يجب التعامل مع الإحساس وقت حدوثه والاستفادة منه

الشارع المصري
طبوغرافي

يجب التعامل مع الإحساس وقت حدوثه والاستفادة منه: فإذا اعتراك إحساس سلبى ولم تتعامل معه، فسوف يظل تأثير هذا الإحساس مستمرًا، ومع تقدم السن تضيف إلى هذا الإحساس، ولكن بمجرد تعاملك مع الإحساس وقت حدوثه يتحول إلى مهارة، لذا لا تأوِ إلى فراشك وأنت مثقل بالأحاسيس السلبية، وإنما “نظّف “ أحاسيسك قبل النوم، حتى لا ترهق عقلك وأنت نائم، ومن ثم تستيقظ وأنت متعب ومرهق، ولربما تكون قد نمت عشر ساعات أو أكثر؛ لذا تعلم من أحاسيسك وحاول الاستفادة منها.

وبمجرد أن تفعل ذلك ستختفى الأحاسيس السلبية، سل نفسك دائمًا: ماذا حدث؟ وكيف أستفيد من ذلك؟ وماذا تعلمت من التجربة؟ فعلى سبيل المثال إذا خدعك أحد أصدقائك، فافصل بينه وبين سلوكه، ومن الممكن أن تتعامل معه مرة أخرى، ولكن كن حذرًا يقظًا، وتعلم من التجربة. واعلم أنك إن لم تتعامل مع الإحساس وقمت بما تشعر به مباشرة، فإن ذلك سيضرك، وسيكون له أثر سلبى على صحتك النفسية والبدنية، فعندما تختزن فى داخلك هذه الأحاسيس السلبية، فأنت تختزن طاقة ضارة قد تتلف أجهزة جسمك، وقد تسبب لك الأمراض، وتذكر دائمًا ( المعرفة مع المرونة والقدرة على التغيير) = قوّة وسعادة

إن لكل إحساس مكونات، ومعرفتك لهذه المكونات يجعلك قادرًا على التحكم فى أحاسيسك، وإذا غيّرت مكونات أى تجربة، تتغير التجربة نفسها، عِش حاضرك، فأنت لست موجودًا فى الماضى أو المستقبل، واعلم أن اللحظة التى تحيى فيها الآن لن تتكرر مرة أخرى، وإن مرّت فلن تعود، فعش حاضرك ولا تهدر وقتك، وما دمت ستحيا هذه الحياة على أى الوجوه، إذن فلتجعلها رائعة، ولا تُضيعها وسط الحقد والحسد والبغضاء والغل.

تقول إحدى الحكيمات: فى بعض الأحيان ستسامح وسينكر الناس ذلك، سامح على كل حال، وفى بعض الأحيان ستعطى وسينكر الناس، أعط على كل حال، وفى بعض الأحيان ستحب بعض الناس وسيكرهونك، أحب على كل حال، لأن ذلك بينك وبين الله تعالى، على كل حال.

ابتسم واضحك، فإن الضحك يساعد على إفراز الأندروفين فى الجسم، ويخفض من إفراز الأدرينالين، فتتحسن حالتك أجهزة جسمك، ويصل نسبة أكسجين أكبر إلى المخ، فيقوم بوظائفه على نحو أفضل، بينما حين تعيش وتحزن يحدث عكس ذلك وتسوء حالة الجسم. وكنت أحاضر فى أحد المؤتمرات فى دبي، وكان من المقرر أن تكون محاضرتى عن فلسفة النجاح واستراتيجية الحب، وحينما دخلت القاعة وقعت عيناى على أحد الحضور، فتبسمت له، فإذا به تعيس ويقطب جبينه، فجلست إلى جواره، ثم دعيته كى أبدأ محاضرتي، وحينما علم الرجل أننى من سيحاضر، علت وجهه دهشة واستغراب، فعقدت العزم على التحدث عن الابتسامة والتواصل مع الآخرين، وعلاقته باستراتيجية الحب.

إنّ تبسمك فى وجه أخيك صدقة، وكما لا تستطيع أن تصافح الناس وأنت قابض كفك، فكذلك لا تستطيع التعامل معهم وأنت قاطب جبينك وعابس وقابض ملامح وجهك .

هل ترى أنّ بإمكان الإنسان أن يحول نقطة ضعفه إلى نقطة قوّة؟
نعم أم لا؟ اذكر مثلاً على ذلك.