الضحك له فعل السحر في مواجهة المواقف الصعبة في الحياة والأزمات النفسية والعصبية

الشارع المصري
طبوغرافي

أكد د.عبدالهادي مصباح أستاذ المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، أن الضحك يقلل من إفراز هرمونات الكوتيزول والأدرينالينوغيرها من هرمونات الانفعالات الهدامة والتي لها تأثير سلبي على جهاز المناعة، وينشط إفراز الخلايا الليمفاوية التائية المساعدة Th التي تعتبر مايسترو الجهاز المناعي والتي يهاجمها فيروس الإيدز ويقضي عليها في حالة العدوى به كما أن الضحك ينشط نوعا من الخلايا المهمة في جهاز المناعة تسمى الخلايا القاتلة الطبيعية NK Cells وهي الخلايا المسؤولة عن التصدي للفيروسات والخلايا السرطانية التي تنقسم انقساماً عشوائياً غير طبيعي وتقضي عليها في مهدها وبالتالي فهو في غاية الأهمية للتصدي للأورام السرطانية والقضاء عليها وعلاجها.

ويشير إلي أن الشخص قد يتعجب عندما يسمع أن الضحك له علاقة بالصحة العامة للإنسان وأنه يجعلك قويا بدلا من إحساسك بالتعب والإرهاق المستمر، ويبدو أن الضحك أصبح نادرا هذه الأيام وفي ظل الظروف الصعبة التي نمر بها جميعا أصبح للضحك دور مهم يلعبه في جسم الإنسان، فقد يصاب الشخص بالكثير من الأمراض، ويأخذ علاجات كثيرة دون جدوى، ويذهب لأكثر من طبيب ولا يجد أي سبب لمرضه سوى أنه قليل الضحك عبوس، لأنه لا يجد ما يضحكه، لذلك فقد لجأ بعض الأطباء إلى كتابة روشتة مكتوب عليها اضحك حتى تشعر بصحة جيدة.

وبعد أن أجريت تحاليل لإحدى السيدات للاطمئنان على جهازها المناعي، وتأكدت أن المريضة التي أمامي لا تعاني من أي شيء سوى حالة من الإحباط والقلق والتوتر تسبب في انخفاض مناعتها وإحساسها بكل هذه الأعراض الجسمية من التعب لأقل مجهود وتكرار العدوى بالبرد والأنفلونزا وآلام في الجسم كله والصداع المستمر وضعف وسقوط الشعر، قررت أن يكون الدواء الأول في الروشتة كالآتي: نصف ساعة ضحك يوميا، واندهشت المريضة وظنت أنني أداعبها ولكنني بمنتهى الجدية أفهمتها أن الضحك أهم من تناول الأدوية في هذه الأيام الصعبة التي يعاني فيها الناس من عدم وضوح للرؤية ومن صعوبات ومشاكل سياسية واقتصادية وأخلاقية وأمنية.

ويؤكد أن الضحك له فعل السحر في مواجهة المواقف الصعبة في الحياة والأزمات النفسية والعصبية وقد يتساءل البعض من أين نأتي بالضحك في ظل هذه الظروف الصعبة من المعاناة الاقتصادية والغلاء والكساد والفوضى، وغيرها من الظروف التي تصيب الإنسان بالاكتئاب ولا تدعو للضحك، فكيف يمكن أن نواجه هذا التوتر العصبي المستمر فى كل صغيرة وكبيرة من حياتنا اليومية المليئة بالهموم والمشاكل؟ ومن أين نأتي بالضحك؟! ولهؤلاء نقول: إن الضحك ضروري بشكل خاص للأفراد شديدي الانفعال والذين يتعرضون لظروف صعبة، فالتوتر والاكتئاب لن يحل المشاكل، بل سوف يزيدها تعقيداً وأمراضاً، فللضحك والمرح دور كبير في خفض التوترات والانفعالات الشديدة، وكلما استخدم الشخص الانفعالي المزاح والفكاهة مبكراً في حياته كان ذلك أفضل له في تحقيق التكيف والتعامل المناسب مع الآخرين.

ويؤكد أنه ليس هناك سعادة مطلقة بنسبة 100% فأكثر الناس سعادة تنتابهم فترات من الحزن والقلق وربما الاكتئاب، وهنا يبرز دور الإيمان الذي يعيدهم مرة أخرى إلى مرحلة الرضا التي تدخل عليهم السعادة مرة أخرى، برغم ما يواجهونه من مصاعب في الحياة، فالله سبحانه وتعالى هو الذي وضع القاعدة: {ولقد خلقنا الإنسان في كبد} أي في تعب ومشقة وكثير مما نواجهه في حياتنا اليومية من جهد وعناء سواء في مجال عملنا أو تربية أطفالنا.