تحديات التعليم الأزهري فى مصر

الشارع المصري
طبوغرافي

فضيلة الشيخ/ إبراهيم همام
وكيل الأزهر بالجيزة

الشيخ ابراهيم همام وكيل الوزارة ورئيس منطقة الجيزة

الأزهر الشريف رمز الوسطية والاعتدال، ولا تزال مصر بخير ما دام الأزهر بخير؛ لأنه الشعاع الذي ينظر إليه العالم ويقتبس من علومه وثقافاته وحضارته.
وكان تأثير الأزهر- كجامع وجامعة- جليًا واضحًا في النهوض بالحياة الأدبية والعلمية في مصر، ثم امتد إلى دول العالم، فافتتح الكثير من فروع جامعته في دول عديدة مثل أندونسيا وماليزيا، ويدرّس في تلك الجامعات أساتذة الأزهر أنفسهم، وبمناهج أزهرية. كما أن هناك 360 دولة يتلقى أبناؤها التعليم في الأزهر، ومدينة البعوث شاهدة على ذلك؛ لذا سيظل الأزهر الشريف قبلة المسلمين بعد الكعبة المشرفة.

والتعليم في الأزهر يعتمد على محورين أساسيين هما التعليم والدعوة.
ويتجلى محور التعليم مع الإعداد الجيد للطالب الأزهري في مرحلة التعليم قبل الجامعي، حيث يتميز بحفظ كتاب الله تعالى وإتقان اللغة العربية، والحفاظ على اللغة العربية بقواعدها السليمة تعد وظيفة أساسية للأزهر من خلال دراسة بعض المتون مثل ألفية ابن مالك.

أما المحور الآخر وهو الدعوة، فدستور الدولة ينص على أن الأزهر هو المرجعية الدينية، فمثلاً حينما قالت جبهة كبار العلماء لا للخطبة المكتوبة فهذا البيان أقوى من القانون.

وبالإشارة إلى تظلمات طلاب الثانوية الأزهرية فأحب التأكيد على أن التصحيح في الأزهر يتم بكل دقة، ويحصل كل طالب على ما يستحق من درجات، ومقدّر الدرجات أستاذٌ متخصص في مادته، ويدرسها من أول العام لآخره، ولا يصحح المادة سوى المتخصص، ولكن ليس كل ما يكتبه الطالب صوابًا. ومع ذلك يتاح للطالب التعرف على ورقة إجابته وإبداء ملاحظاته، ويعاد التصحيح، وإذا كان هناك خطأ يتم تصحيحه وإضافة الدرجات للمجموع. ونطمئن الطلاب بأن الأزهر كفل لكل طالب أزهري مكانًا فى الجامعة.

ورسالتي لأولياء الأمور: اطمئنوا أن أولادكم في الأزهر، حامي الحمى بوسطيته، قاهر الظلم برد الظلمات ونشر العدل على وجه الأرض، يحض على الفضائل ويوعي الناس على مستوى العالم، وينهى عن الرذائل، ويعطي لكل واحدٍ حقه.. الأزهر قلعة الوسطية، ومن لم يتعلم في الأزهر لن يجد تعليمًا صحيحًا ولا فكرًا معتدلاً ولا حرًا.