الجاحظ من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، مؤرخ علامة، صاحب التصانيف، ولد في البصرة وتوفي بها، اللقب الذي التصق به هو الجاحظ، لبروز في حدقتيه، عاش تسعين عاما في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين، وتوفي في خلافة المهتدي بالله، فعاصر اثني عشر خليفة عباسياً، ترك كتباً كثيرة أشهرها «البيان والتبيين»، و«كتاب الحيوان»، و«البخلاء».
نشأ الجاحظ فقيراً، وعرف عنه خفة الروح وميله للهزل والفكاهة، وعاش بالبصرة التي كان علماؤها منفتحين على معارف الدنيا، واستفاد منهم، فكانت كتاباته الموسوعية في كل المجالات، فكتب عن معنى التوحيد والعدل وحجج النبوة ونظم القرآن .تعددت الصفات الفنية في كتاباته وضمت بعض المتعارضات فجاءت بين الإيجاز والتطويل، وسهولة التناول بين لهجة العامة وفصاحة الخاصة. قال ابن خلدون عند الكلام على علم الأدب: سمعنا من شيوخنا أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة كتب هي، أدب الكاتب لابن قتيبة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب «البيان والتبيين» للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فروع منها.
أخذ الجاحظ علم اللغة العربية وآدابها من أبي عبيدة صاحب كتاب «نقائض جرير والفرزدق»، والأصمعي صاحب «الأصمعيات» وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفش، وعلم الكلام على إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري.
اطلع على ثقافات كالفارسية واليونانية والهندية، عن طريق الأعمال المترجمة وناقش المترجمين.وللجاحظ ميل شديد إلى القراءة والمطالعة طوال عمره، واشتهر بأنه لم يكن يقنع أو يكتفي بقراءة كتاب في اليوم الواحد ويبيت في دكاكين الوارقين للقراءة.تتلمذ على أيدي كثير من المعلمين العلماء، ولم يقصر مصادره على الكتب، واتخذ منهجاً علمياً دقيقاً يوصف بأنه منهج علمي دقيق فهو يبدأ بالشك ثم النقد، ويُعمل عقله في البحث عن الحقيقة، ثم يصيغ بحثه بأسلوب أدبي جمالي.
المواهب البلاغية لدى الجاحظ أدت إلى ظهوره بوصفه كاتباً شبه رسمي ولمدة نصف قرن، لإذاعة ونشر وتفسير الأوامر الحكومية والأفكار الدينية التي تميل إليها السلطة والدفاع عن العباسيين.ومن مؤلفاته الشهيرة «كتاب البخلاء» ويعد موسوعة علمية أدبية اجتماعية جغرافية تاريخية، يكشف عن نفوس البشر وطبائعهم وسلوكهم، ومن أهم الكتب التي لها تأثير كبير على العلماء المسلمين كتاب «الحيوان».
الجاحظ... المؤرخ الأديب صاحب التصانيف
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة