علماء: محتكرو السلع ملعونون..وأموالهم "منزوعة البركة"

الشارع المصري
طبوغرافي

أكد أساتذة وخبراء أن الأموال التى تجمع من احتكار السلع، هى أموال حرام، ولن يبارك الله فى هذا المال الحرام، مطالبين التجار بالسعى لكسب المال الحلال، وعدم المتاجرة بأقوات الناس، أو السعى لتخزين السلع لتباع بأسعار مرتفعة فى أوقات أخرى.

مطرود من رحمة الله
يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الاحتكار كما عرفه الفقهاء- هو حبس السلعة أو المنفعة ومنع عرضها تحينا لارتفاع ثمنها فى الأسواق بسبب قلة المعروض منها وزيادة الطلب عليها وهذا الاحتكار لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فى حديثه الشريف: «المحتكر ملعون والملعون مطرود من رحمة الله تعالي ، وقال عليه الصلاة والسلام: «من احتكر سلعة يريد أن يغلى بها على الناس ضربه الله بالجذام والإفلاس».

يضيف هذه الأحاديث وغيرها تدل دلالة واضحة على حرمة الاحتكار وأنه من الكبائر التى توعد الشارع فاعله بالعذاب الأليم فضلا عن ان صاحبها لا يستحق رحمة الله تعالي موضحا أن ما يفعله البعض حاليا من حبس للسلع بغية ارتفاع سعرها واستغلالا لظروف المجتمع والناس فهذا يدخل فى الاحتكار المحرم وليتذكر كل من يفعل ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى دعا فيه على المحتكر بان يصيبه الله تعالى بالمرض فى بدنه، والإفلاس فى ماله ومن المعلوم شرعا ويقينا أن دعاء الأنبياء مستجاب .

947 16713564821457867613

وأكد أنه ينبغى على الدولة والجهات المختصة أن تتابع باهتمام عمليات البيع والشراء حتى لا يكون هناك استغلال من قبل عديمى الضمير للإضرار بحاجات الناس.

انتقام الجبار
يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إن الاحتكار محرم شرعا، لأنه يؤدى لضرر عامة الناس، ويحدث الكثير من الأزمات فى المجتمع، وهذا السلوك السلبى دليل على ضعف الوازع الديني، ولا يجب أن تكون هذه الظاهرة فى المجتمع المسلم، لأن التراحم والتعاون لما فيه مصلحة الجميع، من سمات المجتمع المسلم، مؤكدا أن كل إنسان حصل على مال من خلال احتكار السلع، عليه أن يعلم أن الله عز وجل سوف ينتقم منه، ولن يبارك له فى هذا المال، لأنه حصل عليه من خلال الخديعة والمتاجرة.

ec_219_3 a1469603516
تشجيع التجارة والإستثمار
ويقول رمضان حسان بكلية الدراسات اإسلامية بجامعة الأزهر: أن الإسلام وضع ضوابط للتجارة الحلال فلا يرفض الإسلام أن يكون التاجر ثري، بل بالعكس يدفعه لمزيد من الاستثمار لمزيد من جنى الأرباح حيث قال رسول لله صلى لله عليه وسلم: "إن أطيب الكسب، كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يمدحوا، وإذا كان عليهم لم يماطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا"، وهي الصفات الحسنة التي طالما تواجدت في تاجر ربحت تجارته.

طالب د. بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين الأسبق، بمعاقبة المحتكرين الكبار، لأن هؤلاء يبحثون عن المال، ويسعون بكل الطرق لجمع الملايين، من خلال المتاجرة بالسلع، وهذا الأمر يتطلب الضرب بيد من حديد، والمواجهة الحاسمة والصارمة.

ويطالب الدولة أن تعاقب كل من تسول له نفسه، أن يتاجر ويحتكر أقوات الناس، لأن هؤلاء المحتكرين يسعون لإيجاد سوق سوداء لبيع السلع بأسعار مضاعفة، وتحقيق أموال ومكاسب كبيرة على حساب عامة الناس، ولذلك لابد من مصادرة كل سلعة محتكرة، وأن يكون هناك عقاب شديد لمن يفعل ذلك، وفى حال ضبط مثل هذه الحالات، لابد أن تعلن الدولة ذلك للرأى العام، ليكون هؤلاء التجار عبرة لغيرهم، لأن الذين يفعلون ذلك هم أعداء لمصر، ولابد من المواجهة بكل قوة، لأن أفعالهم هذه ضد الأمن والسلم المجتمعي.

الكسب الحلال
وأشار إلى أن هناك بعض الظواهر السلبية، التى قد تساعد التجار على احتكار السلع، ومنها قيام البعض بشراء كميات كبيرة من سلعة معينة، وذلك خوفا من ارتفاع الأسعار، وهذا يحدث أحيانا كثيرة نتيجة للشائعات، وكل ذلك يؤدى لحالة من القلق لدى الآخرين، ويجعل هناك إقبالا كبيرا من الناس على تخزين سلعة معينة، والمؤكد أن هذا سلوك مرفوض، لأنه إذا كنا ننهى التجار عن احتكار السلع، فإننا ننهى المواطنين عن ادخار السلع فى المنازل، لأنه يؤدى لحدوث أزمة فى الأسواق، مؤكدا أن الإسلام نص صراحة على لعن الذى يدخر أقوات الناس، ليبيعها بأسعار مرتفعة بعد فترة، وفى الحديث الشريف «المحتكر ملعون»، مؤكدا أن الاحتكار يعد أكلا لأموال الناس بالباطل، وقد قال الله تعالى: «وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ»، ومعنى هذا أن الكسب المحمود مشروع، وأما الكسب المغالى فيه فمرفوض.