ملايين البشر؛ عاشوا ورحلوا دون أن يستمتعوا بمذاق النجاح

الشارع المصري
طبوغرافي

لقد مرَّ على الأرض ملايين البشر؛ عاشوا ورحلوا دون أن يستمتعوا بمذاق النجاح الرائع، وحرموا أنفسهم من تنفس الانتصار على كل معوقات النجاح.
وما أكثرها سواء أكانت داخلية؛ حيث تنبع من داخل الإنسان نفسه، وما أكثر ما أن يهزم الواحد منا، فقد عايشت عن قرب الكثير من التجارب المؤلمة لأناس من الجنسين، تنفّسوا الألم لسنوات طوال وتجرَّعوا الهزائم واستسلموا لها، ولم يدركوا بأنهم هم الذين ألحقوها بأنفسهم خطايا الحياة..

وعاشوا فيها بأجساد تتحرك وتتكلم فقط؛ بدون الاستمتاع بالفرحة الحقيقية، التي لا يقترب منها إلا من فازوا بالنجاح في شتى مجالات الحياة؛ بعد أن امتلكوا مهارات التعامل الإيجابي والذكي والمرن، وأتقنوا بناء صلابتهم النفسية والعملية، وهو ما نعدكم بأن نقدمه لكم حتى تتنفسوا خيلاء النجاح، وتسعدوا بالانتصارات المتتالية، لتغزلوا منها نسيج حياتكم وحياة كل من تحبون، أما المعوقات الخارجية فتتمثل في الظروف المحيطة سواء العلاقات الإنسانية، أو التعرض لإحباطات وصدمات متنوعة، فضلاً عن العراقيل التي تواجهنا جميعًا؛ حتى نحصل على ما نرغب به من النجاحات في شتى مجالات الحياة، إذا أردت أن تستمتع بنجاحك فاصنعه بنفسك ولا تنتظر أن يأتيك به الآخرين.

تخيل أن لديك كأس شاي مر وأضفت إليه سكرا، ولكن! لا تحرك السكر؛ فهل ستجد طعم حلاوة السكر بالتأكيد لا، أمعن النظر في الكأس لمدة دقيقة وتذوق الشاي، هل تغير شئ؟ هل تذوقت الحلاوة؟ أعتقد لا، ألا تلاحظ أن الشاي بدأ يبرد ويبرد، وأنت لم تذق حلاوته.. بعد؟
إذن محاولة أخيرة ضع يديك على رأسك، ودر حول كاس الشاي وادعو ربك أن يصبح الشاي حلوًا، إذن كل ذلك من الجنون وقد يكون سخفا فلن يصبح الشاي حلوا؛ بل سيكون قد برد ولن تشربه أبدا، وكذلك هي الحياة كوب شاي مر والقدرات التي وهبك الله إياها والخير الكامن داخل نفسك هو السكر، الذي إن لم تحركه بنفسك فلن تتذوق طعم حلاوته.
لذلــك اعمل لتصــــل..لتنجح وتصبح حياتك أفضــــل وتتذوق حلاوة إنتاجك وعملك وإبداعـــــك...

استمتع بأسرتك:
لماذا تمر لحظات البقاء في البيت مع الزوجة والأولاد بطيئة ثقيلة على بعض الناس؟
لماذا لا تتحوَّل إلى متعة يسعى إليها رب الأسرة، ويتشوّق إليها فإذا وصل إليها قرّت عينه وانشرح صدره، وأشاع مِن حَولِه البهجة والسعادة.. ابنه يفرح بوجوده، وابنته ترتمي في أحضانه، وتُقص القصص الجميلة، والطرائف المرحة..؟ والأم ترقب وتشارك في سرور؛ إذ عليها بدورها أن تهيئ الصغار والأجواء، وتؤجل بعض أشغالها في البيت؛ ليتفرغ الجميع لجلسة أسرية مليئة بالأنس والفرح، أضف إلى ذلك حاجة الرجل نفسه إلى الخروج من ضغوط العمل والأجواء الرتيبة الجادة، إلى لحظات من استجمام النفس والترويح عنها.

أصابع الاتهام – للأسف - تشير إلى موضع دقيق وحساس بين أضلعنا! تشير إلى القلب.. فلو أن القلوب صلحت؛ لوجدت في دفء الأهل والصغار مرتعا للاحتساب والتماس الثواب، والتقرب إلى الله تعالى بإدخال السرور عليهم وقضاء أهم حوائجهم؛ حاجتهم إلى المشاعر الصادقة، والحنان الفيّاض، والرأفة والشفقة.

استمتع بوظيفتك:
الكثير من الناس لا يشعرون بمتعه في مجال عملهم، ويبدو ذلك واضحا من خلال ظاهرة الهروب، والتأخر، والغياب، وتعطيل العمل، وغير ذلك
لكن! كيف تحوِّل عملك إلى مصدر للمتعة بدلاً من كونه مصدراً للألم؟
1- في البداية عليك أن تذكر نفسك دائما وخصوصا عند الاستيقاظ للعمل بأنك في نعمة كبيرة، وتستشعر نعمة حصولك على عمل، فكثير من الناس لا تجد عمل بسهولة في هذا الزمن، وإن تقارن نفسك بمن هو أقل منك ولم يجد عمل، أو يعمل في وظيفة أقل من شهادته أو راتب ضعيف، فتذكر نعمة الله عليك وأحمده وأشكره وهذا أدعى لانشراح الصدر وحصول الطمأنينة وراحة البال.

2- عليك أيها الموظف أن تحاول أن تحب زملاءك أكثر، وتعتبرهم أسرتك الثانية وتتعامل معهم بمزيد من التسامح والحب، وثق تماماً أن ما تزرعه تحصده، وكل ما تعطيه للناس ينعكس إيجاباً عليك وإن احتاج ذلك أحياناً لبعض الوقت حتى يؤتي ثماره.

3- لا تكثر من الملاحظات والمقارنات في مجال عملك.
4- تذكر أن النفوس مختلفة في مجال العمل، وقد تجد من يكره نجاحك فيحاول إزعاجك، فلا تلقي له بالاً فكل ما عليك هو أن تركز هو عملك فقط؛ ولا تلقي لمثل هذه الشخصيات بالاً، وسوف تخفت وتضعف لوحدها تلقائياً مع مرور الوقت، وتذكر أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله.

5-لا تكثر التفكير في الإجازات والاعتذارات، فما تركز عليه تحصل عليه، بل ركز باستمرار على سعادتك في عملك، فأنك لو أخذت إجازة عام كامل فسوف تعود للعمل، وأنت ترغب في إجازة أخرى فهذه هي النفس كما تعودها تعتاد، ولكن دع إجازاتك في الأوقات التي تشعر فيها فعلاً أنك بحاجة لتجديد نشاطك.