د. إيمان السيد
استشاري صحة نفسيةالأم هي الحلقة الأولى في حياة الطفل والأسرة، لما لها من دور عظيم في إعداد وتنشئة الأجيال ، ولما يقع على عاتقها من مسئوليات في إعداد الطفل وتربيته، وبعاطفة الأمومة التي لديها تمنحه مشاعر الدفء والحنان، لما تشكله من علاقة نفسية وبيولوجية بينها وبين أولادها وبناتها، والأمومة هي أكبر وظيفة للمرأة وهبها الله تعالى لها لتكون بها الحياة، فهي رمز الحياة واستمرارها؛ وتعتبر أقوى الغرائز لدى المرأة وتظهر لديها من طفولتها المبكرة فنجد الطفلة ترعى أخواتها الذكور وتعتني بهم وتجد لديها العديد من الدمى والعرائس التي تمارس من خلالها دور الأم.
وتزداد غريزة الأمومة لدى الطفلة من صغرها حتى ما إن تصبح شابة وتقبل على الزواج لتنجب وتشبع عاطفتها في الأمومة بأن يكون لديها الأطفال؛ ولهذا منح الله تعالى المرأة الطاقة النفسية والقدرة العاطفية والجسدية لكي تتحمل الصعاب من أجل أبنائها لتربيتهم ورعايتهم.
ولهذه الغريزة دور إيجابي كبير في نفسية الطفل والأسرة لما تمثله من أهداف فالطفل يتعلم الكلام من أمه التي تكلمه، ويتعلم التعبير والانفعال بما تمكنه أمه وتدربه عليه، والطفل يتعلم الأكل والشرب واللعب والنوم وقضاء حاجته والتعلم وكل شيء مما توفره له أمه من تدريب ومتابعة ومصابرة له، وكل ها تقوم به الأم من عاطفتها الشديدة وغريزتها للأمومة ولها فإن فقدانها يؤثر سلباً على الطفل ونفسيته لما تسهم غريزة اللأمومة في تكوين نفسية سليمة للطفل. وعلاقة الطفل بأمه أشد العلاقات أهمية في تكوين شخصيته، فحياة الطفل تبدأ من علاقات بيولوجية تقوم على إشباع حاجاته من أمه، وأيضا العلاقات النفسية وما يحتاجه من الحب من أمه.
كما أن الأم لها دور كبير في التأثير النفسي والأخلاقي فالطفل يدخل الحياة ورقة بيضاء لم يدون عليها شيء، ويسير على خطى أمه في انتقال الثقافة والعادات والتقاليد إليه ولهذا فالطفل يكون فاسدا أو صالحا حسب دور أمه ويتخطى دورها دور الأب وسائر أفراد العائلة والمجتمع. كما أن الأم تمثل نموذج القدوة لطفلها بما يجده من تصرفات وسلوكيات منها فهو يتعلم منها ويتربى ويكتسب كافة خصائصه، وهناك أيضا تأثير الأم في الجانب العاطفي حيث لا يمكن أن نربي الطفل على الصدق والشجاعة إذا كانت الأم غير شجاعة وغير صادقة.
الأمومة وحياة الطفل سيكولوجية عصرية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة