أمراض النفوس تعد أخطر أسباب تدهور العلاقات الأسرية والتقاطع بين ذوى الأرحام

الشارع المصري
طبوغرافي

أمراض النفوس تعد أخطر أسباب تدهور العلاقات الأسرية والتقاطع بين ذوى الأرحام يث تحرق نيران الغيرة والحسد والتقليد والإسراف والكبر العلاقات الإنسانية ولا يداويها إلا حسن الخلق ونور الإيمان .
يؤكد د. أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن الحفاظ على صلة الرحم يحتاج إلى مجاهدة نفسية واسعة, يقاوم بها المؤمن شهوات نفسه وشياطين إنسه وجنه ويواصل حسن الخلق والمعاملة الحسنة وتقديم العفو والصفح مع أهل الدم والنسب .

ويضيف: إن الخلق الإيمانى يشد النفس شداً نحو الجانب الطيب فى الإنسان ويقاوم ويخفى الجانب الأسوأ فى النفس الإنسانية، وينبغى على المؤمن كلما أخذته نوازع الشر نحو الأنانية والخصومة مع الأقارب، ردع نفسه ومقاومة هواه وشيطانه ووساوسه، فالهوى ضلال عن سبيل الله، كما أن أى فقر أو غنى أو حدوث نعمة أو نقمة سببه تغيير النفس الإنسانية، وهذا المعنى واضح فى مثل قوله تعالى: “ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم” .

يرى د. عبدالرحمن العدوى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أن أهم سلوك يجب على المؤمن والمؤمنة مقاومته هو سلوك الانفعال والغضب، فالغضب هو السبب الأبرز لتقاطع الأرحام، خاصة لو كان هذا الغضب لسبب تافه أو بسبب خطأ الطفل الصغير أو ترجمة لحالة من الشك أو سوء الظن بين بعض الأقارب، ويقول: المؤمن يعلم مبدئياً أن الغضب صفة من صفات الجاهلية الأولى كما يشير القرآن: “إذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين”، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم فى أكثر من حديث عن الغضب وفى حديث مسلم،” ليس الشديد بالصرعة (القادر على صرعة وغلبة الآخرين) ولكن الذى يملك نفسه عند الغضب”
ويدعو الدكتور العدوى كل إنسان لأن يراجع علاقاته مع أقاربه وذوى الأرحام، وأن يعرف أن جل هذه التقاطعات الظاهرة سببها وسوسة نفسية مريضة أدخلت الشر تجاه الأقارب بل وملأت بعض القلوب حقدا وكراهية . . واجب المؤمن أن يلوم نفسه وينفض الغبار الذى وقع على قلبه ويبدأ بصلة الرحم ورفع الخلاف والدفع بالتى هى أحسن .

وليبدأ بالابتسامة الصادقة والمصافحة وكثرة السلام والسؤال، وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “تبسمك فى وجه أخيك صدقة”، وفى حديث الطبرانى أنه صلى الله عليه وسلم قال: “إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم” ، كما عليه أن يرفق بأهله، سواء عند حدوث خلاف أو قبل وقوعه، وفى حديث أحمد أن رسول الله قال: “إذا أحب الله أهل بيت أدخل عليهم الرفق” .