المفاهيم والأفكار فى حياة الإنسان هى أهم عوامل نجاحه وتفوقه وتميزه

الشارع المصري
طبوغرافي

دارت حوارات كثيرة فى الفترة السابقة مع كثير من الشباب فى مجتمعنا وكانت الوجبة الرئيسة دائما على مائدة مناقشتنا المستقبل والنجاح ووجدت الكثير من هؤلاء الشباب ينظر إلى المستقبل فى روح لا يملؤها الجدية والإصرار والتحدى لواقعهم بل العكس تمامًا . وقد حملوا المجتمع تباعات وضعهم الحالى والواقع التراكمى للمشكلات الحياتية وغياب الفرصة التى إذا وجدت التمسوها واشعلوا نيران الهمة والعمل والحفاظ على تلك الفرصة التى يخامرها بشكل واضح الاعتماد الكبير على الحظ تارة وعلى حسابات أخرى هم أنفسهم رافضين لها ناكرين فسادها، وقد تفشت فى المجتمع وهى المحسوبية.

وكنت أسمع لهم باهتمام تاركا لهم فرصة الحديث والتعبير وإخراج كامل ما فى جعبتهم لكل منهم . وبدى لى أنهم فى انتظار فرصة درامية على غرار ما يحدث فى صناعة السينما فى ذلك الزمن الجميل ومصباح علاء الدين السحرى؛ ذلك المصباح القديم الذى يحرك يدك إليه هذا الفضول البشرى الطبعى، وعندما نجد شيئا غريبا وقديما ..

والقصة أنتم جميعا تعرفونها فيوفر خادم المصباح هذا الفرصة التى نحتاجها من الثروة والجاه والمجد مقابل فكاكه من هذا السجن داخل المصباح. أو أن يحدث تغيرات جذرية فى المجتمع غير تقليدية مثل قيام الحروب والثوارات وما شابه ذلك.. فيفتح أبواب فرص غير متوقعة من قبل فيتبدل الحال بواقع تلك الأحداث.

والواقع أن هذا غير متاح مطلقا لمن يرغب فى صناعة النجاح والتميز وصناعة الفرصة التى تجعل منه عنوان وواقع يحتزى به فى مجاله الذى تحمس له واختاره وآمن به، فأعد نفسه وخبراته للحصول على تلك الفرصة التى هى صناعة خاصة جدا به.

فالحياة نفسها فرصة ..لمن يستطيع استغلالها بذكاء للوصول الى أهدافه المشروعة . وتظل المفاهيم والأفكار فى حياة الإنسان هى أهم عوامل نجاحه وتفوقه وتميزه، وتظل كذلك هى سبب فشله وتأخره وضياعه . وكل من يريد النجاح عليه أن يعمل على تحسين مفاهيمه وآليات تفكيره، ويمكن بعد ذلك أن ينفر من على ظهر الأرض كأنجح مخلوق فيها. حقا الحياة فى حد ذاتها فرصة وأحد المفاهيم المهمة التى نحن بحاجة إلى فهمها وتحقيقا لواقع مسيرة كل منا.

وهذا المفهوم اعتنقه بعض السلف فرحلوا به إلى جنات الخلد عند رب العالمين تاركين ميراثا يستفيد منه البشرية ويبنى عليه حتى قيام الساعة والقصص كثيرة فى هذا المضمون .

والحديث عن الفرصة وصناعتها لممتع وجذاب فنحن نعرف أن انتهاز الفرص بمبادئها الشرعية هى من صفات النابهين وأصحاب الهمم العالية وصفه رئيسة عن المؤمن الصادق والعالم والعابد.. وغيرهم من أهل النجاح .

وصناع الفرص فى الواقع هم صناع الحياة لأنهم يصنعوا حياة ونمطا فريدا ويشقون طريقًا جديدًا لم يسلك من قبل فهو يبنى لنفسه مجدًا يستحقه، ويفتح طريقًا للنجاح يستطيع غيره من النابهين أن يسير على نهجه أو أن يكون مكملا لتلك الصناعة المنشودة .