في يوم الوفاء والتأبين للعلامة الدكتور علي مدكور لا تجد سوى دموع الاشتياق والحنين تملأ المكان في يوم لا فرق فيه بين أستاذ وتلميذ، فالكل يقف على الذكرى بنحيب الفراق والتألم ولسان حاله قوله تعالى"إنا لله وإنا إليه راجعون"
رحم الله تعالى الأستاذ الدكتور علي مدكور أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة القاهرة، وعميد الدراسات التربوية، وأحد كبار رواد الفكر التربوي والإسلامي. عهد حياته للدفاع عن اللغة العربية والثقافة الإسلامية والزود عنهما ضد الأخطار التي تهددهما في أوطانهما العربية.تقلد المرحوم الدكتور علي مدكور عمادة كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة وعمادة كلية التربية بسلطنة عمان، ورئيس جامعة طرابلس بلبنان. وعمل خبيرا تربويا بمنظمتي اليونسكو والألكسو العربية. وعضوا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وخبيرا بلجنة اللغة العربية بمجمع اللغة العربية.
وخبيرا بلجنة اللغة العربية في التعليم بمجمع اللغة العربية بالقاهرة. وعضو المجالس القومية المتخصصة بشعبتي التعليم العام والتعليم العالي. وعضو لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة وعضو مؤسس بجمعية لسان العرب عضو مؤسس بالجمعية المصرية للتعريب وعضو لجنة قطاع الفنون بالمجلس الأعلى للجامعات وعضو لجنة قطاع الدراسات التربوية وإعداد المعلمين، وعضو لجنة الخبراء المشكلة من مجلس الوزراء لإعادة تنظيم التعليم في مصر.
ولعل أبرز إسهاماته في إنشاء المؤسسات التربوية واللغوية والبرامج التدريسية: إنشاء برامج إعداد معلم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى عام 2005م. والإسهام في تأسيس جمعية لسان العرب في بداية التسعينيات والإسهام في تأسيس الجمعية المصرية لتعريب العلوم والإسهام في تأسيس الجمعية العربية لتكنولوجيا التعليم بمعهد الدراسات التربوية جامعة القاهرة. وعضو جمعية التربية المقارنة بمعهد التربية جامعة لندن.
ينعيه الأستاذ الدكتور محمود حجازي عضو مجمع اللغة العربية بأنه من ورثة الأنبياء فهو من الثلة التي حملت راية الفكر الإسلامي والتربوي وهو نموذج لقيمة العطاء الودود والنبض الحي ومن يحمل قيم السماء.. ومثال لرقي المشاعر ورصانة اللغة.. رحمة الله تعالى عليه فقد كان نبيلا يمتلك رؤية وبصيرة.
وينعيه العلامة الأستاذ الدكتور محمود كامل الناقة رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس بأنه كان كان قيمة علمية وإنسانية تمشي على الأرض وأنه مخلد في الأرض ذكره لأنه أحد أعلام التربية في الوطن العربي.
وينعيه الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض أستاذ المناهج وطرق التدريس جامعة كفر الشيخ : أستاذ كبير وتربوي معاصر لا يشق له غبار تتلمذنا على يديه فكان عطاؤه سخيا وموسوعيا في تناول القضايا التربوية خاصة فيما يتعلق منها بما يمس الثقافة العربية. وهو المجال الذي دارت حوله مؤلفاته وحياته الثرية. كان علما عظيما وعالما كبيرا. وهو كاتب وعالم من طراز خاص ترك للمكتبة العربية عشرات الموسوعات الثرية التي تميز بها ولا زال علمه قبلة لكل طالب علم لغوي وتربوي.
وتتحدث عنه الأستاذة الدكتورة أمل سويدان عميد كلية الدراسات العليا للتربية قائلة أستاذنا كان قيمة وقامة على كافة الأصعدة والمستويات سواء أكان في منصب إداري أم تدريسي ولعل أكبر ما يظهر منه هو الملمح الإنساني الطاغي وهو المسيطر والأبرز حضورا في ذاكرة كل من أتيح له التعامل معه.. رحمة الله عليه فقد كان قدوة عظيمة يحتذي بها القاصي والداني ويشهد له كل من عرفه عن قرب أو سمع عنه.
ويضيف الأستاذ الدكتور صابر عبد المنعم محمد وكيل كلية الدراسات العليا للتربية: أنا لا أنسى أول لقاء جمعني به حيث كان في شارع المساحة بالدقي في المقر القديم لمبنى معهد الدراسات التربوية عام 1994م وأول ما لقيته وجدته هادئا طويل الصمت عميق الفكر دائم التأمل يحدثك بكلمات قليلة موجزة ولكنها تحمل كثيرا من الإيجابية.. لقد عاش مجتهدا صابرا حاملا للعلم يكاد يصل إلى درجات الكمال التي هيأها الله تعالى له. وصدق قول رسولنا الكريم " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء " فرحمة الله تعالى عليه وغفرانه وعفوه.
أما الأستاذ الدكتور محمد لطفي جاد أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية الدراسات العليا للتربية فيصفه بأنه هو الأنموذج والقدوة، تعلمنا منه الالتزام والجد واحترام الصغير وتوقير الكبير. كانت حياته كلها وصايا علمية وليست قولية.. رحمك الله أستاذي، يامن كان ضحك التبسم ، يامن كنت حييا، يامن لم يخرج العيب من فيك، يامن كنت ساعدا للفقراء والمساكين، يامن كنت محبا للعلم والعلماء، يامن حفظت كتاب الله وفهمته واستوعبته وتدبرته.
أما صديق العمر ورفيق الدرب الأستاذ الدكتور أحمد درويش أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فيصفه بأنه " عالم جليل كان يمشي على الأرض هونا " تعرفت عليه في منتصف الستينات تجاورنا وتزاملنا بدار العلوم ومنذ أن عرفته وهو متمتع بالرزانة والوقار والهدوء والتواضع والذكاء الفطري.. لقد أدركت منه الكثير من الخصال الإنسانية والعلمية الهادئة والراقية وما آنست فيه مظهرا يختلف عن المخير.. لقد كان يحمل نفسا تجيش بالطموح والآمال والخطط وتتلمس وضعها موضع التنفيذ.. والحمد لله الذي جعل رفاقه وأبناءه ألسنة تدعو له بالرحمة والمغفرة ودوام الذكر مع العلماء الصالحين.
أما الأستاذ محمود الفولي وكيل وزارة التربية والتعليم فيقول رحمة الله تعالى عليك أستاذي الحبيب. لم تكن يوما معلما فقط بل أبا حنونا عطوفا طيبا.. قدمت لنا كل العون والنصح وكنت مثالنا الحي في طيب الخلق وحسن الرفقة والمصابرة على طلب العلم.. ولا أقول فيك إلا ما يرضى ربنا ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).
يوم الوفاء والتأبين للعلاّمة الراحل: علي مدكور
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة