من أبرز التقاليد المرتبطة بعيد الفطر بجانب شراء الملابس الجديدة صناعة كعك العيد، فهى عادة مصرية أصيلة حيث تتسابق الأسر على صناعته فى المنازل أو شرائه جاهزًا، وترصد فى سبيل ذلك الميزانيات الخاصة.. والكثير من المصريين يفضلون تناول الأسماك المملحة سواء ( الملوحة أو الفسيخ والرنجة)، الأطباء وخبراء التغذية يحذرون من مخاطر تناول هذه الأسماك المملحة أو الإفراط فى تناول الكعك؛ لتفادى الإصابة بالتلبك المعوى من الكعك أو التعرض للإصابة القاتلة بأخطر ميكروب للتسمم الغذائى من الفسيخ.
يقول الدكتور أحمد خورشيد “خبير التغذية”: لو كان الأمر بيدى لألغيت كعك “الغريبة” لأنه يحتوى على السكر بكثرة، والسمن وإذا كان لابد من الأكل فأنصح كل زوج أن يقتسم غريبة واحدة مع زوجته، وكعك العيد أضراره كثيرة فهو يؤدى إلى السمنة وتصلب الشرايين وضغط الدم وأمراض السكر ويجب أن نأكل فى حدود.. خاصة كبار السن لأنهم لا يبذلون طاقة تحرق الأكل.
وينصح الدكتور محمد هانى كمال للتقليل من أضرار الكعك بتناول النعناع والشاى الأخضر والمشروبات الدافئة مثل الينسون والكراوية بعد تناوله لأنها تؤدى إلى سرعة الهضم بالتالى مقاومة أضرار الكعك أو تناول الكعك المحشو باللوز أو عين الجمل لأنه يقلل من الكوليسترول ولكن بكميات قليلة أيضًا ويحذر الذين يعانون من مشاكل القلب أو دهون الكبد من تناول الكعك نهائيًا.
يقول الدكتور محمد هانى كمال أستاذ التغذية العلاجية بطب القاهرة : كعك العيد مكون من سمن ودقيق وسكر.. وجسم الإنسان عندما يحصل على كميات زيادة من هذه المكونات تتحول إلى دهون، والسمن البلدى من الدهون المشبعة وهى تزيد من نسبة الكوليسترول والشخص الذى لديه زيادة فى الدهون الثلاثية أو الكولسترول يؤدى إلى زيادة نسبة إصابته بجلطات القلب، ويضيف أن تناول السكر يزيد من إنتاج الأنسولين فى الجسم، وهذا يؤدى إلى تحويل النشويات إلى دهون وبالتالى المسار النهائى أن زيادة تناول الكعك يؤدى إلى مزيد من الدهون فى الجسم وخصوصًا تناول الكعك بعد صيام شهر رمضان فهو يؤدى إلى تلبك معوى وعسر هضم وزيادة فى إفرازات الحامض فى المعدة
ويحذر الدكتور هانى جمال الدين أستاذ السموم بطب عين شمس من الإسراف فى تناول الكعك والبسكويت مع أول أيام عيد الفطر؛ لأن ذلك يؤدى للإصابة بحالات من التلبك المعوى وسوء الهضم يصحبه بعض حالات القيء أو المغص أو الإسهال نتيجة سوء الهضم؛ لأن الجهاز الهضمى قد اعتاد على نظام الصيام؛ لذا يجب تهيئة المعدة تدريجيًا بشراب دافئ ثم تناول طعام خفيف طوال اليوم حتى تعتاد المعدة على تناول أكثر من وجبة يوميا.
أما عن خطورة الفسيخ، فطبيعة تصنيعه تجعله عرضة لنمو جرثومة خطيرة حيث يتم حفظه فى بيئة لا هوائية حتى يتحلل البروتين الموجود به( التفسخ) ويحفظ فى صفائح مغلقة بها ملح ينمو فيها بعض الميكروبات اللاهوائية تفرز مواد سامة قوية وثابتة لا تتحلل إلا فى درجات الحرارة العالية، وبعد أكثر من20 دقيقة، ومن أعراض التسمم بهذه الميكروبات ( القيء وارتفاع درجة الحرارة واحمرار واحتقان الحلق والوجه وشلل بعضلات الجسم) من أعلى إلى أسفل، أى من عضلات الوجه والرقبة، إلى أن يشمل عضلات التنفس، وهنا تحدث الوفاة إذا لم يتم نقل المريض فورا لمستشفى مجهز به أجهزة تنفس صناعى لوضع المريض عليه لحين إعطائه المصل المضاد لهذا الميكروب، وتبدأ هذه الأعراض بعد18-36 ساعة من وقت تناول الفسيخ
ويضيف: الوقاية من الإصابة بالتسمم بهذه الأسماك خير من العلاج، حيث يجب الإقلال قدر الإمكان من تناول الأسماك المحفوظة، وفى حالة حدوث اشتباه تسمم بأى نوع من هذه الأسماك يمكن الاتصال أو الذهاب لمركز السموم .
وينصح الدكتور مصطفى عبدالرزاق نوفل، أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية بزراعة الأزهر بالاهتمام بتناول الأغذية التى تقلل من بعض مخاطر هذه العادات الغذائية الخاطئة فى عيد الفطر وتطهر الجهاز الهضمى من ميكروبات التلوث الضارة وتخفض ارتفاع الضغط، ومن هذه الأغذية الموز والبرتقال والتمر الغنية بالبوتاسيوم، والجزر والثوم و الزيت الحار الغنى بأوميجا 3، والعدس والحمص بمحتواهما العالى من الأرجينين، والشاى الأخضر المحتوى على ثيانين، والقرفة المحتوية على فايتو تشالكون، واللبن والزبادى بمحتواهما من الكالسيوم والبوتاسيوم وكلها تخفض الضغط المرتفع، مع تجنب الأغذية المملحة والمخللات والوجبات السريعة خلال أسبوع العيد، كما يفيد تناول الثوم والبرتقال والشاى الأخضر والقرفة فى مقاومة ميكروبات التلوث التى توجد فى الفسيخ بالإضافة إلى البصل والسمسم’الطحينة’مع إضافة الريحان والقرنفل والنعناع إلى الشاي.
أطباء يحذرون : لا تسرفوا فى الكعك..
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة