المشكلات السلوكية عند الأطفال، وهي المشكلات التي تعاني منها الأم أو المربية في تنشئة الطفل كمشكلة تعلم النظافة أو النظام - التعدي على الآخرين (العدوان) – الصراخ – الانطواء – السرقة – وهي لا تدل على سوء طبع الطفل.
في البداية نقول إن الطفل لا بد أن يجد نصيبه من الحب والعطف والحنان. وأغلب الانحرافات تنشأ من عدم التوازن بين الحب والضبط. فالزيادة في الحب تؤدي إلى التبلد وتكوين شخصية غير متماسكة لا يعتمد عليها. والزيادة في العنف تؤدي إلى الثورة والغضب.
ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أن لكل مرحلة عمرية من عمر الطفل خصائص نفسية معينة، قبل أن تتبلور الملامح النهائية لشخصية الطفل ويبلغ درجة معقولة من النضج؛ ولذا فإن على الأبوين ألا يكونا انطباعا نهائيا عن طفلهما إذا شاهدا منه عنادًا أو خروجا عن المألوف من وجه نظرهم في السنوات الثانية والثالثة والرابعة من عمره. فذاك أمر طبيعي من الطفل في هذه المرحلة.
إن بعض العادات أو السلوكيات الخاطئة يزرعه الآباء والأمهات في نفس الطفل من خلال التدليل الزائد أحيانا، ومن خلال عدم اتباع سياسة تربوية واضحة معه أحيانا أخرى، حيث يؤدي اضطراب المربي في التعامل مع من يربيه إلى اختلاط المفاهيم لدى الناشئ وإلى ردود أفعال سيئة.
إن التفاهم مع الطفل الصغير (الثانية) صعب في التحقيق ولا جدوى تُذكر من وراء إقناعه بأمر من الأمور.
ولكن يجب على الوالدين تفهم أوضاع طفلهما ولا تكثر التدخل في شئونه ولا تستعجله وهو يرتدي ثيابه أو تناول طعامه، ولا تكثر الجدل معه، وإنما تأخذ بيده وتحدثه عن أمور تستهويه وتلعب معه وتلاطفه.قد ينشأ السلوك السلبي لدى الطفل بسبب الفراغ الذي يعاني منه وانشغال الأب والأم بأمور خاصة، أي بسبب الوحدة حين لا يكون في البيت طفل قريب من سنه.
ومن هنا نقول لابد من شغل وقت الفراغ بتوفير الألعاب التي تناسب مرحلته العمرية وإتحافه بالجديد كلما أمكن.
ولا نتعجل العقوبة قبل فهم الدافع لسلوك الطفل غير المرغوب من وجهة نظر الوالدين.
إن التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجربة العلمية ذاتها تقول: (إن الأجيال التي نشأت في ظل تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيال مائعة لا تصلح لجديات الحياة ومهامها، والتجربة أولى بالاتباع من النظريات اللامعة).والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها لا الذي يدمر كيانها ويفسد مستقبلها.
وإذا كان الأطفال يخطئون في سلوكياتهم فليس الضرب أو العنف هو السبيل الوحيد لإصلاح الطفل، ولكن يحتاج المربون وسائل بديلة عن الضرب كعقاب عند ارتكاب الأخطاء ولتقويم سلوكهم، فما أساليب العقاب التي يستخدمونها بعيدا عن الضرب؟.تأتي عقوبة الطفل مختلفة باختلاف النوع (ذكر – أنثى). ويجب ألا يفاجأ الطفل بالعقاب؛ عن طريق التوعية للطفل بالعقاب (موافقة بالعقاب)، وهنا أساليب العقوبة تبدأ من لغة الجسد؛ مثل الإيماءة (التعبيرات بالوجه)، النظرة الحادة بالعين، تغيير ملامح الوجه (العبوس)، الإشارة بأصبع اليد، نبرة الصوت كتوجيه (نصح وإرشاد)، الحدة في نبرة الصوت ولا تصل إلى درجة العصبية الزائدة، النصيحة والإرشاد بعيدً عن الآخرين. وتوجيه نظر الطفل لنوع الخطأ، وعدم كسر أنف الطفل( إذلاله) أمام أصدقائه أو إخوته، اختيار الوقت المناسب لنصيحة الطفل.
ثم تأتي حرمان الطفل المتدرج من الأشياء المحببة إليه (التليفزيون – الألعاب الإلكترونية – الخروج من المنزل)، ويكون الجزاء من جنس العمل (إهمال في المذاكرة) يمنع من الترويح الأسبوعي، عدم توجيه الألفاظ النابية للطفل (غبي –مجنون – قذر...إلخ)، تخفيض المصروف، عدم التضارب بين الوالدين في العقاب ويجب أن يعاقب الطفل مرة واحدة على الخطأ، وعدم طول فترة العقاب، ويمنع تمامًا الضرب على الوجه، ويمنع أيضا حرمان الطفل من الغذاء.
ومن وسائل عقاب الطفل أيضًا تقييد حركته في المنزل (لمدة ساعة أو ساعتين)، عدم استخدام التليفون في المنزل، وهناك بعض الملحوظات المهمة التي يجب على الآباء فهمها، مثل:
تكرار العقاب يؤدي إلى التبلد (والعدوانية)، ومراعاة النواحي الصحية عند الطفل (مرض السكر).
ومراعاة الظروف النفسية كولادة أخ لأخت له في المنزل (معاملة خاصة).
المشكلات السلوكية عند الأطفال التي تعاني منها الأم أو المربية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة