يشكو مواطنون من الأسلوب المبتذل لعدد من الفضائيات فى تناولها لقضايا بعينها لاسيما تلك المتعلقة بالجنس بهدف جذب المشاهدين مؤكدين أن هناك قضايا لا يجوز الخوض فيها عبر شاشات الفضائيات وكل شيء وله حدود لأن الأمور الحساسة مكان عرضها الطبيعى إما فى عيادة الطبيب أو مع علماء الدين.
بسخرية الشباب تؤكد مى حسن «18 سنة» إننا كمجتمع لم نعد مجتمعا شرقيا وتكمل صديقتها حنان عبدالمنعم «الطالبة بحقوق القاهرة» الكلام قائلة: كل شيء له ضوابط خاصة هذا الموضوع الحساس وهناك أعمار سنية متباينة تشاهد البرنامج ومنهم الأطفال الذين يستمعون لما يقال من ألفاظ خارجة عن الأدب والتى يرددونها دون وعى أو فهم لذلك تجب مناقشة هذا الأمر مع من يقبل على الزواج أو المتزوجين فقط ولكن فى أماكن مغلقة تحترم الخصوصية للفرد.
ويتساءل هانى إبراهيم «36 سنة» عن الشاب الذى لا يعرف شيئاً عن كيفية التعامل الجنسى مع المرأة فى هذا الزمن فعلينا رحمة الشباب ومناقشة قضايا ارتفاع سن الزواج وكيفية تحسين الأوضاع الاقتصادية لتمكين الشباب من الزواج.
وبانفعال شديد يعلق عبدالرحمن على محمد «49 سنة» قائلاً: ارحموا الناس لأن هذا هو الذى نشر الفساد بين جميع أوساط المجتمع فبدلاً من أن يناقش الإعلام قضية مبالغة الكثير من الأسر فى المهور وكيفية علاج العنوسة يتحدث فى قضايا غير هادفة.
ويرى سمير سيد عبدالله «56 سنة» أن طرح هذا الموضوع الحساس بهذا الشكل المكشوف والألفاظ العفوية الإباحية يتسبب فى إثارة الغرائز بين الشباب والبنات ممن هم فى سن المراهقة وتدفعهم لممارسة العادة السرية فى الخفاء فيما بينهم أو كل فرد على حدة.
ويشير الدكتور عبدالعزيز الشخصى عميد كلية التربية جامعة عين شمس ومدير مركز الإرشاد النفسى بالجامعة إلى إننا نحتاج لغربلة وتصفية لمثل هذه النوعية من البرامج قبل أن تعرض على الرأى العام لأن الناس يتأثرون بما يعرض عليهم من خلال الشاشة ففى ظل ارتفاع سن الزواج والظروف الاقتصادية الصعبة عندما تعرض مثل هذه الموضوعات بهذا الأسلوب المكشوف تعمل على إثارة جنسية لدى الشباب وتجعلهم يقومون بتجربة ما سمعوه فى البرنامج، فالعلاقة الجنسية الخاصة بين الرجل وزوجته ناقشها القرآن والسنة ولكن بكلام فيه تورية حفاظاً على الخلق والحياء وبالتالى نستطيع أن نناقش كل شيء بأسلوب علمى من خلال ما يسمى بالإرشاد الزواجى لمن يقبل على الزواج فى عيادة الطبيب وعلى أولياء الأمور أن يتحدثوا مع أبنائهم بأسلوب غير مباشر عن علم وظائف الأعضاء حتى لا يعبثون بأعضائهم الجنسية.
يخدش الحياء
ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق: قال المولى عز وجل «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون» من هنا نعرف أن تناول ما يخدش الحياء العام من الأمور المحرمة والمجرمة بلسان الشرع لأن هناك ما يستقبح ذكره وما يستبشع نشره وما يحتاط فى وصفه فى مجتمع الفضلاء الأسوياء، ومن ضمن ذلك كشف ما أمر الله بستره فأدب القرآن يتجلى فى الكثير من الآيات مثل «أو لامستم النساء» وقوله «أفضى بعضكم إلى بعض» فهذه تعبيرات كنائية تدل على مراعاة الذوق العام. أما الدعوة إلى محاكاة أو تقليد الغرب فى غثه وسمينه فى النافع والضار فيما يقبل وما لا يقبل بحسب الموروثات والأعراف والشرائع فهذه أمور تحتاج إلى التذكرة لإعادة المنجرفين إلى صوابهم. فالبشر منذ آلاف السنين يمارسون المعاشرة الزوجية فى تكتم وحياء وإنجاب الذرية الواعية الذكية المتوازنة سلوكياً ونفسياً أما أن تبتذل هذه الأمور فهذا ما لا يقبل.
قضايا الجنس لا يجوز الخوض فيها عبر شاشات الفضائيات
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة