مسيرتك نحو الهدف الذي تنشده هو إدراكك للمكان الذي تقف فيه

الشارع المصري
طبوغرافي

لن يفيدك الجري إن كان الطريق خاطئا.. إن إدراكك للمكان الذي تقف فيه هو الخطوة الأولى في مسيرتك نحو الهدف الذي تنشده. كما يقول أبراهام لينكن: “لو أننا علمنا أولاً مكاننا في الحياة، فيمكننا أن نقرر ماذا سنفعل وكيف نتصرف”.
يقول ديفيد فيسكوت: إن الناس الذين يقولون إنهم لا يستطيعون أن يكونوا ذاتهم عادة ما يدعون أن شخصا ما يحول بينهم وبين ذلك.

كيف يمكن لذلك أن يكون حقيقيا؟ كيف يمكنك أن تكون أي شخص غير نفسك؟ من الممكن أن تتوقف عن كونك ذاتك في حالة خوفك من خوض مخاطرة ما، لكنك حينئذ سوف تصبح تحت وصاية أي شخص يقوم بحمايتك. ولسوء الحظ، فإن الشخص الذي يقوم بحمايتك يتوقع منك أن تتصرف بالطريقة التي يرى أن عليك التصرف بها، وبعبارة أخرى بالطريقة التي قام ذلك الشخص بإنقاذك فقط كي تتبعها - إذا كنت تخشى أن تكون ذاتك، فمن المحتمل أنك تخاف من فكرة أن تعتني بنفسك، أو أن تمسك بزمام أمورك دون تدخّل خارجي. إذا كنت تخشى أن تكون ذاتك، فمن المحتمل أنك تخشى إطلاق غضبك إنك تشعر بضرورة أن تضمر غضبك بداخلك، وإلا فقد تُغضب الشخص الذي تعتمد عليه في حمايتك وبقائك على قيد الحياة، أو تخشى حرمانك من مزايا شيء ما إن عبرت عن ذاتك.

اعثر على حياتك وعشها بطريقتك وإن لم تستطع التصرف تجاه مصلحتك القصوى فإنّك بكل تأكيد لن تستطيع أن تتصرّف تجاه مصالح أيّ شخص آخر.

إنني ذاتي.. إنني فقط ذاتي.. وأنا على يقين من أن ذاتي تكفيني.
والآن دعني أقدمك إلى القوتين اللتين تشكلان الدافعين الأساسيين لكل إنسان، إنهما تتحكمان بتصرفاتنا وأفعالنا: الألم والمتعة.

تفهّم محرّكاتك: الألم والمتعة نحن كبشر مدفوعون بقوتين مهمتين؛ إنهما الحافز الأساسي لسلوكياتنا وتصرفاتنا، وهاتان القوتان هما الألم والمتعة، ونحن نبذل كل ما بوسعنا لنتجنب الألم، كما لدينا رغبة جامحة للحصول على المتعة في حياتنا.

أعطيك أمثلة: صديقي مستسلم للألم والمتعة.. يدخن! كان أحد أصدقائي مدخنا مدمنا، كان يدخن بمعدل ثلاث علب من السجائر في اليوم الواحد، وفي أحد الأيام زرته في مكتبه فلاحظت أنه يدخن السيجارة في عقب السيجارة فسألته: “هل تعرف كم تدخن؟” نعم أعرف، وأعرف أن هذا يسيء لصحتي، وأنه يمكن أن يسبب لي السرطان. فسألته ما إذا كان قد فكر في يوم من الأيام أن يقلع عن التدخين فأجاب: عدة مرات، ولكن هذا كان مؤلما جدا.. أنا أستمتع بالتدخين.. السيجارة صديقتي.. هي تساعدني على التأقلم مع الحياة وضغوطها. استمر في التدخين وأعدك بأن هذه العادة ستخلصك من ضغوط الحياة وإلى الأبد.

صديقي يعلم أن السيجارة سوف تقتله، ولكن لأنه وجد المتعة في التدخين والألم في الامتناع عنه قرر الاستمرار في التدخين, كان مستسلمًا بالكامل للألم والمتعة اللتين كانتا تتحكمان فيه بشكل سلبي.

تقول الإحصائيات أن أقل من 10 % من الأفراد الذين يشترون كتباً أو أشرطة تسجيل يستخدمونها فعلاً - والباقي لا يستخدمونها، ألا يبدو هذا غريباً؟ والشيء ذاته يحدث مع الأدوات الرياضية، الناس يشترون الأدوات الرياضية، ينفعلون ويستثارون من الوزن الزائد، فيقررون تخفيض أوزانهم ليتمتعوا بصحة أفضل، يبدأ أحدنا باستخدام المعدات الرياضية يومياً ربما لمدة أسبوع أو أكثر، وفي الأسبوع التالي تبدأ فترات التدريب تتناقص إلى ثلاث مرات في الأسبوع، ثم إلى مرة واحدة في الأسبوع ثم تتوقف نهائياً..

المدهش في الأمر، أننا بعد فترة، نشاهد دعاية تجارية على التلفاز مثلاً لجهاز رياضي جديد فتتولد عندنا الرغبة من جديد، وبالتالي نطلب الجهاز بالبريد السريع, وبحماس نبدأ فترة تدريبية جديدة، ولكنها تتكرر بنفس الطريقة الأولى إلى أن ينتهي الأمر بالجهاز الجديد إلى جانب نظيره الجهاز الأول.