أهمية الاستثمار في رأس المال البشري

الشارع المصري
طبوغرافي

فى وقت يتزايد فيه الحديث عن أهمية رأس المال البشري، وعن طبيعة الدور الذي يمكن أن يلعبه فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية، تصبح قضية تشغيل الشباب وتدريبهم ومدى الاستفادة من العنصر البشري على قدر موازٍ من الأهمية، فالتدريب بمختلف أنواعه يمثل أحد أبرز آليات الاستثمار في رأس المال البشري، خاصةً في ظل الوضع الحالي لسوق العمل المصري وما يعانيه من مشكلات، مثل: ارتفاع معدلات البطالة، وعدم التوافق بين مخرجات العملية التعليمية والاحتياجات الفعلية لسوق العمل، تزامنًا مع الارتفاع المستَّمر في عدد الداخلين الجدد لسوق العمل.

والتدريب الصيفي لطلاب المرحلتين الجامعية والثانوية له تأثير كبير على توجهات الطلاب وتحديد مساراتهم العلمية والعملية، حيث يكسب الطلاب قدرا لا بأس به من الخبرة التطبيقية التي تساهم في رفع مستوى تأهيلهم العملي وربطهم ببيئة العمل وفهم الدور الذي سيقومون به بعد تخرجهم، حيث تتيح مدة التدريب، التي تتفاوت وبسؤال مجموعة من الطلاب حول التدريب الصيفي في المهن والحرف المختلفة تباينت آرائهم كالتالي:
قالت "رضوى" أنها لا تفوت أي إجازة صيفية إلا وتستغلها في تدريب يفيدها في مجال دراستها لأنها ترى أن ذلك هو الباب الصحيح للدخول إلى سوق العمل، فهي بذلك تستطيع أن تكون مجموعة من الخبرات التي تميزها عن غيرها من زملائها وبالتالي تؤهلها بشكل أكبر للحصول على أفضل الفرص.

539504_364357893630486_1641898151_n
وعلى العكس يقول "مروان" أنه يرى في التدريب الصيفي إرهاقًا شديدًا للطلاب، فالإجازة الصيفية هدفها إراحة الطلاب لينعشوا طاقتهم ليستطيعوا استقبال عام دراسي جديد، وأنه يجب ترك التدريب لسوق العمل إلى حين التخرج أو على الأقل في السنة النهائية من الجامعة.

وعندما تحدثنا مع الأستاذ "أحمد محمد المصري" مدرب التنمية البشرية المعتمد دوليًا، الذي يجري سنويًا تدريبات صيفية للطلاب بجامعة القاهرة، قام بتوضيح أنه يجري هذه التدريبات إيمانًا منه بحديث الرسول (ص) إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، ولذلك فلا يجب للعلم أن يظل حبيسًا لدى صاحبه، بل يجب أن ينتقل إلى الآخرين لينتفعوا به أيضًا.

كما أنه وضح أن هذه التدريبات التي يجريها تكون مجانية تمامًا لينتفع بها الطلاب دون تمييز أو أن يشعر أحدهم بمشقة التكاليف على عكس العديد من التدريبات الأخرى التي تتطلب نفقات كثيرة وقد لا يستفيد منها الطلاب في النهاية.

وأنهى "المصري" كلامه بنصيحة وجهها إلى الشباب المقبل على سوق العمل بأنهم لابد أن يتدربوا ويوسعوا آفاقهم لأن كل يوم تظهر أشياء جديدة، ولكي يستطيعوا أن يثبتوا أنفسهم في مجالاتهم يجب عليهم أن يعرفوا أحدث وأجدد المعلومات فيها بل ويتقنوها أيضًا لأن ذلك سيميزهم عن غيرهم من الزملاء.

وفي حديثنا مع الأستاذ "أحمد بدوي" مدير عام إدارة مدرسة باحثة البادية التجارية قال أن التدريب الصيفي للطلاب مفيد جدًا لهم فهو يهدف إلى إعداد فئة "الفنى" فى التخصصات المختلفة فى المجالات التجارية والفندقية والزراعية والصناعية من خلال مدارس التعليم الفنى حيث تجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي، ويتم توفير دورات تدريبية داخل المدارس وفي ورش ومراكز التدريب المتخصصة.

وأضاف "بدوي" أنه لابد أن يتم تفعيل التدريب في كل المجالات والتخصصات لأنه يفيد الطالب في نقاط عديدة كالانضباط والحفاظ على المواعيد وبذل الجهد للرقي بالعمل والمجتمع، ويساعد على الربط بين الطالب والمدرسة أو الجامعة حتى لا تحدث فجوة بينه وبين مكان دراسته أثناء فترة الإجازة الصيفية الطويلة.