القس ابن ساعدة: بشر بالنبى (محمد) قبل مولده

الشارع المصري
طبوغرافي

لم يكن ميلاد النبى صلى الله عليه وآله وسلم مفاجأة .. بل علم به الكثير من أهل الكتاب لما وجدوه فى كتبهم، وكذلك علمه أهل الحكمة، ولما ظهرت علامات الزمان الذى سيولد فيه الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أخذ الأحبار والرهبان ومن لهم اطلاع بهذه البشارة يكثرون من الإعلان عن قدوم الرسول الكريم.
ومن بين هؤلاء كان الخطيب المفوه القس ابن ساعده، فقد كان إذا خطب فى قومه فى الجاهلية كان يبشر بمولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم – لأنه كان يقرأ فى الكتب الأوائل كان يقول لهم: إن الحق قادم من ها هنا، ويشير إلى مكة.

وكان من جملة ما قاله هذا الرجل الحكيم أنه إذا عاش حتى يولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم – لكان أول المؤمنين به وكان أول الساعين إليه وفعلاً تحقق أنه كان عايشاً عند مولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم – إلا أنه لم يدرك البعثة وكان من جملة ما قال :
فى الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر
لما رأيت موارداً للموت ليس لها مصـــــــادر
ورأيت قومى نحوها يمضى الأصاغر والكبائر
لا يرجع الماضى إليه ولا من الباقين غابر
أيقنــــــــــــت أنى لا محـــــــــــــــــــــالة
حــيث صـــــــــــــار القوم صــــــــــــــــــــــائر
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان بسوق عكاظ قبل مبعثه ومعه أبا بكر الصديق رضى الله عنه .. فقام قس ابن ساعدة خطيباً وقال: إن لله ديناً هو خير من دينكم الذى أنتم عليه وإن لله نبياً قد حان حينه وأظلكم أوانه فطوبى لمن آمن به فهداه، وويل لمن خالفه وعصاه، فبادروا إليه فعما قليل قد ظهر النور، وبطل الزور، وبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالحبور، صاحب الوجه الأزهر، والحاحب الأنور، والطرف الأحور، وصاحب قول شهادة أن لاإله إلا الله، فذلكم محمد المبعوث إلى الأسود والأحمر ولأهل المدر والوبر".