لاشك أنه مع بداية العام الدراسي يكون الطالب في حاجة إلي خارطة طريق محددة المعالم ليسير علي هديها لتحقيق هدفه في النجاح والتفوق وليحقق من خلالها التوازن بين رغبة الأسرة في أن يذاكر الطالب أكبر عدد من الساعات وبين رغبة البعض في اللهو البدني لالتقاط الأنفاس خلال أيام الدراسة
فكيف يجتاز أبناؤنا عنق الزجاجة بالأسلوب السليم باختيار الطريقة السليمة منذ البداية.لاشك أن عامل الثقة بالنفس أمر لا يمكن إنكاره حيث قال أحد الطلاب إن مدرسه أخبره بمعادلة بسيطة (مذاكرة 100% + أعصاب قلقة 50% = مجموع لا يزيد عن 50%) أما (مذاكرة 80: 90% + أعصاب 100% لا تقل نجاحها عن 90%) وهو ما حدث والحمد لله وتفوق بـ98% والتحق بكلية الطب.
والعبرة أيضا ليست بعدد الساعات ولكن بالتركيز في وقت المذاكرة وقدرات الطالب علي استيعاب ما درسه فمثلا طالب يجلس من 6: 8 ساعات ولكن تحصيله الحقيقي ساعتان أو ثلاثة إذن الأفضل هو التركيز والهدوء ومقدار ما ينجز في الفترة التي جلس للمذاكرة فيها من كم وكيف في الوقت ذاته سواء في مادة الاقتصاد أو بقية المواد الدراسية الأخري.أما بالنسبة للأسرة فعليها ألا تقوم بالضغط علي الطالب ويتعاملون معه بمبدأ الحشو للذهن والعقل مع أن الطالب العادي أو الملتزم هو الذي ينظم وقته ويحدد هدفه وبذلك سيسهل عليه اجتياز العام الدراسي بالتفوق والنجاح المأمول بالشعور بالمسئولية الشخصية مع الوضع في الاعتبار أن هناك فترة للراحة من حق الطالب سواء كانت ترفيها أو هواية أو أي شيء بعيدا عن المذاكرة ليشحن ذهنه ويعود بكامل طاقته للدراسة مرة ثانية.
وكذا علي المدرس أن يدرك شخصية الطالب وكيفية إدارة تفكيره حتي يعاونه في النهوض بمستواه إلي مستوي أعلي وإن كان المدرس هنا لن يزود قدرات الطالب ولكن يعينه علي ارتفاع مستواه بالأفكار المختلفة وغير المباشرة وتنظيم أسلوب الإجابة في ورقة الامتحان.
وبالنسبة للغة العربية فهي مادة متعددة الأفرع وبالتالي كل فرع وكأنه مادة مستقلة فالتعبير بداية ينصح الطالب بالكتابة الكثيرة في أي شيء حتي لو يؤلف قصة يتحدث عن فكرة يكتب مذاكرات والعديد من الطلبة يعقلون ذلك أي الكتابة والاستطراد بها وللكتابة في الموضوع فعليه القراءة فهي وسيلة تيسر عليه الكتابة وإذا حرص علي عادة القراءة حتي لو في الصحيفة أو المجلة إذا تعذر علي الطالب شراء كتاب أو كتب كثيرة فهي الوسيلة الأيسر والأقل سعرا.تعود عليه بالثقافة والمفردات اللغوية والاستيعاب لما يدور حوله في مجالات السياسة الاقتصاد الاجتماع وغيرها وتستطيع الكتابة في أي موضوع وكذا عليه فتح مجالات للحوار مع الأصدقاء وهو ما يثري معلوماته وهنا يجرنا هذا إلي أهمية انتقاء الصديق الذي ينبغي أن تتوافر به الصفات الحسنة.
أما في القراءة فيحاول قراءة الدرس وتلخيصه في أفكار متعددة وكل فكرة يناقشها في سؤال عليه ويسأل نفسه إذا أتي السؤال بهذا الشكل أو الشكل الفلاني كيف أجيب عليه.أما بالنسبة للنصوص والبلاغة فهي تتطلب تذوقا خاصا للغة وهو أمر يعالج بمحاولة فهم الموضوع وإدراك القيمة الجمالية من شرح المدرس من الكتب ولو استطاع فهمها واستيعابها سيهسل عليه هضم أي تشبيهات أو استعارات جمالية في نصوص أخري.
أما النحو فهو يتطلب مذاكرة جيدة ولكن الأساس فيها الفهم من المدرس الذي يوصل له المعلومة بأبسط الطرق وعلي ولي الأمر أن يحرص بصفة عامة علي غرس الالتزام به منذ الصغر لكي يصبح أسلوب حياة بالنسبة له في الكبر وكذلك المتابعة بشكل غير مباشر فمثلا يسأله ماذا حدث اليوم..
ماذا أخذت في المدرسة إن الأبناء في حاجة إلي صداقة الآباء والأمهات خصوصا في الإعدادي والثانوي يمكن أن يتحاور الأب مع الابن ولا يشعره بأنه يواجهه أو يصادر فكره.. ويذكره دائما بالقدوة الحسنة في محيطه من أقارب أو أصدقاء حققوا نجاحات مع عدم الحرص علي المقارنة الفجة بين الابن والقدوة حتي يمنحه ثقة في النفس.
أيضا عدم تحديد وقت بساعات معينة للمذاكرة والمتابعة مع المدرسين دون أن يعلم الطالب ذلك ويمكن أن يطلع علي كراساته وكشاكيله وهو نائم أي المهم المتابعة ولكن بشكل غير مباشر.وتضيف سناء عبدالعظيم مدرسة دراسات اجتماعية أن النجاح والتفوق يبدأ من أول يوم في الدراسة بعدم التواكل أو تأجيل أي شيء لليوم التالي أو الأسبوع القادم فتتراكم المعلومات يشوش الطالب ويثقل عليه المهمة ويتعذر استيعابه لها في وقت قصير.
وبالنسبة للجغرافيا أفضل أسلوب لمذاكرتها من أول يوم بالخريطة فهي ستسهل عليه كثيرا فهم وحفظ المعلومة وكذا ستجعله يتعلم كيف يجيب علي سؤال الخريطة.
أما التاريخ فهو يعتمد علي حفظ التواريخ والأحداث المهمة, مع مراعاة أن بعض السنوات تحتوي علي تواريخ فقط ورصد لأحداث أو مواقف وهو ما لا يظهر في قدرات إبداعية للمدرس تعينه علي مساعدة الطالب في فهم المادة أو استيعابها وأعتقد أن هناك مناهج دراسية في حاجة إلي إعادة صياغة وتحديد المضمون حتي يستفيد الطالب منها بالشكل الأمثل ولا تكون مجرد معلومات مبتورة لا رابط بينها وينساها بمجرد انتهائه من الامتحان في نهاية العام الدراسي.
وفي النهاية يري ماجد فودة مدرس مادة الفيزياء في المرحلة الثانوية لابد أن ندرك أن النجاح والتفوق أمر ليس باليسير ولكنه ليس بالعسير في الوقت ذاته فمع تنظيم الوقت والحرص علي مذاكرة المادة أولا بأول وعدم التأجيل أمر يسهل له الاستيعاب بأفضل شكل لأنه لو أجل المذاكرة إلي يوم تال يفقد 20% مما فهمه إذا أجلها إلي ثالث يوم سيكون كأنه يدرسها للمرة الأولي.
خارطة النجاح والتفوق
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة