وفق بعض الإحصاءات فإن عدد الفضائيات العربية يزيد على500 فضائية، منها مخصصة للغناء والسحر والشعوذة والأبراج والفوازير وغيرها، وهى الأكثر مشاهدة من فئات الشباب،
الشابة هبة متولي، تؤكد أنها تشاهد هذه المحطات فى بعض الأحيان رغم عدم رغبتها فى ذلك بسبب انتشارها بشكل كبير بين الفضائيات المفيدة تحاول الاطلاع عليها، لكنها لا تتعامل معها أو تقوم بإرسال رسائل نصية، وتقول: “أنا لست بذلك الغباء الذى أبدد فيه أموالى مع قنوات لا تستحق إلا التجاهل”.وتضيف: “أرى أنها محطات تافهة، ولا تحمل أى قيمة ثقافية أو إعلامية او اجتماعية، فما جدوى وقوف مذيعة “على آخر ستايل” لتطرح سؤالا “تافها” أو لتطلب أغنية محببة، وقد كنت أعجب من فعل هؤلاء، وحقا لا تشعر إلا بالغثيان من هذه المشاهد الدخيلة”.
وترى أن هذه المحطات الغنائية ليست وحدها صاحبة “الريادة” فى فساد الشباب العربي، فالكثير من القنوات العربية الفضائية تبث السم فى العسل، وتفعل أكثر مما تفعله القنوات الغنائية، القضية ليست قضية إفساد أخلاق، بقدر ما هى عدم احترام للمشاهد، وإحساس بتهميش ثقافته، وحصر قناة فضائية كاملة على “جسد وسؤال وأغنية”.
وتطالب بإغلاق هذه القنوات ورفع عرائض لدى وزراء الإعلام العرب وهيئات الرقابة الإعلامية لإيقاف هذه المهازل التى تعرض على الملأ دون رقيب أو حسيب.
فى المقابل يؤكد فهمى حسنين، أنه لا يرغب بمتابعة هذه الفضائيات لكنه يصطدم بها كلما حاول التنقل بين الفضائيات وهو يحاول أن ينظر لكل محطة دقيقة واحدة على الأكثر يجد نفسه يمضى أكثر من ساعة من وقته فى مشاهدتها ويصف ما تعرضه بـ “التفاهات” التى لا قيمة لها”.
ويضيف “علينا مراقبة هذه المحطات ومنع انتشارها لأنها كالسرطان تفتك بكل من تصطاده، وتقوم على ابتزاز الجمهور وسرقة أمواله بطرق مختلفة مثل الرسائل القصيرة والاتصالات الهاتفية وغيرها من الطرق المستحدثة لسرقة المال”.
من جانبها ترى الشابة نهال فوزي، أن أسلوب تقديم البرامج وعرض الرسائل القصيرة على الفضائيات منافٍ للأخلاق والآداب والعادات والتقاليد، لذا يجب التصدى لها بكل السبل الممكنة.
من جانبه يرى د. أحمد منصور مدرس الإعلام فى جامعة الأزهر أن هذه الفضائيات انتشرت بشكل كبير فى العالم العربى فى السنوات الأخيرة، بعد الثورة الإعلامية والفضائية التى شهدها العالم كنتاج للعولمة، إذ أن العرب اعتادوا فى السابق على مشاهدة محطات معينة ومع الانفتاح الفضائى والإعلامى أصيبوا بحالة انبهار بهذه الفضائيات، ولكن مع مرور الوقت ومع قلة التعامل مع هذه المحطات الهابطة سوف تنتهى لوحدها.
ويضيف أن المطلوب هو التوعية والتربية التى تساعد الشباب على التمييز بين الغث والسمين من هذه الفضائيات، كما أن انتشار هذه الفضائيات يعكس غياب التجربة وعدم القدرة على التعامل مع مثل هذا النوع من المحطات. كما يوضح أن سوق الفضائيات سوف يلقى بظلاله جانبا بعد أن يقل عدد متابعيها إذا تم خلق محطات منافسة بديلة قادرة على توفير الملاذ المناسب للترفيه والتسلية
أما د. فؤاد عبد العزيز محمد المختص فى مجال السينما والإذاعة والتلفزيون، فيرى أنه يتوجب خلق بديل لهذه المحطات على ألا يكون مستنسخا من الغرب، بل يجب البحث عن أسباب رواج هذه المحطات ومحاولة الاستفادة منها من خلال خلق محطات أخرى رائجة يكون مستواها جيدا وليس هابطًا وتكون هادفة إلى توعية الجمهور
وأشار إلى أن هناك تجارب جادة وملتزمة فى بعض البلدان الغربية والبلدان الآسيوية كماليزيا واندونيسيا، أسهمت فى توعية الجمهور وقامت بجذبه من المحطات الهابطة إلى محطات هادفة تعمل على تطوير المجتمعات والرقى بها، وهى تعتمد على نشر البرامج ذات الإيقاع السريع الذى يشد المشاهد إليه، فى المقابل تفتقد القنوات الجيدة إلى مثل هذه الطرق فى إنتاج البرامج ما يتسبب فى عزوف الجمهور عنها.فى هذا السياق يرى د. محمد فؤاد مدرس الإعلام والاتصال بجامعة الأزهر أن السبيل لمحاربة هذه الفضائيات الهابطة يكمن فى توعية الجمهور بمضارها من خلال مختلف وسائل الإعلام المتاحة بهدف حماية المجتمع من أضرارها القاتلة.
كما أكد أن المطلوب حاليا إيجاد بديل لهذه الفضائيات من خلال استحداث محطات فضائية تقدم برامج تغنى الجمهور عن تلك البرامج الهابطة، مؤكدا أن هذه الفضائيات تحقق أرباحاً هائلة تصل إلى مليارات ولا تقدم أى شيء يذكر، وأن هذه الأرباح تأتى من النسب التى تحصل عليها من الاتصالات بالخطوط الساخنة أو إرسال الرسائل النصية إليها، علما أن تكلفة إنتاجها هى صفر لأنها تقوم بإعداد أقراص مدمجة وتقوم ببثها من مكاتب خاصة ولا يوجد لها مكاتب واضحة تقوم بالبث منها.
ويشير الأقطش إلى أن بعض المحطات تقوم باستقطاب الجمهور من خلال وضع مذيعة واحدة فى أستديو صغير تغنى مع المغنيات بطريقة هابطة وهذه العملية لا تكلف أيضا مقارنة بالأرباح التى تجنيها هذه المحطات.
500 فضائية، منها مخصصة للغناء والسحر والشعوذة والأبراج والفوازير
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة