الإرهاب ليس من الإسلام

الشارع المصري
طبوغرافي

أمثال هؤلاء يسيئون إلى المسلمين ظلما وعدوانا.. ونشر سماحة الدين خير سلاح لمواجهة الغلو والتشدد

الداعية والمفكر الإسلإمي: الإسلام برئ من العنف والإرهاب ويدعو لحب الآخر والسلم والمعايشة

أدان الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي حادث «نيس» الإهابي، بعد إقدام مواطن فرنسي من أصول تونسية، بقيادة شاحنة، ودهس جمع من المواطنين، بمدينة «نيس» الفرنسية، أثناء الاحتفال بالعيد الوطني.

وقال أنه عندما يصدر عمل عنف أو حادث إرهابي من أحد الذين ينسبون أنفسهم إلى المسلمين، يظن الناس أن الإسلام دين الإرهاب، وتلتصق تهمة العنف بالإسلام والمسلمين، مع أن دين الله تعالى بعيد كل البعد عن عن هذا الفكر، وهو الذى يحارب الإرهاب والتطرف والتشدد لمن يفهم الدين فهما صحيحا.

وأكد المفكر والداعية الإسلامي أن هذا الإرهابي الذى استقل شاحنة عظيمة وهام بها بين تجمع كثيف من المواطنين العزل والنساء والأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالله تعالى، وإن كانوا من غير المسلمين، فقتل منهم عشرات بلا ذنب، وأصاب كثيرا منهم بعاهات صحية تلازمهم طيلة عمرهم، فهذا الشخص ليس من المسلمين، ولا يصح أن نحسبه على دين الإسلام الذى قال تعالى عنه فى كتابه العزيز: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، إذًا فالإسلام بريء من كل يدعو إلى القتل والعنف والإرهاب.

وشدد علي أن دين الإسلام يدعو إلى حب الآخر ويدعو إلى السلم والمعايشة، فلا ينبغى لمسلم أن يتعدى على غير مسلم إلا إذا كان معاديا له.

وأكد أن كل من يعمل عملا إرهابيا ويدعى أنه مسلما وينتمى إلى جماعة كذا أو حزب كذا، فهو ليس له أي صلة بالإسلام ولا المسلمين، ونحن المسلمون بريئون من هؤلاء ولا ينتمون إلينا.

كما أن هؤلاء الذين يرتكبون هذه الجرائم باسم الإسلام يسيئون إلى الإسلام والمسلمين فى كل مكان، فما التصقت تهمة الإرهاب بالمسلمين إلا بسبب هؤلاء، ظلما وعدوانا، فما كان الإسلام دين إرهاب، ولا دين تشدد ولا تطرف، وإنما هو دين السلم والمحبة والإخاء. قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

وتكشف تقارير أن المشاهد المؤثرة للمسلمين الفرنسيين من أهالي ضحايا مجزرة مدينة نيس، وهم يودّعون ويؤبنون ضحايا ذلك العمل الإجرامي، كفيلة بالرد على أصوات اليمين المتطرف، هذه التي صدحت بالشعارات العنصرية، ووضعت جميع المسلمين في سلّة واحدة، متناسية أنّ نسبة عدد ضحايا المجزرة من المسلمين، تفوق الثلث، وهو رقم يؤكد على أنّ المسلمين هم أكثر ضحايا الإرهاب تضررا، ذلك فإنهم أصبحوا هدفا متعدّد الأبعاد والمستويات، وهو الأمر الذي عبّر عنه أحد الشبّان المغاربة بقوله لإحدى وكالات الأنباء “ مرة تكون مشكلتنا مع التمييز العنصري ومرة مع التمييز الديني”.

وتؤكد التقارير أن المسلمون هم أول من يكتوي بنار جرائم التطرف في بلدان المنشأ، ثم بلدان المهجر والإقامة، وهم أول من يفجع في أولادهم من الفئات الشبابية التي يتم استقطابها وتجنيدها عبر غسل الأدمغة واستغلال بؤس ظروفها، وكذلك فإنّ المسلمين هم أول من يشار إليهم بأصابع الاتهام مع كل جريمة إرهابية في الغرب الأوروبي والأميركي، وتطالهم نظرات الريبة في المطارات والشوارع وأماكن العمل، بالإضافة إلى أضرار أخرى لا تحصى ولا تعد، وتطال أوضاعهم المهنية والاجتماعية، وكل ما ينشأ عنها من تداعيات نفسية، وصفها أحد المهاجرين بـ”المدمّرة”.