء فى مصر أو خارج مصر يعانون العوز والفقر المدقع ولا يجدون كسرة خبز أو شربة ماء أو دواء، وليس معنى التوسعة على الأهل فى يوم العيد أن نبذر وننفق ببذخ فيما يفيد وما لا يفيد، ومن ثم فلا يجوز المبالغة فى إعداد الطعام والشراب بشيء يؤدى ببعضها إلى التلف أو يلقى بها فى القمامة. فلابد أن يكون الإنفاق وسطًا دائما بين التقتير والإسراف، لقول الله تعالى فى وصفه عباد الرحمن والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما.
- التغافل عن الصلوات حتى فوات الوقت أو اللحظات الأخيرة من الوقت، وترك صلاة الجماعة بالمسجد وتضييع بعض الصلوات، حتى إننا نجد كثيرًا من المساجد تشكو زوارها ومرتاديها فى الأعياد، باسم الانشغال بالتزاور للتهنئة بالعيد ونحوه، وذلك بالطبع لا يجوز، فإهمال الصلاة فضلًا عن تضييعها بالكلية لا يجوز لأى سبب.
صور كثيرة وأساليب متنوعة يتبعها المسلمون فى الأعياد تعبيرًا عن فرحتهم
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة